هكذا ردت الصين على الولايات المتحدة
ترجمة: عائدة أسعد
أصدرت وزارة خارجية الصين بيان حقائق رداً على الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في 26 أيار الماضي، ودحضاً للأكاذيب التي تطلقها الولايات المتحدة بخصوص الصين.
وجاء في الرد: “بلغة متقنة الصنع، حاول كبير الدبلوماسيين الأمريكيين تسويق نظرية التهديد الصيني للعالم بناءً على تصور خاطئ لتطور الصين، بينما تشير جميع الحقائق والإحصاءات التفصيلية إلى التدخل الأمريكي السافر في الشؤون الداخلية للصين، وتشويهها للسياسة الداخلية والخارجية للصين”.
ومن أكثر الاتهامات الخبيثة التي وجهها بلينكين إلى الصين أنها تشكل تحدياً خطيراً طويل الأمد للنظام الدولي، وذلك ما يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة، فمن المعروف أن الصين كانت تدافع باستمرار عن نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافاً، واتخذت خطوات جريئة لمحاولة تعزيز هذا النظام. ومن بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تعدّ الصين أكبر مساهم في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم، كما بقيت مؤيداً قوياً للتعددية، وقوة لا غنى عنها في بناء السلام والاستقرار على الصعيدين العالمي والإقليمي وحماية النظام الدولي.
وفي المقابل، فإن الولايات المتحدة هي التي تشكل أخطر تهديد للنظام الدولي، فقد خُذلت وعودها بالحفاظ على النظام العالمي مراراً وتكراراً من خلال أفعالها التي تهدف إلى خدمة مصالحها الخاصة، وتعزيز هيمنتها العالمية، وما تعهدت الولايات المتحدة باستمرار بالحفاظ عليه هو نظام دولي صُمّم لخدمة مصالحها الخاصة في المقام الأول، وإذا فشل هذا النظام في تحقيق هذا الهدف فإن الولايات المتحدة تلجأ على الفور إلى الدبلوماسية القسرية، وهي تتفوق في مثل هذا الإكراه بفرض حصار اقتصادي، وعقوبات أحادية الجانب وغير ذلك من الوسائل.
وعلى مرّ السنين، شعرت دول مثل كوبا، وإيران، وبيلاروسيا، وسورية، وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وفنزويلا، جميعاً، بتأثير العقوبات الأمريكية. وخلال فترة وجود دونالد ترامب في السلطة، فرضت إدارته أكثر من 3900 عقوبة، ما يعني أنها مارست عصا العقوبات ثلاث مرات في اليوم كحدّ أوسط.
ولا ينبغي أن يغيب عن اهتمام أي شخص عدد المرات التي لجأت فيها الولايات المتحدة إلى استخدام القوة سعياً وراء أجندتها. وواشنطن لا تتردد في شن حروب أو إثارة نزاعات مسلحة، الأمر الذي ليس من قبيل المصادفة أن يكون مفيداً لأعمالها، ففي تاريخها البالغ 240 عاماً كان هناك 16 عاماً فقط لم تشارك فيها في صراع عسكري.
إن الدفاع عن النظام الدولي القائم على القواعد هو مجرد خدعة تستخدمها الولايات المتحدة لفرض إرادتها ومعاييرها على الآخرين، وهي لا تتردد في إعادة كتابة القواعد المحلية، وتجميع البطاقات لصالحها متى اعتبرت نفسها خاسرة.