أخبارصحيفة البعث

ريابكوف: تزويد واشنطن نظام كييف بأنظمة صواريخ يزيد فرص التصادم بين الولايات المتحدة وروسيا

يوماً بعد يوم تؤكد الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، أنها ماضية في محاربة روسيا حتى آخر جندي أوكراني كما يقول المسؤولون الروس في هذا الصدد، حيث تبادر العواصم الغربية بقيادة واشنطن إلى بثّ جرعات من التحريض للنظام في كييف كلما شعرت أن هذا النظام بدأ يبحث عن مخرج دبلوماسي للأزمة، وذلك على وقع هزائمه المتكررة في الميدان.

ولا تنفك الإدارة الأمريكية تصبّ الزيت على النار المشتعلة أصلاً في أوكرانيا، في محاولة لاستنزاف الجيش الروسي وتحقيق هزيمة استراتيجية لروسيا هناك، ولكنها إما تجهل، وإما تتجاهل مخاطر اندلاع صراع مباشر مع روسيا مع وجود كل الأسباب المؤدّية إلى ذلك الصراع.

وردّاً على ما أعلنه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من أن واشنطن قرّرت تزويد كييف بأنظمة صاروخية أكثر تقدّماً، لـ”تتمكّن من ضرب الأهداف الرئيسية بدقة أكبر في ساحة المعركة”، ندّد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، بقرار واشنطن إمداد كييف بأنظمة الصواريخ “HIMARS”، منوّهاً بأن توريد هذه الأسلحة يزيد من مخاطر الاصطدام المباشر بين روسيا وأمريكا.

وقال ريابكوف في تصريحات صحفية: “الولايات المتحدة لا تفعل أيّ شيء من أجل إيجاد نوع من الحل للأزمة الأوكرانية. كان هذا هو الحال بالضبط لسنوات عديدة قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة. كان هذا هو الحال عندما كنا نعمل في الخريف الماضي على موضوع تقديم ضمانات أمنية لروسيا تكون ملزمة، لم تكن هناك مؤشرات على استعداد الولايات المتحدة للتخلي عن التوتر المتصاعد وعن مواجهة مفتوحة”.

ولفت ريابكوف إلى أن الدعم العسكري الأمريكي لكييف في الصراع غير مسبوق وخطير، وقال: “بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، تم إلغاء ما تبقى من نهج مسؤول وسليم للوضع، وبصورة متهوّرة، وعلى الرغم من كل شيء، يستمر النهج والرغبة الأمريكية في استمرار الحرب حتى آخر أوكراني، والآن تحاول واشنطن فعل كل شيء لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.. هذا أمر غير مسبوق، وهذا أمر خطير”.

وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي أن أيّ توريد لأسلحة لأوكرانيا، بغض النظر عن الطريقة التي تجادل بها واشنطن والحجج التي تقدّمها، يزيد من خطر حدوث صدام مباشر بين روسيا والولايات المتحدة.

إلى ذلك قال البيت الأبيض: إن الولايات المتحدة ستقدّم يوم الأربعاء حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ستشمل أنظمة صواريخ “HIMARS”.

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: إن الولايات تحاول بكل جهد سكب الزيت على النار من خلال تزويد أوكرانيا بالأسلحة. وأضاف بيسكوف في تصريح صحفي اليوم الأربعاء، معلقاً على خطط واشنطن تزويد أوكرانيا بأنظمة إطلاق صواريخ متعدّدة: “من الواضح أن الولايات المتحدة عملياً ملتزمة بخطة قتال روسيا، حتى آخر أوكراني”.

 

وردّاً على سؤال بشأن الاجتماع بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة الذي اقترحه رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، خلال محادثته الهاتفية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ردّ بيسكوف بأنه لا يوجد تفاهم واضح حتى الآن بشأن هذا الاجتماع.

غير أن بيسكوف عاد ليؤكد أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تصبّ في السياق نفسه، حيث “ترتبط كل الأحداث هنا بعضها ببعض على نحو غير مباشر”.

كذلك قال بيسكوف: إن الكرملين لم يستبعد أبداً إمكانية عقد اجتماع بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي، إلا أنه يجب الاستعداد لذلك، على حدّ قوله، حيث تابع: “إذا التقى بوتين وزيلينسكي، فسوف يكون ذلك فقط لوضع اللمسات الأخيرة على وثيقة معينة”.

في الوقت نفسه، أشار المتحدث الرسمي للكرملين إلى أن “العمل على هذه الوثيقة توقف منذ وقت طويل، ولم يُستأنف منذ ذلك الحين”.

وفي تناغم واضح مع ما أعلنته الإدارة الأمريكية من تزويد اوكرانيا بأنظمة إطلاق صواريخ متعدّدة، قال المستشار الألماني، أولاف شولتس: إن بلاده ستزوّد كييف في الأسابيع المقبلة بـ”أنظمة الدفاع الجوي IRIS-T الحديثة”، في إطار مواصلة الحكومة الألمانية دعم أوكرانيا عسكرياً. وأضاف المستشار متحدّثاً في البوندستاغ: “في الأسابيع المقبلة، سنقوم بتسليم مزيد من الأسلحة لأوكرانيا. على سبيل المثال، قرّرت الحكومة تزويدها بأنظمة IRIS-T وهذا هو أحدث نظام دفاع جوي تمتلكه ألمانيا”.

ووفقاً له أيضاً، سيتم تسليم محطة رادار حديثة للغاية إلى أوكرانيا. ولم يقدّم معلومات أكثر دقة حول توقيت وحجم شحنة المساعدات العسكرية هذه.

كذلك كتبت صحيفة BILD الألمانية في وقت سابق، أنه لا يمكن نشر هذه الأنظمة في أوكرانيا إلا ابتداء من شهر تشرين الثاني القادم. ويبلغ مدى إطلاق صواريخ هذه المنظومة 40 كم، وبمقدورها إسقاط الطائرات والمروحيات والطائرات دون طيار على ارتفاع 20 كم. وأشار شولتس أيضاً إلى أنه، بالاتفاق مع هولندا، سترسل ألمانيا 12 مدفع هاوتزر “PzH 2000” إلى سلطات كييف، ويجري حالياً تدريب القوات الأوكرانية على استخدامها، وستنتهي الدورة “في غضون أيام قليلة”.