أحمد العلي يقيم مشروعه الخيري لتعليم الفنون
لأن الفن ليس مزاجاً شخصياً فقط، ولأن الفنان هو أولاً الضمير الفعلي لمحيطه الاجتماعي والإنساني، لذا فإن مهمته لا تقف عند حدود ما يبدع، بل تتعداها بأن ينقل مكامن هذا الإبداع وتفاصيله لهذا المحيط عموماً، وللمهتمين بالفن بشكل خاص، وهذا ما فعله الفنان التشكيلي أحمد العلي من خلال قيامه بإنشاء مشروع خيري منذ 25 عاماً بشكل مجاني لجميع أبناء منطقته، حيث بدأ الحديث بأن المشروع إنساني هادف، وهو نشر ثقافة بلدنا بالخطوة الأولى، والعمل للجميع ومع الجميع، الهدف الأساسي له إنشاء مركز خيري تبرعي لتعليم الأشغال اليدوية، والفنون كالرسم والنحت، وغيرها من الفنون، وإعادة تدوير كل شيء تالف في المنزل، وتهيئته من جديد للحصول على لوحات فنية جميلة، وتعليم المهن التراثية القديمة، وذلك من خلال برامج خاصة به.
وبيّن العلي أن البداية كانت مجرد هواية، ولكن بعد الإضاءة عليه من قبل وسائل الإعلام قرر إنشاء هذا المشروع فبدأ بالعمل بشكل فردي ومجاني، وكان ذلك من خلال تأمينه للمواد كالألوان والورق وغيرها، أما بالنسبة للمكان الذي يقوم بالتدريب فيه فهو بمحل صغير في حي السبيل بمنطقة الزهراء في حمص، ولكن بسبب العدد الكبير المتواجد، وعدم وجود نقطة ثقافية في المكان، وبسبب صغر حجم المحل، يضطر لتدريب الطلاب على الرصيف أمام المحل، وأحياناً يقوم بالتدريب في الحدائق، لكن ذلك يحتاج لموافقات من جهات مسؤولة، ما يؤدي إلى التأخير أو الصعوبة في تقديم العمل اللازم.
وأضاف العلي إنه شارك في مسابقات عالمية في بولندا من خلال تقديم طلابه لعشر لوحات فنية، وتم تكريمه من عدة مؤسسات ثقافية وغير ثقافية، ومن شبيبة الثورة، علماً أن اللوحات التي عمل بها لم يتم بيع أي منها حتى الآن، ويقوم بتجميعها حالياً ليتم بيعها لاحقاً بشكل جماعي، والقيام بتأسيس مكتب خيري للناس الأكثر احتياجاً.
ونوّه أنه عمل كمؤسس، وأنشأ فكرة “صامدون” للجرحى لتعليمهم مهناً يدوية كي يتم تأمين فرص عمل لهم، بالإضافة لتقديمه أسساً ونظماً لجمعية “صرخة جريح” التي لاقت نجاحاً فيما بعد.
وقالت مايا، إحدى طالباته، وتبلغ من العمر تسع سنوات، وهي ابنة شهيد أنها بدأت منذ سنتين بالتدريب، والفنان أحمد العلي “يقدم لنا الرعاية”، أما سارة التي تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً فقد بدأت منذ عامين أيضاً، وتعلّمت الرسم بكل خطواته، فبدأت بالورق، والآن تعمل باللوحات الخشبية، وأضافت: “الأستاذ أحمد يعمل على حثنا لتحقيق أهدافنا وطموحنا”.
وفاء سلمان