رياضتنا بين الحل والتغيير تبحث عن الأنسب لإدارة مفاصلها…والمؤتمرات الانتخابية هي الفيصل!
البعث الأسبوعية- المحرر الرياضي
يحاول المقربون من المكتب التنفيذي في الاتحاد الرياضي العام بث أخبار مفادها أن الرياضة مقبلة على مرحلة جديدة وخصوصاً بعد دورة المتوسط وما ستسفر عنه من نتائج ومراكز، وهنا لن نخوض في التفاصيل الصغيرة الموجودة في كل ركن وزاوية من رياضتنا والتي لا تبشر بالخير أبداً، وفيها نرى الصراع قائماً بين الجميع، واختلاف على المصالح الخاصة وليس على المصالح العامة.
لكن وفق مالمسناه من أجواء دارجة في الاتحاد الرياضي فإن حل بعض الاتحادات لن يكون حلاً لمشكلاتنا الرياضية وبوابة العبور نحو آفاق رياضية أكثر إشراقاً وتطوراً، ولو كان الحل جيداً لرأينا الرياضة التي نتمناها، ولكن للأسف فإن الأمور تجري من سيء إلى أسوأ، والدليل على ما نقول أنه منذ ولادة المكتب التنفيذي الحالي كانت أكثر قراراته هي حل إدارات وتشكيل بديلاً عنها، والغريب أن قرارات التشكيل الجديد لم تصوب العمل بل زادته تعقيداً لأن الجدد لم يكونوا بالمستوى الذي يؤهلهم لقيادة المؤسسات الرياضية سواء في الأندية أو الاتحادات.
وضمن هذا الفكر والاتجاه باتت أنديتنا في مهب الريح فلم تعد تعرف الاستقرار، والكثير من الأندية تبدلت إداراتها في العامين الماضيين أكثر من مرة والأمثلة معروفة كأهلي حلب وحطين والوحدة والكرامة والطليعة والنواعير والحرية وعفرين والساحل وغيرهم ولأن التغييرات لم تكن ملبية وطموحة فقد دارت الدوائر كثيرة حولها فتعددت اللجان وكثرت الإدارات ولم توفق هذه الإدارات مطلقاً لأنها غير جديرة بما أوكلت به.
وفي نظرة سريعة للأندية الآن نجد أن الطليعة تقودها إدارة مؤقتة والنواعير في الطريق إلى حل الإدارة كما قال رئيس تنفيذية حماة، وإدارة الوحدة خماسية ووضعها (مكركب) في الوقت الحالي والمجد يبحث عن رئيس ناد، والكرامة بحاجة إلى إدارة والحرية في طريقه إلى الحل مثله مثل أهلي حلب، وعفرين بلا إدارة والقائمة تطول، وهذا كله يشير إلى الاضطراب الإداري التي تعاني منه رياضتنا وعدم الاستقرار فيها، فمن أين ستتطور الرياضة والأندية منبع الرياضة؟
والمشكلة الكبيرة التي تواجه الرياضة أن التعيينات تجد صعوبة في البحث عن الشخص المناسب الذي نرضى عنه ويرضى عنا، لذلك لا نستغرب إن وجدنا أنديتنا متهالكة ولا نستغرب هذه الفوضى المتراكمة في الأندية ووجود هذا الشغب المتطاير بكل مكان.
وسبق أن صرح رئيس نادي الحرية الحالي أن ما يحدث على صعيد الأندية غير مقبول من خلال إبعاد الخبرات الرياضية وتعيين المهندسين والمحامين في إدارات الأندية وهم غير اختصاصيين بالرياضة، وليس لديهم أي فكرة عن الواقع الإداري والتنظيمي في الرياضة لذلك ساهمت هذه القرارات بتراجع الرياضة.
نحن نتحدث هنا عن الأندية الكبيرة التي لها جماهير وتملك منشآت واستثمارات ضخمة، أما بقية الأندية فهي خارج الخارطة الرياضية لأنها لا تقدم ولا تؤخر شيئاً وهي خارج الهم والاهتمام.
الاتحادات الرياضية من جانبها قسمان: قسم مدعوم وقسم تحت المجهر، فالاتحادات المدعومة لا يستطيع أحد أن يطولها بكلمة كاتحاد الريشة الطائرة، التي اختفت هذه اللعبة مع هجرة كوادرها ولاعبيها بعد أن ضاقت بهم السبل ، ومع ذلك هذا الاتحاد محصن ولا يستطيع أحد مساءلته أو تغييره لنفض اللعبة وإعادة إحيائها، وهناك اتحاد آخر تم حله لأن رئيس الاتحاد تفوه بكلمة لم تعجب أحد القياديين البارزين في الرياضة وربما كانت الكلمة سبباً للتغيير المبيت.
والقائمة تطول ونحن هنا لسنا بموقف الاستعراض وتبيان الاتحادات وعملها ونتاجها ومن الاتحاد الذي عليه العين أو الاتحاد الذي يغض الطرف عنه، لكن هناك سؤال واحد: إذا أردنا أن نحاسب الاتحادات على نتائجها، أليس من الأولى أن نوفر لها الإمكانيات والمعسكرات والدورات وندعمها في النشاطات؟.
اتحاداتنا الرياضية تخوض البطولات دون أدنى استعداد ورياضيونا عندما يتبارزون مع الفرق الأخرى ولاعبيهم يعلمون أن الآخرين خاضوا المعسكرات الكثيرة ولديهم أفضل المدربين علاوة عن المكافآت، ولاعبونا ليس لهم إلا جهدهم، فهل هذه المعادلة صحيحة، ووفق أي معادلة نريد محاسبة اتحاداتنا ورياضيينا ونحن لا نقدم لهم أي شيء.
اتحاد الرياضات الخاصة تنتظره مشاركة في كوريا الجنوبية وهذه المشاركة ضرورية لأنها ضمن عدة مشاركات تؤخذ نقاطها وتكون هذه النقاط فيزا عبور نحو الأولمبياد القادم، طلب هذا الاتحاد رفض لعدم وجود إمكانيات، وهذا يعني أن لاعبينا حرموا من الاستعداد وبالتالي حرموا منذ الآن بالمشاركة بالأولمبياد القادم، فكيف ستتطور رياضتنا؟
العالم كله يبحث عن التطور الرياضي، وعن الخطوات السليمة وصولاً للتفوق الرياضي، والعالم كله يجتهد من أجل الرياضة لأنها مقصد لبناء الجسم السليم وللترويح عن النفس وللترويج التجاري والصناعي والاستثمار، فالرياضة متنفس الشعوب وليست حلبة صراع، صراع على النفوذ وصراع على المناصب وصراع على المصالح الخاصة.
أما السؤال الأخير فيبقى: أمام هذا الوضع، لماذا لا يدعو المكتب التنفيذي إلى مؤتمرات انتخابية للأندية والاتحادات بدل أن يشكلها ويغيرها وفق مقياسه فقط؟