اللاعبون العرب كشفوا عيوب سلتنا والمحترفون الأجانب بين النعمة والنقمة
البعث الأسبوعية-عماد درويش
لم يتبق على ختام موسم كرة السلة سوى سلسلة مباريات الدور النهائي للرجال والتي تنطلق اليوم وتجمع أهلي حلب والكرامة (حامل اللقب) والفائز بثلاث مباريات من أصل خمس يتوج باللقب، أما على صعيد السيدات فقد توج نادي الثورة باللقب على حساب تشرين وهو اللقب الرابع على التوالي للثورة والخامس بتاريخه.
خبراء اللعبة اتفقوا على أن الموسم الحالي هو من الأفضل منذ سنوات من حيث الحضور الجماهيري الكبير خاصة في الأدوار النهائية والمباريات الحساسة، وهذا الموضوع كان سلاحاً ذو حدين، وهو ما ظهر جليا من خلال بعض حالات الشغب التي رافقت (بعض) المباريات ما استدعى من اتحاد كرة السلة لرفع العصا الاتحادية وإصدار العقوبات المناسبة، كما كان لوجود اللاعب واللاعبة الأجنبية والحكام الأجانب الدور الكبير في تحسن المستوى الفني ورفع مستوى “الفاينال فور”.
إلا أن السؤال الذي طرحته كوادر اللعبة تمثل بمدى استفادة الأندية من خدمات لاعبيها المحترفين، خاصة وأنهم كلفوا مبالغ مالية كبيرة، وبعض الأندية لم تستفد من أحد لاعبيها بسبب الإصابة، وبالتالي لن يلعب معها ما تبقى من مباريات.
كما أن ألية التعاقد وفي هذا التوقيت في غير محله، سيما وأن فترة التعاقد مع المحترفين هي لمدة شهر واحد، ولم تكن كافية للكثير من مدربي الأندية ليخلقوا حالة من الانسجام ما بين اللاعبين المحليين والمحترفين، وتمنت بعض الأندية لو أن الاتحاد قرر مشاركة المحترفين منذ بداية الموسم، فبعض اللاعبين لم يلعب سوى مباراتين ونال من خلالها أموالاً طائلة بالعملة الصعبة، ورغم ذلك هذا الأمر يحسب لاتحاد السلة الذي قرر مشاركة الأجانب خلال المؤتمر السنوي.
أما بالنسبة للسيدات فكان الوضع مختلفاً فقد قرر اتحاد السلة ودون سابق إنذار اعتماد مشاركة اللاعبات المحترفات في (الفاينال فور) وهذا الأمر أربك الأندية خاصة وأن المؤتمر السنوي لم يقرّ هذا الموضوع، وبعض الأندية رأت أن هذا القرار صب لمصلحة أندية مقربة من اتحاد اللعبة.
مستويات متفاوتة
اللاعبون المحترفون قدموا مستويات متفاوتة، ورغم ذلك كانوا الورقة الرابحة لفرقهم بشكل عام وهذا الموضوع أظهر الفوارق الكبيرة جداً بين لاعبي الارتكاز في سورية ولاعبي الارتكاز بالمغرب العربي على سبيل المثال، هذه الحقيقة ليس الملام فيها فقط لاعبونا لوحدهم، بل العتب والخطأ الأكبر يتحمله مدربو الفئات العمرية بشكل مباشر وأيضاً الاتحادات السلوية المتعاقبة، فهناك حلول كثيرة لاكتشاف اللاعبين طوال القامة مبكراً، ويجب التعاون مع وزارة التربية، لحل هذه المشكلة التي تعاني منها كرة السلة السورية، كما يجب البحث عن المدربين الجيدين القادرين على صقل اللاعبين الموهوبين بشكل علمي.
أما المحترفات اللواتي شاركن بدوري السيدات فتفاوت مستواهن باستثناء لاعبة الثورة التونسية سلمى مناصرية (36 سنة) التي كانت على قدر المسؤولية وقدمت أداء جيداً خاصة تحت السلة، ما أوضح معاناة سلتنا الأنثوية من غياب لاعبات طويلات القامة وبمركز (السنتر).
فلاعبة قاسيون البوسنية أليكساندرا بيغينيزيتش (33 سنة) لم تقدم المستوى المأمول وكانت (عالة) على فريقها مع العلم أنها لعبت على المركزين (4و5) أما الأوكرانية دارينا ميرونينكو( 23 سنة) فلم تظهر هي الأخرى بشكل جيد وقد يكون المركز الذي لعبته (3و4) أثر على أداءها وحاولت إظهار قدراتها في النهائي لكن قوة لاعبات الثورة لم يسمح لها بالظهور، لاعبة الوحدة الأميركية عليا مازيك (26سنة) لعبن على المركزين (1و2) وحاولت انتشال فريقها وكادت في المباراة الأولى أمام الثورة أن تساعد الوحدة على الفوز خاصة وأنه سجلت (30نقطة) إلا أنها في المباراة الثانية ظهرت عديمة الحيلة ولم تكن قادرة على الهروب من الضغط الذي مورس عليها من قبل دفاع الثورة.
وقد نجد العذر للاعبات خاصة وأنهن لم يلعبن سوى مباراتين، وهن بحاجة للعب على الأقل 10 مباريات ليتم الحكم عليهن، لكن ما قدمنه يدل على ضعف المستوى خاصة وأن اللاعبات المحليات مثل أليسيا مكاريان ونورا بشارة وسيدرا سليمان وسنا جلبي واليانا غنوم وسلاف خليل كن أفضل من جميع اللاعبات المحترفات.
رأي خبير
المدرب الخبير هشام الشمعة أكد لـ”البعث الأسبوعية أن اللاعبين واللاعبات المحترفين كان يجب أن يتواجدوا منذ بداية الدوري، حتى لا تكون المسابقة من طابقين فلا يمكن أن تحصل الاستفادة أو التعلم من المحترفين من خلال مباراتين في الموسم فقط.
وأشار الشمعة إلى أن وجود لاعبين أجانب وعرب في الدوري كشف وجود فجوة كبيرة بين المستوى الآسيوي والإفريقي فاللاعبون التوانسة والجزائريون كانوا على مستوى عال، أما على مستوى الأجانب فأفضلهم لاعبو الوحدة بمهاراتها العالية، فيما استفاد الثورة من التونسية للمركز الناقص بالفريق فخبرتها عالية في هذا المركز وأضعف كانت الأجنبيات لاعبة تشرين التي لم يستفد منها فريقها بالشكل المطلوب، ولو كانت بمستوى أفضل لحسم بطولة السيدات لمصلحته.
وأضاف الشمعة: أوجه سؤال لاتحاد السلة أن الدوري من 12 فريق وعرفنا الفرق الهابطة كما عرفنا البطل ووصيفه، لكن من الفريق صاحب المركز الثالث والرابع في الدوري فقاسيون سيقول أنا الثالث والوحدة كذلك، وهذه البطولة دوري ويجب معرفة الترتيب كاملاً ،ولطالما الفريقان الخاسران لديهم محترفات من الأجدر أن تمتع جمهورك بمباراة مركز ثالث 2من 3 أو مباراة وحيدة في أرض محايدة لمعرفة المركز الثالث، وأقترح على اتحاد السلة بعد ما شاهدناه من اللاعبين واللاعبات المحترفين سواء أكانوا من أميركا أو الجزائر أم تونس أن يكون لدى الدوري السوري وللفئتين الذكور والإناث دوري نسميه (نخبه أو سوبر أو ممتاز) ، يتكون من أربعة على الأقل وأكثرها ستة أندية وأن تلعب دوري فالجمهور سيحضر ويستمتع واللاعب سيرتقي للأعلى بالحماس والتشجيع والتعلم من الأجنبي ، ويمكن ساعتها أن نشاهد مباريات حماسية وتقارب في المستوى، ولا نشاهد مباريات طابقية، وفي نهاية البطولة يلعب الأخير من الرقم ستة مع الأول من الدوري الدرجة الأولى، ليكون الفائز مع الكبار عندها نكون قد حصلنا على نتائج الاحتراف بكل معنى الكلمة.