“معاً ضد التطبيع”.. ندوة في المستشارية الثقافية الإيرانية
لم تتخذ ندوة “معاً ضد التطبيع” التي أقامها مكتب الإعلام الإيراني في دمشق بالتعاون مع اتحاد كتّاب العرب في المستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بإدارة الشاعر والإعلامي علي الدندح الطابع السياسي والثقافي والإعلامي لمواجهة التطبيع مع العدو الصهيوني فقط، وإنما أثمرت عن اقتراحات كانت أشبه بتوصيات اتفقت على ضرورة وضع سياسة إعلامية لا تقتصر على رفض صور التطبيع المختلفة، وإنما تصرّ وتؤكد على أهمية إنتاج مواد مناهضة للتطبيع، وعلى المواجهة من قبل الإعلام والإعلاميين والتربية والثقافة وكل قطاعات المجتمع.
وأوضح السفير الإيراني مهدي سبحاني بأننا نعيش حرباً روائية وإعلامية مع الكيان الصهيوني، الذي يحاول أن يقلب الحقيقة إلى الكذب ويقلب بين القاتل والمقتول، وعبْر إثارة قضية التطبيع والمساومة يحاول أن ينسي القضية الفلسطينية، وكما يعملون على تطبيع العلاقات يحاولون أيضاً تطبيع جرائمهم، وهم يستخدمون أية أداة وأية ذريعة لكي يُطبعوا مؤامراتهم وجرائمهم، ونحن نواجهها ونواجه العدو الصهيوني… وستكون مواجهتنا له دائمة.
وتابع إن ساحة الحرب العسكرية إلى حرب إعلامية، وجنود الجبهة الجديدة هم الإعلاميون، والعدو الصهيوني من خلال تصفية النشطاء الإعلاميين يحاول إسكات صوت محور المقاومة والصوت المناهض للتطبيع.
وألقى د. جهاد بكفلوني عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتّاب العرب كلمة قال فيها إن الشعبين في سورية وإيران يتفقان على رفض التطبيع، وإن الصراع مع إسرائيل صراع وجود ولم يكن صراع حدود، ونقول للدول التي قبلت التطبيع مع إسرائيل عودوا إلى رشدكم فإسرائيل لم تكن إلا عدواً لكم.
مسؤولية الإعلاميين
ويمتد رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني من آسيا والدول اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط إلى كل دول وأحرار العالم، وهذا يحمل الإعلاميين مسؤوليات كبيرة جداً.. بهذه المفردات استهل د. بيمان جبلي رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية كلمته التي تحدث فيها عن العقوبات التي تواجهها إيران وسورية ويواجهها كل أحرار العالم نتيجة رد فعل للأعداء، لأن الفعل الأساسي نحن سطرناه.
فالأبطال الذين سطروا الملاحم سلكوا جزءاً من الطريق وعلى الإعلاميين متابعة المسيرة بكل الأدوات بالتلفزيونات والإذاعات والسينما الروائية والتوثيقية، والبرامج لنواجه التطبيع الذي لا مستقبل له، ونحن كأجزاء من محور المقاومة سننتصر بالحرب الإعلامية على العدو. وهذا يتطلب تضافر الجهود برفض كل ما يعزز التطبيع وإنتاج مواد وإنتاجات رافضة للتطبيع، وإثارة حالة مساءلة مجتمعية في مواجهة أية ممارسة تطبيعية، وإبراز الكم الجماهيري الرافض التطبيع، وإظهار دور الناشطين والمثقفين والإعلاميين في مواجهة التطبيع، ومقاطعة أي نشاط في الدول المطبعة مع إسرائيل، وأن نتخذ قراراً جماعياً ضد أية وسيلة إعلامية تحاول التطبيع بأي شكل من الأشكال.
مدلول الصورة البصرية
وكانت الصورة البصرية وأهميتها وتأثيرها ومدلولها في هذا العصر المنطلق الذي بدأ منه رئيس اتحاد الصحفيين في سورية موسى عبد النور، فاللوغو والمصطلح والشعار والعنوان عناصر مهمة في مواجهتنا التطبيع، وقال إن المال الصهيوني يتحكم بأغلب المحطات العالمية، وقرابة 85% وأكثر من المحطات العربية يتحكم بها المال الخليجي، وحاولوا السيطرة على الأغنية لما لها من دور، وكذلك على الدراما والبرامج الحوارية المستوردة بنسخة عربية ليجذبوا المشاهد ويمرروا هذه الأفكار إلى مجتمعاتنا.
وتساءل عبد النور: كيف نواجه هذه السياسات الإعلامية وقد أصبحت الدراما العربية المشتركة رهن المنتج بموضوعات اجتماعية بعيدة عن مجتمعاتنا أو غير مناسبة في وقتنا الراهن؟
حنظلة والطفل الفلسطيني
الفاصل بالندوة كان إلقاء الشاعرة والإعلامية هيلانة عطا الله قصيدة بعنوان “ما عاد طفلاً حنظلة” على لسان الطفل حنظلة الذي رسمه الفنان الفلسطيني العالمي ناجي العلي وأصبح رمزاً للطفل الفلسطيني المشرد الذي تخلى عنه العرب.
وحظيت الندوة بمداخلات كثيرة سياسية وثقافية، تصب جميعها في خطورة التطبيع الذي ينفذ من خلال الفنون والثقافة والرياضة وكل المجالات، وركزت على المساءلة الدولية لواقع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، كما استحضر بعضها تاريخ القائد الخالد حافظ الأسد في العلاقات السورية – الإيرانية.
ملده شويكاني