Uncategorized

العقوبات على روسيا.. إخفاق غربي بامتياز

ريا خوري

لم تفشل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، على عكس ما تحاول الآلة الإعلامية الأوروبية- الأمريكية تصويره، كما أن الاقتصاد الروسي لم ينهار أو يضعف كما كانوا يتوقعون، ووحده الاتحاد الأوروبي بدا كمن يعاقب نفسه بيده، حيث تشير كل المعطيات والتقارير إلى أنه يتجه نحو إخفاق كبير على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، وحتى في مجال الأمن الاستراتيجي.

الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي كبيرة ومفضوحة، لأن هناك دولاً عديدة داخل الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى الغاز والنفط الروسي، حتى أن بعضها قام بتسديد قيمة المدفوعات للنفط والغاز والمعادن الثمينة والكثير من المنتجات الروسية بالروبل، وهناك دول آثرت الظهور بموقف أكثر تشدداً من غيرها كاظمة غيظها بصمت على الرغم من أنها الأكثر احتياجاً للغاز والنفط الروسي.

صحيح أن القمة التي عُقدت في بروكسل استهدفت حظر النفط الوارد عبر الناقلات في البحار والمحيطات، وتركت الغاز الذي ينقل عبر الأنابيب الضخمة، ذلك أن الدول الغربية لا تملك في الواقع أي بدائل جاهزة على الإطلاق، على عكس روسيا التي لديها تلك البدائل وهي عديدة، حيث تصدر جزءاً مهماً من نفطها إلى الصين والهند وأسواق أخرى منتشرة في العالم، وعليه هي من يملك زمام المبادرة في كل أمر.

والسؤال: ماذا لو قرّرت روسيا نفسها حظر تصدير النفط إلى كل دول أوروبا في ردّ على العقوبات الغربية التي اتُخذت بحقها، وهي كما يبدو مسألة ليست بعيدة وما زالت موضوعة قيد التنفيذ في الوقت المناسب؟.

لقد حاولت البروبوغندا الإعلامية الغربية إقناع العالم بأن الاقتصاد الروسي في طريقه لانهيار شبه كامل، لكن الواقع يقول عكس ذلك، وهذا ما أوجد صدمة لجميع الاستراتيجيين الغربيين، فقد ثبت أن كل الدعايات الإعلامية غير صحيحة وغير دقيقة. صحيح أن الاقتصاد الروسي تأثر بالعقوبات فعلاً بشكل نسبي وطفيف، لكنه استطاع أن يتكيّف معها بسرعة كبيرة، وأوجد حلوله الخاصة، وتجاوز جميع العقوبات، حتى أن سعر صرف الروبل الروسي تفوّق على اليورو الأوروبي والدولار الأمريكي والكندي. وبالتالي، فإن الحديث عن نجاح العقوبات الغربية على روسيا ما هو إلا إخفاق غربي بامتياز.