أخبارصحيفة البعث

“ذي أتلانتك”: نظام ترامب بدأ بالانهيار وأمريكا تنقسم

يعتزم نواب ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي من “أصول إفريقية” طرح مشروع قانون يحد من عنف الشرطة وغياب العدالة بين الأعراق، ويسهّل إجراءات الملاحقة القضائية للضباط الذين يرتكبون جرائم قتل، فيما أكدت مجلة “ذي أتلانتك” الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب “انغمس خلال فترة رئاسته في غرائزه الاستبدادية”، الأمر الذي يزيد من انقسام البلاد وينذر ببدء انهيار إدارته.

واعتبرت المجلة، في مقال لها بعنوان “نظام ترامب بدأ بالانهيار” للكاتب فرانكلين فوير، أنه “على الرغم من أن فترة رئاسة ترامب ستنتهي بانتخابات، وليس الإطاحة به، فمن الممكن فهم حجم ما نراه، وأن نرسم خريطة لما سيأتي بعد ذلك”، مبرزاً أنه “يتمّ خوض معركتين في أميركا الآن”، وأولى هذه المعارك هي “صراع طويل ضد إيديولوجية وحشية وقمعية”، أمّا المعركة الثانية فهي “قتال أضيق حول مصير زعيم محدد”، وأشارت إلى أن ترامب “صعد إلى السلطة بإشعال التوترات العرقية، وهو يجد مصيره الآن محكوماً بوحشية الشرطة والعنصرية”.

وأضاء المقال أيضاً على قمع الشرطة الأميركية للاحتجاجات ضد العنصرية، والمطالبة بالعدالة لجورج فلويد، مبرزاً أنّه “يمكن ملاحظة كيف أدى قمع ترامب العنيف للاحتجاجات في ساحة لافاييت قرب البيت الأبيض إلى تضخّم صفوف المتظاهرين”، ومن الممكن برأيه أيضاً ملاحظة “كيف بدأت النخب، في غضون أيام قليلة فقط، بالتعاطف والتعاون مع هذه الاحتجاجات، وتابع: “الحكومات المحلية في الولايات كانت هي الطبقة التالية من النخبة التي تحبط أوامر ترامب، بعد أن أصر على أن المحافظين يسيطرون على الشوارع نيابة عنه، حيث رفضت الحكومات بشدة تصعيد ردها ضد الاحتجاجات”.

وفي تعقيبها على قرار موقع “تويتر” حجب تغريدة لترامب، ووصف تغريدات أخرى له بـ”المضللة” في الآونة الأخيرة، وصفت المجلة الأمر بـ”اللحظة المفصليّة”، مؤكدةً أنّ “الشركة زوّدت لسنوات الرئيس الأميركي بمنصّة للدعاية وآلية للثأر من أعدائه، لكن فقط عندما استخدم “تويتر” للتهديد بالعنف ضد الاحتجاجات، حدّت الشركة أخيراً من قدرة المستخدمين على رؤية أو مشاركة تغريدته”.

كما تناولت المجلة مسألة رفض وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر مؤخراً، الامتثال لتهديد ترامب بنشر القوّات المسلحة في الشوارع لقمع التظاهرات باعتبار أن الحالة الراهنة لا تستدعي ذلك، مشددةً على أنّ الأمر “من بين الحالات الأكثر إثارةً للانتباه، لمسؤول يخالف رئيسه في العقود الأخيرة”.

وختمت المجلة مقالها بالإشارة إلى أنه “حتى لو أخفقت الاحتجاجات وانتهى موكب الاستنكار، فإن غالبية الشعب الأميركي، على الرغم من الانقسامات في البلاد، انضم معاً في استياء مشترك من الرئيس، على الأقل للحظة واحدة، كما أن قطاعات المجتمع، التي تتجنب السياسة، خرجت عن تحفّظها وأيدت الاحتجاجات ودعمتها”.

وانتقادات “ذي أتلانتك” ليست الأولى، فقد وصفت صحيفة لوس انجلوس تايمز ترامب بأنه “متعصب وجاهل”، فيما وصفه المحامي الأمريكي جورج كونواي، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، بأنه “يفتقر إلى الإنسانية”، مشيراً إلى أن لا إنسانية الرئيس الأمريكي أعمق مما كان يعتقد، وأوضح أن الأمريكيين يراقبون رئيسهم وهو يفشل في اختباره الرئاسي بطريقة كارثية، فيما يعانون هم من العواقب، لافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي الذي واجه سلسلة من الأزمات يفشل الآن في مواجهة أزمتين خطيرتين أولهما جائحة كورونا وما نتج عنها من عواقب اقتصادية وخيمة، وثانيمها الاضطراب الاجتماعي الذي أشعلت جريمة قتل المواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد الشرطة فتيله مؤخراً.

ووصفت صحيفة نيويورك تايمز، في مقال للكاتب بريت ستيفنز، ترامب بأنه “كارثة وطنية” بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الأمريكيين يشهدون حالياً كارثة غير مسبوقة وهي ليست فقط ناتجة عن أسباب معروفة مثل كورونا أو الركود الاقتصادي أو العنصرية بل “رئيس قلب مبادئ البلاد”، وقارنت بين خطابات ترامب وتصريحاته وبين من سبقه من رؤساء أمريكيين، معتبرة أن الغرض من رئاسته هو تحطيم الخطابات الرئاسية والتقليل من شأنها، ولهذا السبب يرفض توظيف كاتب خاص ذي كفاءة لصياغة خطاباته، كما أنه يلجأ لاستخدام موقع التواصل الاجتماعي تويتر كوسيط للتواصل، وخطاباته كلها مصممة لإثارة الاستفزازات ومهاجمة المعارضين وإرضاء المؤيدين له.

بالتوازي يكشف “تكتل السود” في الكونغرس، مع أكثر من 50 عضواً من مجلسي النواب والشيوخ، اليوم، عن مشروع قانون يمنع استخدام الشرطة لأوضاع الخنق وتصنيف المشتبه بهم وفقاً للعرق، إضافة إلى تثبيت كاميرات في أجساد أفراد الشرطة وإخضاع أجهزتها لمجالس رقابة مدنية، وفرض بروتوكولات جديدة لعملها للحد من استخدام “القوة الفتاكة”، وإلزام عناصرها بالتدخل إذا شهدوا مخالفة لقواعد العمل.

ومن المتوقّع أن يؤسس التشريع لقاعدة بيانات وطنية تحدّد مخالفات الشرطة للقواعد، بدعم من كبار الساسة الديمقراطيين، ومن بينهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر.