الموسيقي زياد عجّان يتطلع إلى الاهتمام المؤسساتي بإنجازاته
اللاذقية- مروان حويجة
أكد الباحث الموسيقي زياد عجّان أنه أفرد حيزاً واسعاً من اهتمامه للمقامات الموسيقية العربية من خلال توثيقه لحوالي ٤٠٠ مقام موسيقي ضمن شغفه بالبحث العميق في الموسيقا العربية، مشيراً إلى أنه عمل بالتوثيق في مجالات عدة، لاسيما الغناء العربي والموشّحات والدو والتراث الموسيقي في اللاذقية وأنطاكية، والقصيدة الفصحى، معتبراً أن كل ما وثّقه في مكتبته يأتي ضمن سياق إيمانه بأن كل عبارة فيها شعور يمكن تلحينها، بما في ذلك النثر عندما يحمل شعوراً وإحساساً، كما أنه أجرى دراسات ضمن المسعى الذاتي لحفظ التراث الموسيقي، منها دراسة عن كتابين للمؤلف العالم الموسيقي محي الدين محمد بن عبد الحميد اللاذقي.
ويأمل عجّان أن يتم تبني وحفظ أعماله من وزارة الثقافة والمؤسسات المعنية لأن حجم ما اشتغل عليه توثيقاً يفوق قدرته المادية على تقديمه والتعريف به وإيصاله للمهتمين ضمن مسعى إعادة إحياء هذا التراث. وأوضح عجّان أن لديه الكثير من الأعمال الموسيقية في المسرح والأغنية، لافتاً إلى أنه ليس من الصواب الحديث عما يسمى بالموسيقا التصويرية في المسرح والدراما، وإنما هناك موسيقا تعبيرية تعكس الحالة والموقف، ولها علاقة مباشرة بالحدث، ولكن يجب ألا تكون هناك مبالغة في الموسيقا التعبيرية لئلا تؤثر على الحوار، ولكي لا تشغل المتابع عن الحوار، هنا يكمن دور المؤلف الموسيقي وبراعته، وهنا ينبغي التمييز بين الموسيقا التعبيرية والموسيقا المرافقة التي تكون في حالات درامية عادية عابرة.
وعزا عجّان تراجع الأغنية اليوم إلى الكلمة، ولاسيما أن اللحن موجود ومستمد من المقامات الموسيقية المعروفة، أما الكلمات فإن بعضها في الأغنية الحديثة تأتي متراجعة.
واعتبر عجان أن أوغاريت ملهمته الأولى في البحث والتوثيق الموسيقي، لاسيما توثيق أنشودة الابتهال الأوغاريتية التي تعتبر أول تدوين موسيقي في العالم يعود إلى أربعة آلاف عام، وقال: أخذت بعض العبارات من القصائد الأوغاريتية التي صاغها بداية سجيع قرقماز، وقمت بصياغتها لحنياً وفق التشكيل الموسيقي الأوغاريتي، حيث وضعت كل عبارة وما يقابلها باللغة وعددها ٨ قطع موسيقية وفق التشكيل الموسيقي الأوغاريتي، وتم توثيقها وتنسيقها وترتيبها، كما ألّفت موسيقا مستوحاة من أوغاريت.