في معرض عون الدروبي.. اللوحة حكاية تفيض بالمشاعر الإنسانية
حمص- آصف إبراهيم
تستضيف صالة الفن التشكيلي “صبحي شعيب” معرضاً فردياً لشيخ التشكيليين في حمص عون الدروبي صاحب التجربة الطويلة والمتفردة في ذاتيتها المعبّرة عن فيض مشاعر وأحاسيس وحنين إلى الماضي بكل تفاصيله المادية والحسية وارتباطها بالإنسان، ليصل إلينا من خلال اللوحة، وفق تشكيل درامي مشحون بالعواطف والمشاعر المتنوعة والواضحة المعالم.
أكثر من خمس وعشرين لوحة تأتي بمقاسات متقاربة وتقنية فنية واحدة، يسعى من خلالها عون الدروبي إلى رسم حلمه وإحساسه ليقدّمه إلى المتلقي بحالته الضبابية التي لا تتطلّب منا كثير عناء لاكتشاف مضامين ومرامي مفرداته المشبعة بالألوان الحزينة التي تخفي وراءها حالة إنسانية تلوذ بالماضي كمعطف يقي صاحبه برد الراهن الموحش بتفاصيله وتشكيلاته المختلفة.
حضور الماضي في معظم لوحات المعرض من خلال تشكيلات متنوعة، تبدأ بالعمارة القديمة وربطها بالإنسان أو بأدوات حياتية متعدّدة، كالأواني الفخارية أو الآلات الموسيقية الشعبية، وحتى بالأزياء لا شيء مجانياً في لوحة عون من اللون إلى المفردات التعبيرية الممزوجة بتشكيلات رمزية أحياناً تتضافر مع بعضها البعض، لتجعل من اللوحة فضاء درامياً غنياً بالتفاصيل الحسيّة المعبّرة عن موقف متشدّد تجاه الواقع تشي به ألوان نارية ورمادية متكررة بدلالاتها التعبيرية الدالة على حالة رفض وتمرد تجاه الواقع، وفق فلسفة تتعلّق بذات الفنان ورؤيته للحياة.
تشكّل المرأة العنصر الدرامي الأهم في اللوحة عند عون بكل تجلياتها الاجتماعية الإنسانية والعاطفية والجمالية إلى حدّ ما، رغم أنه لا يتعامل معها كتشكيل جمالي تقليدي، بل كموضوع محوري يرتبط بالحياة أو كمحور الحياة وعلاقته بالمكان والأدوات، ويجعل منها ركيزة لنوازعه العاطفية التي تعبّر عنها مكونات اللوحة بكل عناصرها.
اللوحة عنده حالة ذاتية وفكرية، وبراعة في التوظيف التعبيري للون وتوزيعه التقني والجمالي الخلّاق على مساحة اللوحة، لتنتهي إلى حكاية إنسانية تفيض بالمشاعر الإنسانية.