الاستثمارات السياحية الشعبية الموسمية في عين العاصفة.. بانتظار التعويض..!
اللاذقية – مروان حويجة
أرخت العاصفة الهوجاء الأخيرة بظلالها القاتمة على مختلف القطاعات في محافظة اللاذقية، وفرضت حسابات ثقيلة غير منتظرة على الموسم الزراعي المنهك أصلاً بالأوجاع و الأعباء، كما لم يسلم القطاع السياحي الشعبي وقطاع الصيد من أضرار العاصفة التي تسببت بخسائر بشرية و مادية و لوجستية، وإذا كانت هذه العاصفة غير المسبوقة منذ عقود بشدتها وقساوتها وأضرارها قد طوت ذيولها ومفاعيلها بعد ليلة مخيفة لن تمحوها السنوات من ذاكرة أبناء اللاذقية فإن الآثار الكارثية لهذه العاصفة التي اجتهد علماء الطقس والمناخ على اكتشاف حقيقتها الإعصارية – وهذا مؤسف جداً – بعد وقوع الكارثة وليس قبلها وهذا يضعهم أمام مسؤولية مهنية وعلمية قبل أية مسؤولية إنسانية أو اقتصادية وحتى اجتماعية وهذه قضية إشكالية بحد ذاتها تفرض التوقف عندها وعدم تجاوزها لأن الكثير من الناس ولاسيما المتضررين يستهجنون اكتشاف الإعصار بعد ساعات من انتهائه ويسألون: أين كنتم يا علماء الطقس والمناخ وخبراء الفلك وعلوم الجغرافية ؟.
هذه الجزئية الأساسية لن نخوض فيها حالياً لأنها تحتاج التفصيل الواسع من كل ذوي الخبرة و الاختصاص، و إنما نفرد الاهتمام لتداعيات العاصفة “الإعصار” على البنى التحتية والعملية الزراعية والسياحة الشعبية في اللاذقية التي يجمع الكل ممن عاش العاصفة وعاين آثارها الفادحة أن اللاذقية بحاجة إلى تدخل عاجل لتعويض الأضرار وإعادة تأهيلها لأن هناك مرافق ومواقع إنتاجية واستثمارية باتت شبة معطّلة وخاسرة بامتياز ومنها مساحات زراعية وأشجار مثمرة وثروة حيوانية واستراحات شاطئية للسياحة الشعبية ومراكب للصيد وأدواته وبيوت بلاستيكية وخلايا نحل وغيرها من قطاعات إنتاجية هامة تستوجب التدخل الحكومي السريع لإعادة ترميم القطاعات المتضررة وإعادتها بالسرعة الممكنة إلى العملية الإنتاجية وبشكل خاص العملية الزراعية التي تضررت بشكل كبير وفق ما أكده مدير الزراعة المهندس باسم دوبا واصفاً الأضرار الناجمة عن العاصفة بأنها كبيرة وغير مسبوقة وخاصة على الأشجار الكبيرة ضمن المدينة وضمن الأراضي الزراعية، موضحاً أن كوادر مديرية الزراعة تعمل بشكل إسعافي على فتح الطرقات وإزالة الأشجار التي تعيق الحركة والمرور والمساعدة في إعادة البنى التحتية المتضررة سواء من كهرباء وشبكات الهاتف، علماً أنه تمّ تكليف الوحدات الإرشادية ودوائر الزراعة في المناطق بالكشف الميداني وإجراء حصر وإحصاء الأضرار التي طالت القطاع الزراعي سواء في الزراعات المحمية أو الأشجار والخضار ليتم تسجيل وتقدير الأضرار النهائية الناجمة عن هذه العاصفة.
رئيس مجلس المدينة المهندس حسين زنجرلي بيّن أن الأضرار التي خلفتها العاصفة كبيرة جداً في مختلف القطاعات من اقتلاع أشجار وتحطّم الواح طاقه شمسيه وخزانات مياه وشبكات كهرباء واتصالات وإغلاق للطرقات في الشاطئ الأزرق ورأس شمرا حيث تمّت إعادة فتحها بجهود مشتركة من ورشات المجلس ومؤازرة كوادر وآليات من جهات ومؤسسات عامة وفوج الإطفاء والدفاع المدني مع زج ورشات الصيانة والنظافة والخدمات لإعادة الوضع إلى ما كان عليه ودعم قطاع النظافة على مختلف المحاور، لافتاً إلى تعاون الفعاليات الأهلية والمجتمعية ومؤسسات عامة .
من جهته مدير الشركة العامة للكهرباء المهندس جابر عاصي أوضح أن العاصفة خلّفت أضراراً كبيرة بالشبكة ومنظومة الطاقة الكهربائية في المحافظة ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وخروج بعض الخطوط ومحطات التحويل عن الخدمة وانهيار عدد من الأبراج على المستوى المتوسط و المنخفض حيث استنفرت الشركة ورشاتها وكوادرها مباشرة للعمل على إصلاح الأعطال و استبدال الأبراج التي انهارت و إعادة التغذية الكهربائية بالسرعة القصوى.
وبحسب أمين عام محافظة اللاذقية رفعت محمد فإن العاصفة التي تعرضت لها محافظة اللاذقية غير مسبوقة إذا وصلت سرعة الرياح إلى ١٣٥ كم في الساعة ما استدعى استنفار الدوائر الخدمية لكوادر وطواقم عملها مع وضع آليات من كافة الجهات والمؤسسة العامة لدعم فرق العمل التي انتشرت على المواقع المتضررة لرفع الأضرار حيث تسببت العاصفة بأضرار في الممتلكات العامة والخاصة.
وأما الاستثمارات السياحية الشعبية الموسمية فقد كانت في عين العاصفة التي أتت رياحها العاتية على جزء كبير من موجوداتها من منشآت تخييم و سباحة و استجمام تاركة أصحابها الذين يسترزقون منها أشهر الصيف فقط من كل عام ليصبحوا في أزمة حقيقية عاجلتهم مع بداية الموسم الذي ينتظرونه من عام إلى آخر، ويبدو أن هناك مسعى حثيثاً من فرع الحزب بالتعاون مع المحافظة حول إمكانية تعويض هؤلاء المستثمرين وأيضاً المزارعين المتضررين ولاسيما مزارعي محصول الحمضيات الذين تساقطت ثمار محاصيلهم بفعل شدة العاصفة وسرعة الرياح العاتية .
وأكد أمين فرع الحزب الرفيق المهندس هيثم اسماعيل أن هناك متابعة من فرع الحزب مع المحافظة حول إمكانية تعويض المزارعين الذين تضررت محاصيلهم من العاصفة ولاسيما تساقط ثمار الحمضيات، إضافة إلى أصحاب بعض المنشآت السياحية الشعبية المستثمرة على الكورنيش بعد تضرر عدد كبير من الخيم و الكراسي والطاولات وهذه المنشآت الشعبية تشكل مصادر عيش ورزق لأصحابها، مبيّناً أن هذه القضايا موضع اهتمام ومتابعة مع المحافظة والجهات المعنية بما يجسّد البُعد الاجتماعي للحزب وتعميق دوره في المجتمع لاسيما أن لجان تطوعية في الشعب الحزبية وكتائب البعث وكوادر اتحاد شبيبة الثورة انطلقت منذ الصباح لمؤازرة مجالس المدن والجهات والمؤسسات الخدمية في إزالة آثار ومخلفات العاصفة.
وأما في مجال قطاع الصيد البحري فقد تمّ تسجيل عدة حوادث وفق ما أشارت إليه المديرية العامة للموانىء جراء العاصفة البحرية، إذغرق زورق بحري وتم إنقاذ كل من على متنه / 6 بحّارة / وهم بخير ووفاة صيّاد وغرق مركبه جراء العاصفة البحرية وذلك عند موقع رأس ابن هانئ، ونجاة اثنين كانوا برفقته حوالي وحصول أضرار مادية كبيرة في منشآت التخييم والسياحة والاصطياف على شاطئ وادي قنديل والبسيط و في جبلة، بانياس، طرطوس: جنوح عدد من الزوارق البحرية المركونة والأضرار اقتصرت على الماديات.