دراساتصحيفة البعث

15 عاماً في أكبر سجن مفتوح في العالم

سمر سامي السمارة

بمرور 15 عاماً على فرض الكيان الإسرائيلي حصاره البري والجوي والبحري على غزة، قالت منظمة “أوكسفام” الدولية: إن المجتمع الدولي متواطئ في المعاناة المستمرة للفلسطينيين، وطالبت الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها بأن يُنهي وسطاء القوى العظمى هذا الحصار الآن، كما أشارت المنظمة الدولية إلى أن بعض الحكومات أنفقت ما يقدر بنحو 5.7 مليار دولار في غزة فقط للمساعدة على استمرار السكان الصامدين بشكل لا يصدق، حيث يتحمّل 2.1 مليون فلسطيني انقطاع الإمدادات الكهربائية، والمياه غير الصالحة للشرب، وتقييد حرية الحركة.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة، غابرييلا بوشر: بحكم الأمر الواقع يعيش الفلسطينيون في سجن بالهواء الطلق، علينا أن ننهي استمرار المأساة في غزة التي تستنزف فرح وتطلعات شبابها عاماً بعد عام، ومن الضروري أن نساعد الجيل الجديد حتى لا يضيع بسبب الحصار، فقد قضى أكثر من 800 ألف شاب فلسطيني حياتهم كلها محاصرين داخل غزة، لم يعرفوا شيئاً آخر.

وكانت منظمة “أوكسفام” أعلنت أنها انضمت إلى حملة مع منظمات مجتمعية أخرى، مثل “منظمة أنقذوا الأطفال” التي أصدرت تقريراً أظهر أن أربعة من كل خمسة أطفال في قطاع غزة يعانون من الاكتئاب والحزن والخوف.

ومقارنة بعام 2018، شهدت المنظمة زيادات هائلة في عدد الأطفال الذين أبلغوا عن شعورهم بالحزن أو الاكتئاب، حيث وصل العدد إلى 77٪، بالإضافة إلى أن أكثر من نصف الأطفال هناك فكروا بالانتحار، وثلاثة من كل خمسة أضروا بأنفسهم عمداً.

قبل خمس سنوات، قال متطوعون إن قدرتهم على دعم الأطفال تتلاشى بسبب الحصار والفقر المزمن وانعدام الأمن، ومن المرجح أن يتم القضاء عليها كلياً في حال نشوب صراع آخر.

ويقول المدير المحلي للمجموعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة جيسون لي: تبيّن النتائج التي توصلنا إليها أن مخاوف مقدمي الرعاية تحققت للأسف، مضيفاً: ندعو جميع الأطراف إلى معالجة الأسباب الجذرية لهذا الصراع، واتخاذ خطوات لحماية جميع الأطفال والأسر التي تستحق العيش بأمان وكرامة، فضلاً عن وضع حد فوري للصراع والحرمان الاقتصادي اللذين يمثّلان ضغوطات كبيرة في حياة الأطفال، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات لدعم الأطفال وعائلاتهم على التكيّف والصمود في قطاع غزة.

وبحسب المنظمة، يواجه 63% من الشبان الذين نشؤوا تحت الحصار عدم القدرة على العثور على عمل مدفوع الأجر بعد الانتهاء من الدراسة، فضلاً عن أن المياه المنقولة بالأنابيب في غزة على الأكثر غير صالحة للشرب، بالإضافة إلى الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي.

ويرى مدير منظمة “أوكسفام” في فلسطين، شين ستيفنسون، أن الحكومة “الإسرائيلية” وجدت العديد من الطرق الأخرى لحرمان الفلسطينيين في قطاع غزة من العيش حياة طبيعية، حيث تُعاقب العائلات الفلسطينية في غزة بشكل جماعي وغير قانوني، لذا طالبت المنظمة- التي ترى أنه لا يوجد حل دبلوماسي في الأفق- المجتمع الدولي بالالتزام بخطة محددة زمنياً تتضمن إجراءات وآليات مساءلة قوية من أجل ضمان العدالة للفلسطينيين.