أهــم مشاكــل الغــرب !…
د. مهدي دخل الله
فوز مرشح اليسار للرئاسة في كولومبيا غوستافو بيترو يضيف إلى رأس بايدن صداعاً جديداً بانتظار الانتخابات القادمة في البرازيل في تشرين أول القادم . ومن المتوقع أن ينجح في تلك الانتخابات المرشح المناهض لأمريكا والرئيس الأسبق لولا دي سيلفا . عندها سيتلقى الرئيس الأمريكي صدمة جديدة في أمريكا اللاتينية التي اعتادت الولايات المتحدة على تسميتها ” حديقتنا الخلفية ” ..
وكان الرئيس الأمريكي مونرو قد وضع نظرية ” الإنعزالية ” الأمريكية بداية القرن التاسع عشر ، وهدفها الاستئثار بأمريكا اللاتينية بعد طرد الأوروبيين منها . وما زالت هذه الفكرة مسيطرة على رؤوس الاستابلشمينت الأمريكي ( المؤسسة الحاكمة ) حتى اليوم ..
لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن الأمريكية . المرشح الفائز في كولومبيا ، غوستافو بيترو ، أعلن صراحة بأنه سوف يقوم بتحسين العلاقات مع جارته التوءم فنزويلا ، موجهاً بذلك صدمة أخرى للبيت الأبيض ..
يأتي هذا كله بعد يومين ، فقط ، من إعلان بوتين في بطرسبورغ أن النظام العالمي الجديد قد تمت ولادته ، يعني أن نظام القطب الأوحد قد سلم الروح نهائياً .
هذه كلها تطورات طبيعية يفرضها قانون ” النمو غير المتوازن للدول ” ، حيث تتراجع في السباق دول كانت في المقدمة ، وتتقدم دول كانت متأخرة . لكن ما ليس طبيعياً هو ظاهرة أخرى مدهشة ، فلأول مرة في التاريخ المعاصر يتم الانتقال من نظام دولي إلى آخر دون وجود قادة كبار في أوروبا وأمريكا … وهذه هي أهم مشاكل الغرب .
لا يستطيع القادة العظام تغيير التطور الطبيعي للعلاقات الدولية ، أي التطور القائم على قانون ” النمو غير المتوازن “، لكنهم يستطيعون تخفيف آلام ولادة النظام الجديد وحشرجة موت النظام القديم لما لديهم من الحكمة والعقلانية ..
أين القادة بحجم ديغول وتشرشل وثاتشر وبراندت وأديناور في أوروبا ؟ أين القادة بحجم روزفيلت وأيزنهاور وكندي ونيكسون في أمريكا ؟.. انظروا إلى قادة الغرب اليوم : ماكرون وجونسون وشولتز وبايدن وترامب وأوباما ، ماذا ترون ؟؟.. هل من الممكن أن تكون هذه الشخصيات قادرة على التعامل مع الأحداث الكبرى بشيء من الحكمة والعقلانية ؟؟.. وهل يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه ؟؟..
بالمقابل … في سورية قائد تاريخي يقود ” أم التصديات ” بحكمة ودراية معهودتين . وفي الكرملين ، أيضاً ، قائد كبير يتصدى لمتاعب المرحلة ومصاعبها بقوة حكيمة . وأهم شيء أن القائدين موجودان على الجانب المبشر بالعالم الجديد . ومن حيث المنطق يتطلب الجانب الذي يخسر السباق قدراً أكبر من الحكمة ، لكن هذا مفقود في الغرب .. للأسف .
mahdidakhlala@gmail.com