الشغب يطال سلتنا مرة ثانية واتحاد اللعبة مطالب بالتدخل
يبدو أن كرة السلة لم تعد لعبة المثقفين كما هو متعارف عليها، بل أصبحت مثلها مثل غيرها من الألعاب الأخرى، وذلك بسبب ما يطالها من شغب حالياً.
الكثير من إشارات الاستفهام تم تسجيلها هذا الموسم على مباريات دوري الرجال، ولكن لم يتوقع أحد أن تصل لدوري السيدات، حيث شهدنا أكثر من حالة شغب من قبل القلة من الجماهير (نادي تشرين)، وهي تفتعل الشغب خلال مباريات فريق السيدات، وآخرها ما حصل خلال لقاء فريقها مع الثورة في المباراة الأولى من مباريات النهائي التي جرت يوم الجمعة الماضي في صالة الفيحاء بدمشق، فلم تتقبّل الجماهير خسارة الفريق وقامت بالتهجم على فريق الثورة قبل وأثناء المباراة (عبر سيل من الشتائم الخادشة للحياء)، وما زاد الطين بلة قيام القلة بممارسة شتى أنواع الفنون القتالية خارج الصالة، فتهجموا على مشجعات للثورة، ما استدعى نقل المصابات إلى المشفى، كل ذلك حصل أمام مرأى رئيس نادي تشرين وأعضاء إدارته.
وأمس شهدت صالة حمص أحداث شغب بعد نهاية مباراة الكرامة مع الوحدة (الرابعة) بالدور نصف النهائي لدوري الرجال، والسبب أن جمهور الوحدة لم تعجبه خسارة فريقه أمام الكرامة مع تعادل الفريقين بالفوز والخسارة، فقامت بتكسير صالة غزوان أبو زيد (التي تم ترميمها منذ فترة)، وتكسير المقاعد فيها، الأمر هنا لا يتوقف على الجماهير الغاضبة، بل ما قام به أحد محترفي الوحدة الذي تم استقدامه للعب ودفعت مبالغ كبيرة له، فقد كان السبب المباشر بافتعال الشغب عند تهجمه وضربه جماهير الكرامة، فوصل الأمر إلى حالة من الهرج والمرج، ولم يتدخل أحد لفك العراك والنزاع بين الطرفين.
وإذا كانت الرياضة ستنتهي بمثل ما انتهت إليه هذه المباراة فما الفائدة منها، خاصة أن هناك مباراة خامسة وفاصلة بين الفريقين؟ وكذلك هناك مباريات أخرى بين الجلاء وأهلي حلب، ومباراة إياب السيدات في اللاذقية (وحسب المعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى غياب عدد من لاعبات الثورة عن مباراة اللاذقية خوفاً من التعرّض للإهانة من جماهير تشرين).
اتحاد كرة السلة مطالب باتخاذ قرارات رادعة، ومعاقبة كل من تسبب بمشاكل، كما أنه مطالب بإعادة النظر في المراقبين الذين يحضرون المباراة ولا ينفذون مهامهم الموكلة إليهم، فهذه الحوادث تسيء كثيراً إلى الرياضة عموماً، وإلى كرة السلة خصوصاً، وإذا لم يتخذ اتحاد اللعبة القرارات المفترضة فإنه سيفتح الباب مشرعاً أمام مزيد من الإساءة للعبة، والمزيد من الشغب في صالات السلة.
على ما يبدو أن الاتحاد غير قادر على ضبط الجماهير خلال المباريات، والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا سيتصرف اتحاد اللعبة؟ وهل سيتخذ القرار المناسب قبل فوات الأوان؟.
عماد درويش