تحقيقاتصحيفة البعث

الحي المنسي في درعا.. خدمات بالقطارة والمعنيون يحمّلون الأهالي المسؤولية!

درعا- دعاء الرفاعي

معاناة كبيرة من سوء الخدمات يعيشها حي الضاحية الذي يبعد أقل من كيلومتر عن مركز مدينة درعا، والقاطنون في الحي ألقوا باللائمة على مجلس المدينة، مؤكدين غياب دوره بالاهتمام بالخدمات ولاسيما نظافة الشوارع والحدائق التي باتت ميداناً أو ملاذاً للقوارض والكلاب الضالة بسبب غياب الصيانة الدورية لها، وعدم تقليم الأشجار العطشى وإصلاح الأرصفة والإنارة التي مرت سنوات على تعطلها وتلفها دون أي تحرك من المجلس!.

شوارع بلا إنارة

واستغرب القاطنون “تطنيش” المجلس مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عن أعمدة الإنارة في أوقات وصل التيار، والتي باتت، مطالبين بصيانتها أو إزالتها إن بقيت عديمة الفائدة، مشيرين إلى احتمالية وقوع العديد من الحوادث الخطيرة نتيجة الظلام الدامس الذي يلف الشوارع، والذي يعرّض المارة للخطر، عدا عن السرقات التي ازدادت في الآونة الأخيرة نتيجة هذا الوضع الذي لم يعد يحتمل بحسب قول الأهالي!.

أزمة نقل

لعل أكثر ما يعانيه سكان الحي قلة المواصلات، الأمر الذي أوقع المواطنين والموظفين والطلاب على وجه الخصوص في ورطة يومية، وبالحديث مع العديد منهم شكوا من قلة المواصلات الخاصة وحتى باصات النقل العامة، ونتيجة هذه المعاناة المزمنة يضطرون لقطع مسافات طويلة مشياً على الأقدام وصولاً للمدينة، وحتى لو توفرت بعض السرافيس فهي لا تصل لنهاية الخط، حيث تتوقف في حي المطار، وهنا انتقد البعض منهم عدم القيام بأي إجراء او تخصيص باصات للنقل الداخلي من وإلى الحي، واكتفاء مجلس المدينة بإرسال باص واحد فقط لا يفي بالحاجة ولا يفي بالغرض، على الرغم من حاجة المدينة لأكثر من ستة باصات كي لا يبقى المواطن تحت ابتزاز سيارات التكسي ذات التكلفة العالية، متسائلين: أين الحلول التي وعدونا بها؟ هل الحي بات منسياً وغير موجود على خارطة الخدمات؟!.

حفر ومطبات

لا تنحصر مشكلات الحي عند غياب الإنارة ومشكلات النقل ومنغصاته، وإنما تصل لتردي الشوارع المليئة بالحفر التي تحولت لمصائد للمارة، وما زاد الطين بلة وجود المطبات المحدبة المشغولة بطريقة غير فنية، ما جعلها تتسبب بالضرر للسيارات، وترك انطباعاً لدى البعض بأن ضررها بات أكبر من نفعها بسبب عدم وضعها أو تصميمها بطريقة صحيحة، عدا عن أن الشوارع تخلو من الشاخصات المرورية الإرشادية للدلالة عليها لتجنب الوقوع في شركها.

“الحق على الأهالي”!

عندما وضعنا معاناة الحي على طاولة المعنيين للاستفسار عن أسبابها، وجدنا المهندس أمين العمري رئيس مجلس مدينة درعا يلقي باللوم والمسؤولية على الأهالي القاطنين، واعتبرهم المسؤول الوحيد عن سوء الواقع الخدمي من نظافة وغيرها، متهماً إياهم بعدم المحافظة على الممتلكات العامة من حدائق وإنارة وأعمدة، مؤكداً أن المجلس من خلال عمال النظافة يقوم بأعمال التعزيل وإزالة الأوساخ المتراكمة بشكل يومي على الرغم من ضعف الإمكانيات الخاصة بأعمال النظافة.

ضمن الخطة

وبيّن العمري أن حي الضاحية مثله مثل غيره من أحياء المدينة فيما يتعلق بتقديم الخدمات، وتخصيصه بالميزانية اللازمة، مؤكداً أن واقع النظافة في الحي جيد ومقبول مقارنة بباقي الأحياء، وحسب قوله: “يشهد الحي حملات نظافة مكثفة، إضافة إلى البدء بأعمال حملة مكافحة الحشرات والآفات الضارة بالمبيدات الحشرية عن طريق الرش الضبابي كونه على مقربة من وادي الزيدي”، مؤكداً أنه في غضون شهرين ستتم معالجة خط الصرف الصحي المؤدي إلى وادي الزيدي، وهو ما سيكون بمثابة حل جذري لمشكلة انتشار القارص والروائح الكريهة التي يعاني منها السكان في الحي.

الإنارة بالطاقة الشمسية

ولفت العمري إلى أن هناك خطة قريبة لإنارة معظم الشوارع الحيوية ضمن الحي بالطاقة الشمسية، منوّهاً إلى ضرورة أن يعمل الأهالي على توعية أبنائهم بعدم التعدي على المرافق العامة، وخاصة الكابلات والأعمدة وأشجار الحدائق، وحسب قوله، سُجلت في الحي العديد من حالات السرقة، واعترف العمري أن لا قدرة للمجلس حالياً على استبدالها نظراً لغلاء أسعار المواد نتيجة الحصار المفروض على البلد.

توجد أزمة

وأكد العمري أن المجلس ليس معنياً بموضوع السرافيس، وهو مرتبط بمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، والحي مخصص له فقط باص نقل داخلي، وليست هناك إمكانية حالياً لزيادة العدد.

بدوره الدكتور يحيى العبد الله مدير التجارة الداخلية في المحافظة اعترف أن الحي يشهد أزمة في المواصلات بسبب عدم كفاية عدد “السرافيس” للركاب، ما يسبب الازدحام بشكل يومي، مؤكداً أن المديرية ستعمل على حلها بشتى الوسائل، مشيراً إلى أن عدد السرافيس العاملة على الخط يصل إلى 17 سرفيساً، لكن فترة الامتحانات شكّلت ضغطاً كبيراً كون معظم السائقين كانوا مرتبطين مع طلاب الشهادتين التعليم الأساسي والثانوية العامة، مبيّناً أن من أبرز أسباب أزمة النقل لجوء أصحاب “السرافيس” إلى بيع مخصصاتهم من المازوت المدعوم، ما يؤدي إلى نقص المركبات العاملة على الخطوط، مؤكداً أنه سيتم توقيف مخصصات أي سرفيس لا يلتزم بالخط إلى آخره.

جهود كبيرة

هذا هو واقع حال حي الضاحية، ورغم تأكيد المعنيين بالأمر بأنهم يعملون على تلافي المشكلات وفق الإمكانات المتوفرة، لكن هذا لا يمنع من دعوتهم كي تكون وتيرة العمل أسرع لتطويق المشكلات والتخفيف منها على أقل تقدير، خاصة ما يتعلق بحل أزمة النقل الخانقة، وإعادة ترميم الشوارع المهترئة “بثوب اسفلتي” جديد يجنب المارة الوقوع في الحفر، وتصميم المطبات وفق المواصفات لتكون حلاً يحقق الهدف والغاية منها لا العكس، وبالطبع مع التأكيد على ضرورة تعاون الأهالي مع المعنيين من أجل تحسين خدمات الحي، والمحافظة على استمرارها.