ثقافةصحيفة البعث

“أدب السيرة الذاتية” في محاضرة ثقافية للأديبة رولا سلّوم

اللاذقية – مروان حويجة

ألقت الأديبة رولا سلّوم محاضرة ثقافية عنوانها ” أدب السيرة الذاتية ” أقامتها مديرية الثقافة في اللاذقية في قاعة النشاطات الأدبية بدار الأسد للثقافة بحضور فعاليات ثقافية وأدبية واجتماعية.

وأوضحت سلّوم أنّ أدب السيرة الذاتية موضوع حديث في الأدب العربي، ليس له هذه المساحة الموغلة في القدم كغيره من الفنون الأدبية كالشعر والقصّة والرواية، فهو أدب يستهوي كل إنسان، ومن هذا المنطلق بحثت في هذا المجال كدراسة أدبية، وأشارت إلى أنّ  دراستها للموضوع جاءت على شكل بحث عن كتّاب كان لهم باع في مجال السيرة الأدبية أو السيرة الذاتية، وهو أدب بدأ مع عميد الأدب العربي طه حسين الذي كتب “الأيام”، وعبّر فيها عن معاناته وألمه نتيجة فقدان بصره، والوجع الذي عاناه في طفولته في الريف المصري، وتحدّث عن سيرة حياته منذ طفولته حتى شبابه إلى أن سافر إلى فرنسا ونال شهادة الدكتوراه، فكانت رواية “الأيام” مدخل  الكتابات في الأدب العربي حول  السيرة الأدبية الذاتية، حيث ظهرت بعدها عناوين وكتب لكثير من الكتّاب الذين بحثوا في هذا المجال.

وعرّفت الأديبة سلّوم فنّ السيرة الذاتية بأنّه نوع من أنواع الكتابة، وسرد الكاتب سيرة حياته أو جزء منها، وهو فنّ التعبير عن الذات وتصوير آلامها، آمالها، مواجعها وفرحها وكل ما يتعلّق بها منذ طفولته إلى الأيام التي يعيشها. وبيّنت سلّوم أنّ هناك أسلوبين لكتابة السيرة الذاتية، أحدهما يكون بأسلوب صيغة المفرد المتكلّم “أنا”، حيث يتحدّث الكاتب عن نفسه، وهناك أسلوب الغيرية، وفيها يكتب الأديب عن شخص آخر، ويصوّر حياته وعلاقاته وصفات هذا الإنسان، وتأخذ مجال الحديث عن النفس والحالة الاجتماعية والثقافية، وكل ما يتعلّق بهذا الإنسان وحياته وما يواجهه من مواقف وتحديات ومستجدات وغيرها.

ولفتت سلوم إلى أنّ جمالية السيرة الذاتية تكمن في أنّها تجمع بين سيرة الإنسان والمكان والأشخاص الذين يرافقونه في الحياة،  وركّزت على تميّز السيرة الذاتية بالصدق والواقعية والشفافية بما يجعلها معبّرة بدقة وشفافية عن داخل الإنسان، ويغلب على السيرة الذاتية مشاعر الحزن أكثر من الفرح، معبّرا فيها الكاتب عن شحنات الحزن والألم والوجع والإنكسار والخيبة، وما واجهه في مسيرة حياته، ولا يخلو الأمر من بعض عناوين الفرح والسعادة بشكل نسبي في مجمل كتابات السيرة الذاتية.  وخلصت الأديبة سلّوم إلى أنّ السيرة الذاتية في الأدب هو عرض لتفاصيل حياة مؤلفها بشكل عام، ولكن تختلف طرق عرضها، وأنّ السيرة الذاتية في الأدب العربي جمعت بين تاريخ الفرد وشخصيته ذاتها.