استشهاد شاب فلسطيني وإصابة آخرين برصاص الاحتلال شمال الخليل
البعث – وكالات:
استشهد شاب فلسطيني اليوم متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها بلدة حلحول شمال الخليل بالضفة الغربية.
ونقلت وكالة وفا عن الصحة الفلسطينية قولها في بيان: إن الشاب محمود أبو عيهور 27 عاماً أصيب برصاصة اخترقت بطنه والحجاب الحاجز ولم تنجح جميع محاولات الطواقم الطبية لإنقاذ حياته.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت بأعداد كبيرة بلدة حلحول شمال الخليل، وأغلقت الشارع الرئيسي فيها، ومنعت الفلسطينيين من الخروج من البلدة، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام على الشبان الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي لها، ما أدّى إلى إصابة 5 منهم بجروح وآخرين بحالات اختناق.
كذلك أصيب 4 فلسطينيين واعتقل 11 آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها، وبلدة العيسوية شرق القدس المحتلة، وبلدة جيوس شرق قلقيلية، ورام الله، واعتدت على الفلسطينيين بالرصاص.
وفي سياق اعتداءاتهم اليومية أحرق مستوطنون محاصيل القمح في أراضي الفلسطينيين بلدة قصرة جنوب نابلس.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس: إن المستوطنين صعّدوا اعتداءاتهم مؤخراً في محيط نابلس بالتزامن مع محاولتهم إنشاء بؤر استيطانية جديدة في المنطقة.
إلى ذلك، هدمت جرافات الاحتلال مبنى فلسطينياً مكوّناً من أربع شقق سكنية في مدينة بيت جالا غرب بيت لحم.
من جانبهم، جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
وفي الأثناء، نظم عشرات الفلسطينيين وقفة احتجاجية في مسافر يطا بالضفة الغربية رفضاً لاستيلاء الاحتلال على أراضيهم.
وقال منسق لجان الحماية والصمود جنوب الخليل فؤاد العمور في تصريح: إن أهالي منطقة العين البيضا شرق يطا، نظموا وقفة احتجاجية ضد استيلاء الاحتلال على أراضيهم لشق طريق استيطاني، موضحاً أن قوات الاحتلال بدأت بشق الطريق قبل أربعة أيام وتمنع الفلسطينيين من الاقتراب من تلك المنطقة.
في سياق متصل، طالبت عائلة الأسير أحمد مناصرة ومحاميه خلال مؤتمر صحفي، بالإفراج الفوري عنه نظراً لصعوبة حالته الصحية والنفسية، وقالت والدة الأسير ميسون مناصرة: إن الوضع الصحي والنفسي والجسدي لنجلها سيئ للغاية، ويستدعي خروجه من السجن فوراً، حيث ما زال يقبع في العزل الانفرادي.
وأضافت: إنها ما زالت غير قادرة على زيارته، حيث تمنع سلطات الاحتلال العائلة من زيارته، مؤكدةً أن استمرار عزله سيؤدّي إلى وفاته.
من جانبه، طالب محامي الأسير مناصرة بزيارة مستعجلة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من الهيئات للاطلاع على وضعه النفسي وتقييمه.
جدير بالذكر أن الأسير مناصرة معتقل منذ عام 2015 عندما كان بعمر 13 عاماً بعد اعتداء المستوطنين عليه وتسبّبهم بكسر جمجمته، وحكم عليه بالسجن لمدة 12 عاماً.
سياسياً، أكدت خارجية السلطة الفلسطينية، أن صمت المجتمع الدولي عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي، يشكّل غطاء وحماية له من المحاسبة والمساءلة ويشجّعه على الإفلات من العقاب، مجدّدة مطالبتها بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين من جرائم الاحتلال.
وأشارت الخارجية في بيان إلى أن جريمة الاحتلال قتل الشاب محمود أبو عيهور خلال اقتحامها بلدة حلحول شمال الخليل، جزء لا يتجزأ من مسلسل القتل اليومي بحق الفلسطينيين، مؤكدة أن جرائم الاحتلال الهمجية تشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي والدول التي تتغنى بحرصها على مبادئ حقوق الإنسان، وتمارس أبشع أشكال ازدواجية المعايير عندما يتصل الأمر بحقوق الإنسان الفلسطيني.
وطالبت الخارجية المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين والمحكمة الجنائية الدولية بالبدء الفوري في تحقيقاتها بجرائم الاحتلال ومستوطنيه، مشيرة إلى أنها تتابع جرائم الاحتلال على المستويات كافة ولاسيما الجنائية الدولية والمحاكم الوطنية في الدول وعلى المستوى السياسي والدبلوماسي الثنائي والمتعدّد الأطراف.
وفي بيان منفصل، أكدت خارجية السلطة أن الموقف الأمريكي من تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة منحاز للاحتلال، ويتناقض مع مبادئ حقوق الإنسان ويوفر الحماية والغطاء له، ويشجّعه على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم.
وأوضحت الخارجية أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ادّعى في تعقيبه على التقرير “الحرص” على تعزيز حالة حقوق الإنسان، مكرّراً بشكل متناقض دعوة بلاده لتدابير متساوية من الحرية والأمن والازدهار والكرامة، من دون أن يفسّر كيف يمكن له تحقيق مثل هذه التدابير المتساوية في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، والاستيطان فيها، وكيف يمكن ترجمة هذا الموقف إلى خطوات عملية تضمن تنفيذه على الأرض في ظل عدم ممارسة واشنطن الضغط المطلوب واللازم والكفيل بوقف انتهاكات وجرائم الاحتلال وميليشيات المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني وأرضه.
وشدّدت على أن المطلوب من الإدارة الأمريكية ومن المجتمع الدولي وضع حدّ لإفلات “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال من العقاب، تمهيداً لإجبارها على الانصياع للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بما يؤدّي إلى إلزامها بإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين بما فيها القدس.