ثيمة موضوعية مكررة في معرض ربيع حلب
حلب – غالية خوجة
تحتدمُ المعارض التشكيلية في حلب هذه الفترة، وبإمكاننا القول: بين معرض ومعرض هناك معرض، وهذه الحيوية لا بدّ وأن تنتج مع مرور الزمن ما يشدّ إليها، ولا بد أن الفنانين منشغلون بحكاياتهم مع اللون الذي تعتّق في دواخلهم مع آلام الحرب، وبزغ بعدها ليعبّر عنها بحالات إنسانية مختلفة بين حزن يبتسم وحلم يسحب نفسه من الرماد إلى اللوحة أو المنحوتة.
وهذا ما ظهر بوضوح في المعرض السنوي “ربيع حلب 2022” في صالة الأسد للفنون الجميلة بتنظيم فرع حلب لاتحاد الفنانين التشكيليين، والذي تشترك فيه أعمال فناني حلب من مختلف الأجيال، ليكون ضوءاً على التجارب وهي تعرض تقنياتها ولوحاتها، ومنها أعمالها التي من المفترض أن تكون جديدة.
حملت الأعمال تواقيع 30 فناناً وفنانة، وتضمّنت فهارس لموضوعات عن الحب والطبيعة والجمال وحالات الإنسان بين الرومانسية والتجريدية والواقعية والانطباعية والحروفية العربية والنحتية والدرامية، لكن، لا يخفى على المتابع التكرار في الثيمات الموضوعية والتقنيات والخامات، ولا المحاكاة لبعض الأعمال.
كما لا تغيب الذاكرة المكانية لسورية وحلب عن الأعمال الحاضرة، ومنها لوحة للفنانة الكاتبة شكران بلال، التي أكدت لـ “البعث” ضرورة حضور المفردة التراثية كمكان طبيعي له تأريخ عريق، ودلالات تختزل الحياة واستمراريتها لتزدهر رغم الظروف.
الضاد تأريخ وجمال تشكيلي
ورأى الفنان خلدون الأحمد المعرض إضافة ألق للحالة الفنية والثقافية في حلب، متابعاً: أشارك بعمل حروفي يعتمد على إيقاعات الحرف ضمن منظومة تشكيلية تُظهر ليونة الحرف ومرونته وطواعيته، وطبعاً، لغة الضاد أبجديتنا وتأريخنا، ولا بد من إظهارها، لأن اللغة العربية هي الأجمل في العالم. وأضاف: المشاركة في هذا المعرض مع مجموعة من التشكيليين في حلب، وكلّ منهم يقدّم رؤيته الخاصة به، تمنح المعرض تنوعاً جميلاً.
انعكاس للبيئة
بدوره، قال الفنان عبيدة قدسي – أستاذ محاضر في قسم الاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة التطبيقية بجامعة حلب: يضمّ المعرض مجموعة متنوعة ومتمازجة في حالة التعبير الخاصة بكل فنان، لتعكس خبرة مائجة بأحاسيس فيها انعكاس لواقع الفنان وبيئته، وهذا ما عكسته أعمالي في معرض “جماليات الفن” الذي قدّمت فيه استعراضاً لحالة اللون والتشكّل والبساطة والتعبير ضمن حالة انطباعية.
صرخة مونك وبنات الريف
بينما أكد الفنان النحات عبد القادر منافيخي تعلّقه بجمالية الحرف العربي، لذلك، فهو ينحته بمختلف الخامات، ومنها منحوتاته الخشبية المشاركة في هذا المعرض، أحدها اسم من أسماء الله الحسنى، وثانيها باسم بنات الريف المعبّرة عن شدة المعاناة، لكنني لفتّ نظره إلى أنها محاكاة للوحة الصرخة للفنان ادفارت مونك.