مجلة البعث الأسبوعية

امتحانات دير الزور لهذا العام  غيرت النظرة السائدة “قدم بالدير تنجح”

البعث الأسبوعية -وائل حميدي

انتهت امتحانات الشهادتين في القطر ومنها في محافظة دير الزور التي اتسمت بعناوين كثيرة بين ضبطها والغش فيها، وبين نجاحها والمعوقات الكثيرة التي اعترضتها، ومع ذلك انتهت وربما لأول مرة برضى عام جاء على لسان العامة والمسؤولين على حد سواء.

يقول مدير تربية دير الزور جاسم الفريح في لقاء مطوّل مع “البعث الأسبوعية “بإن أول تم العمل عليه هو تغيير ثقافة الغش الامتحاني، وإلغاء تلك القناعة التي تجذرت لدى الكثيرين بأن النجاح في امتحانات دير الزور سهلاً، وكان لابد هنا من العمل على عدة محاور سبقت العملية الامتحانية وأولها ثقافة الوعي وتعزيزها لدى الطلبة عبر تنفيذ برامج تم وضعها بعناية لتأكيد مفهوم من يدرس ينجح، وهذا ما بدأ العمل عليه مع بدء الفصل الدراسي الثاني.

ويضيف الفريح بأن الامتحانات هذا العام كانت على محمل الجدية الكاملة وضمن التعليمات والقوانين الوزارية التي تهدف لانجاح العمليتين التربوية والامتحانية، وبناء عليه اتخذت كافه الإجراءات والمستلزمات والتجهيزات بدءاً من المراكز الامتحانية وانتهاء بلجان التصحيح.

 

التعليم الأساسي

للسنة الثانية على التوالي نفذت امتحانات التعليم الأساسي في كل من الريف والمدينة حيث شهد العام الفائت افتتاح مراكز امتحانية في الريف وتمت تكرار التجربة لهذا العام بعد أن اتضحت  كافة التفاصيل التي تمت تداركها هذا العام .

وبين مدير التربية أن عدد المراكز بلغ  107 مركزاً ضمت أكثر من ثلاثة عشر ألف طالب وطالبة وتوزعت مراكز الريف في كل من مدينة البوكمال والعشارة وصبيخان والميادين ومجمع البوليل وحطلة وخشام والتبني، إضافة إلى مراكز المدينة التي بلغ عددها أكثر من 40 مركزاً في المدينة دير، وعن الكوادر الامتحانية يقول الفريح إن عدد الكادر التربوي حوالي 12,000 عاملاً وسبق ذلك الحصول على تفاصيل كاملة للكوادر المتوفرة في الريف وتم توزيعه  بما يتطابق مع التعليمات الامتحانية ومراعاة المكان الجغرافي لتلك الكوادر وبما يضمن نجاح عملية المراقبة وسير الامتحانات بالطريقة السليمة، وقد تم توزيع الطلاب على المراكز الامتحانية عبر المخدم الالكتروني دون أي تدخل يدوي بما في ذلك توزيع الكوادر الرقابية على المراكز  الريفية مع مراعاة تامين الكوادر الاحتياطية بحيث تم تخصيص ثلاثة مراقبين أساسيين لكل قاعة إضافة لمراقب احتياطي، علماً أن تأمين مراقبَين اثنين فقط يكون كافياً.

 

مَشكلة عدم الالتزام.

كحال أي امتحانات في المحافظات فإن عدم التزام مراقبين بمهامهم كانت محتملة جداً ولكن في دير الزور كان الحال مختلفاً كثيراً من حيث الالتزام وهذا تم لمسه في العام الفائت ولذلك كان لابد من تأمين المراكز الاحتياطية وتعزيزها بالكوادر اللازمة مع التشديد على الالتزام.

ولم يخف الفريج  عدم الالتزام وبنسبة 50% من الكوادر الرقابية، وهذا ما كان متوقعاً، لذلك حرصت المديرية  كل الحرص على تأمين مراكز احتياطية  لسد الخلل المتوقع مما ساهم في نجاح الامتحانات وبالتالي لم تعاني المراكز من نقص مراقبين داخل المراكز.

أمام عن التغيُّب ،أوضح فريج أنه تم فرض العقوبات المنصوص عنها في القانون لمن لم يلتزم بالمهام الامتحانية وهي عقوبات واضحة، مع ملاحظة تشديد الوزارة على اعتبار الراتب خطاً أحمراً لا يجوز إيقافه أو استخدامه كوسيلة عقابية لمن لم يلتزم بالمهام الرقابية الخاصة بالامتحانات، وبناء على كل ما تقدم فإن امتحانات هذا العام كانت ناجحة رغم نسبة عدم الالتزام الكبيرة .

 

مراكز ولجان التصحيح.

ومع انتهاء كل مادة في امتحان التعليم الأساسي باشرت لجان التصحيح عملها، بعدما تم تجهيز مراكز التصحيح من حيث التجهيزات والكوادر المدرسية الاختصاصية ،ليؤكد فريج أنه تم الانتهاء من تصحيح مادة الاجتماعيات ومن المتوقع قبل نهاية هذا الشهر أن تكون عمليه التصحيح انتهت لنبدأ بعدها عمليه التنتيج ولا يوجد أي إشكال في مراكز التصحيح، بل هناك عدد كافي من الخبراء والاخصائيين لتكون عملية التصحيح دقيقة ومطابقة للسلالم الوزارية.

 

الشهادة الثانوية.

للعام الثاني على التوالي يقول مدير تربية دير الزور تم افتتاح مراكز امتحانية للشهادة الثانوية في مدينة الميادين وذلك لتخفيف معاناة السفر على الطلبة، علماً  أن المراكز الامتحانية في الريف في هذا العام لا تختلف أبدا ً عن مراكز المدينة من حيث الضبط والالتزام بالتعليمات الوزارية وبما يخدم مصلحة الطلاب من حيث تأمين الجو الهادئ لهم وبما يؤهلهم لتقديم امتحاناتهم بشكل مريح، وقد بلغ عدد طلبة الثانوية للفرع الأدبي 3,625 طالبة وطالباً، بينما بلغ عدد طلبه الفرع الأدبي  4950 وفي الثانوية الشرعية 16 طالباً، وبلغ عدد طلبة الثانوية المهنية 689، بينما بلغ عدد طلبة الثانوية التجارية 94 طالبا ،وعدد طالبات النسوي 35 طالبة وبهذا يصبح مجموع طلبة الشهادتين 21,775 ، علماً أن طلبة الثانوي توزعوا على 62 مركزاً توزعت في الميادين ومدينه دير الزور، فيما تم تخصيص مركز صحي واحد في مدينة دير الزور للطلبة الذين يعانون من إعاقات جسدية معينة، ويبدو أن مشكلة عدم الالتزام التي عانى منها امتحان الشهادة الإعدادية انجرت إلى المراكز الثانوية وهي مشكلة كانت ستكون كبيرة لولا الإجراءات الاحترازية والتحسب لهذا الاحتمال، علماً أن المديرية وضعت في حسبانها  وجود هذا التسرب وبنسبة النصف من هيئة المراقبة وهذا ما عمل عليه قبل بدء الامتحان بتحقيق وجود مراقبٌين اثنين أو ثلاثة في كل قاعه مع أهمية الاعتماد على المراكز الاحتياطية .

 

 

من خارج السيطرة.

وأشار مدير التربية إلى أن عدد الطلاب المسجلين في امتحانات الشهادتين بلغ  3080 طالباً وطالبة من المقيمين في المناطق الخارجة عن السيطرة ،إذ اتخذت الإجراءات لتأمين سلامتهم وتمكينهم من تقديم الامتحان بالطريقة الملائمة حيث تم تأمين مراكز إيواء لهم ولمرافقيهم، وهي مراكز مناسبة تم تجهيزها لتكون مكاناً مريحاً لهم خلال فترة تقديم  الامتحان، مع تأمين كافة مستلزمات تلك المراكز لتكون مهيئة ومناسبة مع  دورات في الدعم النفسي ودورات تقوية كاملة إضافة لجلسات امتحانية تسبق كل مادة، وكمية من القرطاسية والمعقمات والمنظفات مع منحهم تعويض بدل الانتقال والذي استفاد  منه جميع الطلبة القادمين من تلك المناطق.

 

حالات الغش.

يقول الفريح لعل إجراء مقارنة بين حالات الغش بين العامين الحالي والفائت يعطي صورة واضحة لتلك الجهود المبذولة لضبط الامتحان وتأمين حسن سيرها، ففي العام الفائت وعلى سبيل المثال بلغ عدد ضبوط الغش 149 تقرير غش بينما بلغ هذا العام 43 تقريراً، علماً أن عدد الطلبة هذا العام أكثر من العام الفائت  وذلك مع ما شهدته المحافظة من عودة للأهالي بفضل عملية المصالحة التي أتاحت للطلبة العودة آمنين وتقديم امتحاناتهم في المدارس الحكومية هذا العام.

وفي الشهادة الثانوية بلغ عدد ضبوط الغش الامتحاني في العام الفائت للفرع الأدبي 92 تقرير غش بينما لم يتجاوز هذا العام سوى 62 تقرير في امتحان الأدبي، وفي الفرع العلمي بلغ عدد التقارير غش الامتحان في العام الفائت 105 تقرير غش وفي هذا العام بلغ 108 تقرير مع ملاحظة فارق عدد الطلبة بين هذا العام وبين العام الفائت، وتنوعت الضبوط  لحالات الغش بين استخدام جوال وقصاصات ورقية وسماعات بلوتوث إضافة لحالتي شغب فقط تم تنظيم ضبط المخالفة بهما  حسب كلام مدير التربية .

 

عقوبة كف اليد.

كما شهدت امتحانات دير الزور هذا العام ثلاث حالات كف يد عن العمل لثلاثة مراقبات لم يلتزمن بمهامهن في عملية المراقبة، اثنان منهن من تلك الحالات في مدينة الميادين وواحدة في مدينة دير الزور، وكان السبب وراء تلك العقوبة تسريب الأسئلة من داخل القاعات القائمات عليها  وفق مدير التربية التربية الذي لفت إلى أن المديرية قامت على الفور بمعرفة تلك المراكز بالرجوع إلى الترميزات الخاصة التي تم وضعها من قبل الوزارة على الأسئلة، إضافة لتلك الترميزات الخاصة بالمراكز، وتبين بالعودة إلى تلك الرموز أن التسريب كان من مركز ثانوية البحتري في مدينة الميادين،ومن قاعتين فيها، إضافة إلى حالة مشابهة شهدها مركز عدنان المالكي في مدينة دير الزور ما ألحق بإحدى المراقبات عقوبة الصرف عن الخدمة، علماً ورغم كل ما سبق فإن أقل حالات الغش تم تسجيلها في دير الزور.

الفريح أنهى حديثه بالثناء على المجتمع المحلي الذي ساهم بإتمام الامتحانات بصورتها المثلى مع ما تم تقديمه من دعم مادي وآليات ، إضافة إلى ما قدمه هذا المجتمع من دعم واضح خلال العام الدراسي.