نبض رياضي.. مسلسل التغييرات مستمر!
البعث الأسبوعية- مؤيد البش
مع انتصاف الدورة الانتخابية لكل مفاصل رياضتنا ودخول مرحلة العد التنازلي لنهايتها في العام بعد القادم لم تتبلور حتى اللحظة مفردات التطوير التي طرحها المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي عند وصوله بل إن المرض المزمن الذي ابتليت به رياضتنا هو غياب الاستقرار الإداري الذي بات كابوساً يقض مضاجع الجوانب الفنية ويؤدي لتراجعها.
فخلال فترة الـ 27 شهراً من عمر المكتب التنفيذي لم يبق اتحاد لعبة أو لجنة تنفيذية أو حتى إدارات أندية كبرى لم يمر عليها قطار التغيير أو التعديل، وأصعب ما في الأمر أن التغيير هو لأشخاص وأسماء فيما طريقة العمل الروتينية ماتزال قائمة ومازال التقشف والتقنين المالي متبعاً على الألعاب الفردية تحديداً دون تبديل، ما يعني حكماً أن هذه القرارات لم تكن نافعة وآثارها كانت سلبية بالمجمل.
أسباب هذه التغييرات وللإنصاف كان بعضها موضوعياً من قبيل الاستقالات وغياب التفاهم والمشاكل التنظيمية، لكن التغيير من أجل إيصال فلان أو علان لهذا الاتحاد أو لذاك النادي كان الأكثر حصولاً، مارشح عنه اختلاق أزمات جديدة أدت إحداها لتدخل الاتحاد الدولي لكرة اليد في شؤون رياضتنا الداخلية وجعل عصا العقوبات مرفوعة بوجه المكتب التنفيذي في حال تدخله، وبالتالي تم فتح الباب أمام إمكانية حصول مشاكل لا تعرف رياضتنا كيف يمكن أن تتخلص منها.
في هذا الإطار نحن لسنا ضد تدخل المكتب التنفيذي لتصحيح الأمور ولسنا ممارسته لصلاحيته وقيامه بواجباته، لكن الأصح أن يكون أي قرار للتغيير أو التعديل بعد دراسة الجدوى منه، حيث بات معروفاً أن نقطة ضعف رياضتنا ليست في الأشخاص إنما في طريقة العمل وانتهاج سياسة هذا معنا وهذا ضدنا، والتي أوصلت بعض الأشخاص لمفاصل حساسة في رياضتنا لم تكن تخطر على بالهم في أحسن أحلامهم.
أمام كل ما سبق يبدو التدارك أمام القيادة الرياضية ممكناً مع توفير حد أدنى من الاستقرار الإداري والتوقف عن التغيير غير المنتج فالمعاناة المالية التي تعيشها رياضتنا باتت معوقا لأي أمل للتطور، وبالتالي رياضتنا ليست بحاجة لمطبات مختلقة تحت شعار السعي نحو الأفضل.