“علم الفلك و الفضاء” في ندوة بدار الأسد للثقافة في اللاذقية
اللاذقية – مروان حويجة
طرحت الندوة الثقافية العلمية بعنوان “علم الفلك والفضاء” التي أقامتها مديرية الثقافة في اللاذقية ودار الأسد للثقافة بالتعاون مع الجمعية الفلكية السورية في اللاذقية، عدة أسئلة حول النظرة إلى علم الفلك والفضاء، وهل يعتبر هذا العلم نوعا من الرفاهية والهواية لدى البعض؟ أم حاجة إنسانية ملّحة. وقد نستغرب عندما تعرف أن معظم الأدوات والتكنولوجيا التي بين أيدينا، والتي نستخدمها في حياتنا اليومية كانت تكنولوجيا صنعت لتطوير المشاريع الفضائية؟
المهندس حسام حسن نائب رئيس الجمعية تحدث في المحور الأول عن تاريخ علم الفلك ونشأته، بدءاً من الحضارات القديمة التي أسست لعلم الفلك في بلاد الرافدين ومصر، مروراً بالإغريق والحضارة العربية الإسلامية، وانتهاءً بعصر النهضة. وركّز حسن على أهم المنجزات الفلكية في عصر الحضارة الإسلامية مثل بناء المراصد واختراع الاسطرلاب وتطرق للحديث عن بعض العلماء العرب الذي سطع نجمهم حينذاك مثل ابن الشاطر الدمشقي الذي قدّم منجزات كثيرة في علم الفلك حتى الوصول إلى عصر النهضة حيث انفصل علم الفلك عن فن التنجيم.
وتساءل الدكتور مضر ديوب رئيس الجمعية الفلكية السورية في اللاذقية: في وقت يعاني البشر في مناطق واسعة من الجوع والعطش ونقص الأدوية والاستطباب فإنّ وكالات الفضاء تنفق المليارات على أبحاث ولوازم استكشاف الفضاء، ليجيب من خلال نقطتين هما أنّ الصرف على أبحاث ومشاريع استكشاف الفضاء لا يقارن بالصرف على التدخين والوجبات السريعة بما لهما من آثار سلبية على صحة الانسان بالإضافة إلى أن الكثير من التقنيات والأدوات التي نستعملها يومياً أو عند الحاجة كانت عبارة عن تقنيات صنعت للفضاء ثم تمّ الاستفادة منها على الأرض.
وعرض د. ديوب للمشاريع المهمة في استكشاف الفضاء، منها مشروع أرتميس بمهماته المتعددة لاستعمار القمر وبناء قاعدة متقدمة في الفضاء، وإطلاق تلسكوبات فضائية مثل تلسكوب جيمس ويب ذات الدقة العالية لاستكشاف الفضاء، والعثور على كواكب جديدة يحتمل وجود الحياة فيها، كما أن الرحلات الفضائية تجاه المريخ متمثلة بعدد من المركبات الفضائية وأخرها مسبار المثابرة، والذي حط على المريخ لدراسة طبيعته ومناخه، وإمكانية أن يعيش اليشر على سطح المريخ لما للمريخ من مواصفات مشتركة مع الأرض من ناحية ميلان محورة، وبالتالي تواجد الفصول الأربعة ومدة دورانه حول نفسه والتي تقارب مدة دوران الأرض حول نفسها، كما أن طبيعته الصخرية من المحتمل أن تكون صالحة للزراعة.
وأوضح د. ديوب في نهاية المحاضرة أن غزو واستكشاف الفضاء بإيجابياته فإن له العديد من السلبيات منها تواجد النفايات الفضائية الكبيرة حول الأرض والتكاليف غير المضمونة النتائج وأيضاً الأخطار التي يمكن ان تنتج عن استكشاف الفضاء بالمركبات المأهولة على رواد الفضاء والكثير ايضاً من السلبيات الأخرى منها أن استكشاف الفضاء قفزة علمية كبيرة للبشرية لكن يتم انتقاده أنه لم يحقق إنجازات كبيرة مقارنة بحجم الكون وخلصت الندوة إلى عبارة : قد لا يكون من الحكمة تكبّد نفقات ضخمة على استكشاف الفضاء، اذا تم تجاهل الاحتياجات البشرية لكن الأمل في العثور على حياة خارح كوكب الأرض وقتها سيزدهر علم الفضاء والفلك وتأثيره على الأرض.