تأبين الفنان الراحل عبد الكريم فرج في كلية الفنون الجميلة
أقامت كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق حفل تأبين رمزياً للفنان الراحل الدكتور عبد الكريم فرج الذي رحل منذ عامين بعد مسيرة طويلة مليئة بالبحث وإنتاج العمل الفني، إذ يعد من طليعة الحفارين السوريين، ومن أبرز أساتذة هذا الفن الصعب الذي يحتاج مراساً طويلاً وخبرة تقنية واسعة، فقد تنوعت تجربة هذا الفنان وأضافت نوعية عالية على المنتج الغرافيكي السوري، بتدريس المادة، وإعداد الفنانين الحفارين الشباب أكاديمياً في جامعتي دمشق والسويداء، ورفد المكتبة الفنية بعديد كتبه المتخصصة وكتاباته النقدية المنشورة في مجلة الحياة التشكيلية، والمنابر الصحفية، ومنشورات جامعة دمشق، ومن هذه المؤلفات:
“تقانات في الحفر والطباعة اليدوية”، و”نزوات غويا”، و”فن الحفر والطباعة في أوروبا في القرن العشرين”، و”تقانات الحفر”، و”الطباعة البارزة والطباعة العميقة والطباعة الخشبية والطباعة المعدنية”، هذه المنشورات من مطبوعات جامعة دمشق، وكتاب تحولات فن التشكيل في أوروبا نحو الحداثة الصادر عن دار نينوى بدمشق.
الراحل من مواليد السويداء 1943، حصل على درجة البكالوريوس في الحفر من كلية الفنون بجامعة دمشق 1971، ونال درجة الماجستير من أكاديمية الفنون في وارسو 1978، ونال شهادة الدكتوراه في تاريخ الفن من وارسو في بولونيا 1984، وشغل منصب عميد كلية الفنون الجميلة في دمشق والسويداء فيما بعد.
تحدث الدكتور إحسان صطوف الوكيل العلمي في كلية الفنون عن مناقب الراحل، وأهمية منجزه الفني والأكاديمي، منوّهاً بحرصه على فتح فضاءات فنية معاصرة كواحد من أبرز المساهمين في التجديد الفني والنقدي الجمالي، كما أضاف الدكتور صطوف أن الراحل سبر أغوار الشكل والبناء التشكيلي بلغة بصرية خاصة، واستطاع الوصول إلى تحسين مخرجات العمل الفني الفكرية والعلمية، ونشط نموذج الورشة والبحث في كلية الفنون من خلال فعله الخلاق، وربط الكلية بالمجتمع من خلال تطوير علاقة التجديد والتفاعل المحكم بينهما.
وعُرض فيلم يتضمن مجموعة من شهادات وزملاء وأصدقاء وطلبة الراحل بعنوان: “رحلت ولكن ذكراك للأبد”، من إعداد وتصوير الأستاذ هاني طيفور الذي أشرف الراحل منذ سنوات على رسالة بحثه في الماجستير، كما تحدث رئيس قسم الحفر الدكتور عبد اللطيف سلمان عن شخصية الراحل المبدعة والدمثة، مسترجعاً ذكريات وأحاديث الزمالة والصداقة بينهما، وقد أفاضت عاطفة المتحدث بصور من الذكريات اليومية بينهما جعلت من الأمر أكثر صعوبة على المتحدث.
وتحدث الفنان وأستاذ في قسم النحت الدكتور محمود شاهين حول موسوعية عبد الكريم فرج وجهده النظري البحثي الموازي لمنتجه العملي والأكاديمي، واسترسل في وصف الفنان الباحث وأهمية هذه الثنائية الإبداعية كخاصية ميزت الراحل عن أقرانه، كما ألقيت كلمات باسم طلبة الفقيد وأسرته، ومن ثم افتتح المعرض الفني لأعمال الفنان الراحل في إحدى ردهات الكلية بحضور حشد من الطلبة وأساتذة الجامعة والفنانين، وخلص القائمون على الحفل إلى ضرورة طباعة كتاب موسوعي عن الراحل يتضمن صوراً لأعماله ولوحاته، ودراسات عن تجربته الغنية.
أكسم طلاع