المهندس عرنوس يتفقد العمل في محطتي توليد الرستين وتصفية مياه بحيرة “16 تشرين”
اللاذقية – مروان حويجة
اطلع رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس والوفد الوزاري المرافق له على سير العمل في محطة توليد الطاقة الكهربائية في الرستين بريف اللاذقية واستمع من الكوادر الإدارية والفنية في الشركات المعنية والمشرفة على تنفيذ المشروع إلى المراحل التي وصل إليها التنفيذ.
ويضم الوفد الوزاري وزراء الإدارة المحلية والبيئة والسياحة والموارد المائية والزراعة والإصلاح الزراعي والكهرباء، بينما يرافق الوفد الحكومي في الجولة محافظ اللاذقية المهندس عامر هلال وأمين فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندس هيثم إسماعيل ورئيس مجلس المحافظة المهندس تيسير حبيب وأمين عام المحافظة ومديرو المؤسسات والجهات العامة المعنية.
وخلال اجتماع عقد في مبنى محطة الرستين مع الكوادر الفنية، أكد المهندس عرنوس ضرورة بذل أقصى الطاقات لإنجاز المحطة وفق البرنامج الزمني المحدّد وتكثيف الجهود وتذليل العقبات لتحقيق المطلوب في سبيل المساهمة بحل مشكلة الكهرباء.
وأشار المهندس عرنوس إلى أن الأعمال الفنية بالمحطة تسير بشكل جيد وأن الشركة المنفذة للمشروع تجيد تنفيذ أعمالها بشكل دقيق معرباً عن الأمل بإنجاز المحطة في الوقت المحدد.
وأشار مدير المؤسسة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية المهندس علي هيفا في تصريح للصحفيين، إلى أن الأعمال في المحطة وصلت إلى المراحل الأخيرة لوضع أول عنفة غازية بالخدمة في كانون الأول من العام الجاري.
وفي تصريح مماثل أوضح مدير المشروع من جانب الشركة الإيرانية المنفذة يد الله كريمان، إلى أن الشركة تعمل على تسليم المحطة وفق الزمن المحدد لها، مشيراً إلى أن الشركة تعهّدت بتشغيل العنفة الغازية الأولى خلال أربعة أشهر.
وزار المهندس عرنوس مشروع محطة تصفية مياه بحيرة سد 16 تشرين، واستوضح من كوادر المشروع عن المراحل التي وصل إليها إيذاناً بوضعه بالخدمة بما ينعكس على دعم الوارد المائي لمدينة اللاذقية وريفها على محور المحطة، وأكد تقديم كل التسهيلات الممكنة لتنفيذ المشروع ووضعه بالخدمة في أسرع وقت ممكن لدعم قطاع المياه في اللاذقية.
وشكلت أضرار العاصفة على المزارعين ومزروعاتهم محطة مهمّة في الجولة الحكومية، حيث عاين رئيس مجلس الوزراء والوفد الحكومي الأضرار الزراعية خلال زيارة إلى عدد من حقول المزارعين وبيوت الزراعات المحمية، وتجوّل في أراضيهم وتحاور معهم حول طبيعة الأضرار وحجمها وتأثيرها في زراعاتهم وإنتاجهم وسبل التخفيف من نتائج العاصفة وآثارها، وتركزت الجولة على محور قرى برج إسلام والشبطلية وبستان الخوري، كما التقى ورشات من شركة الكهرباء التي تواصل أعمالها في هذه المواقع لإعادة الخدمة للمناطق المتضرّرة وإنجاز أعمال الإصلاح والصيانة.
واستمع عرنوس من مدير شركة الكهرباء المهندس جابر عاصي إلى سير أعمال الصيانة واستمرار عمل الورشات على مدار الساعة لإنجاز الأعمال المطلوبة حتى مساء يوم غدٍ الجمعة.
وفي ختام الجولة التفقدية، أوضح رئيس مجلس الوزراء أنّ هذه الزيارة إلى محافظة اللاذقية تأتي للوقوف على الأضرار التي تركتها العاصفة، وقد سبقتها متابعة ميدانية يوم أمس من خمسة وزراء للاطلاع مباشرة على مواقع زراعية وسياحية وكهربائية متضرّرة، وأكد أن اهتمام الحكومة مطلق بالموضوع، وستحاول ضمن الإمكانات المتاحة الوقوف إلى جانبهم وتقديم المساعدة لهم. وعن المشروعات التي شملتها الجولة أوضح المهندس عرنوس أنّه فيما يخص موضوع الكهرباء يتم إنشاء محطة الرستين والعمل يجري فيها بشكل ممتاز ووفق البرامج الزمنية وكما هو مرسوم للمشروع، لافتاً إلى أن وزارة الكهرباء والجهات المعنية العامة في الدولة تقدّم كل الإمكانات والجهود الممكنة، وأكد أن الحكومة تقدّم المؤازرة للشركات المنفذة حيث سيكون المشروع في الخدمة كما هو مقرر له في نهاية العام بما يسهم في تحقيق تأمين مصدر للطاقة، وهو أيضاً ما نسعى لتحقيقه في كل منطقة في سورية، والجهود الكبيرة تبذل لتأمين مصادر للكهرباء والمحروقات.
وقال المهندس عرنوس: استمعنا لمشكلات الفلاحين حول نقص المازوت والكهرباء والمحروقات والسماد، وكل هذه الأمور موضع اهتمام ومتابعة وتأخذها الحكومة على محمل الجدّ وبكل الاهتمام، ونعمل كل ما يمكن لتأمين هذه الاحتياجات في كل أنحاء القطر.
والتقى رئيس مجلس الوزراء في اجتماع ترأسه في مبنى المحافظة فعاليات حزبية ومحلية وتنفيذية ورؤساء مجالس المدن، حيث قدّم عدد من الحضور بعض المطالب حول زيادة مخصصات المحافظة من المحروقات وحصّتها من الكهرباء والإسراع بإنجاز مشفى جبلة الوطني لوضعه في الخدمة وإجراء الصيانة لأجهزة الرنين المغناطيسي في مشافي المحافظة وتقديم إعانة للمحافظة لإكمال مشروعات خدمية ومراقبة نوعية البذار والتثبت من جودتها الإنتاجية، وإنجاز مشروع السكن العمالي وتثبيت العمال الموسميين ودعم المناطق الحرفية والصناعية بالطاقة الكهربائية بالتعرفة المدعومة، ومراقبة أسعار المنتجات وتعويض أصحاب منشآت السياحة الشعبية المتضرّرة.
وأكد المهندس عرنوس الحرص على تقديم كل ما يمكن من احتياجات ضمن الإمكانات المتاحة، جاعلاً الأولوية لشريحة المزارعين الذين تضرّروا من هذه العاصفة، حيث تقوم وزارة الزراعة بمعاينة وتدقيق الأضرار لتكون على طاولة مجلس الوزراء في الاجتماع القادم، كما لفت إلى أنه بالتوازي مع ذلك مكّنت الجولة من مشاهدة الأعمال التي تجري في مجال إعادة تأهيل الأضرار، والجهود الكبيرة التي بذلتها المحافظة بكل كوادرها، ولفت إلى المتابعة الحثيثة للبنى التحتية والمرافق العامة من جميع المؤسسات، وأن أعمال صيانة الشبكة الكهربائية المتضرّرة ستنتهي خلال ثلاثة أيام.
وقال المهندس عرنوس: جميعنا يعلم أننا نعيش ظروفاً قاسية جداً في المشتقات النفطية وصلت إلى مرحلة صعبة خلال الفترة الماضية نتيجة انقطاع التوريدات، إلّا أنها انتظمت اليوم مع الخط الائتماني بشكل سليم وكامل، ولكن الخط الائتماني لا يحلّ المشكلة بشكل كامل لأن احتياجنا أكبر من ذلك بكثير، ويصل إلى ٩ ملايين ليتر، ولذلك لابد من إعادة تفعيل الخط التجاري ودعم هذا التوجّه، وفي مجال الكهرباء وصف الواقع الكهربائي بأنه صعب لأن الطاقة التوليدية لا تتجاوز ١٢٠٠ ميغا بينما كان ٩٥٠٠ ميغا قبل الحرب، وهناك ٣٥٠٠ ميغا جاهزة إلّا أن المشتقات النفطية غير متوفرة.
ولفت إلى أن محطة الرستين لتوليد الكهرباء ستساهم في تحسين الواقع وأن العمل يجري فيها بشكل مريح ووفق البرنامج المخطط للمشروع. وعن واقع المياه أوضح رئيس مجلس الوزراء أن هناك مشكلة في محافظة اللاذقية بمياه الشرب وأن مشروع جرّ سد ١٦ تشرين سيحقق طاقة قدرها ١ متر مكعب في الثانية ويتم إنجازه بوتيرة مطلوبة، وهذا المشروع من شأنه أن يمنح اللاذقية مصدراً ثانياً لمياه الشرب من خلال هذا المشروع، بالإضافة نبع السن ومصادر أخرى، مؤكداً أن مشروع المحطة يتم تنفيذه بالوتيرة المطلوبة ووفق البرنامج الزمني.
وبيّن المهندس عرنوس أن بلدنا رغم كل ما تعرّض له خلال هذه الحرب من دمار وحصار، وكل الظروف وأشكال الاستهداف من أعدائه، لم تتوقف عجلة الاقتصاد فيه، وهذا يدل على قوة هذا الاقتصاد.
وأشار إلى أن احتياجات المزارعين من سماد ومحروقات تلقى كل الاهتمام، حيث يتم توزيع المازوت الزراعي المدعوم والسماد حسب الكميات المتوفرة، وأن محصول القمح له الأولوية ولا يمكن الاستغناء عنه، حيث بلغت الكمية المستلمة حتى تاريخه ٤٢٥ ألف طن على أمل الوصول إلى ٦٠٠ ألف طن مقابل ٣٢٥ ألف طن العام الماضي، وهذا يساعد كثيراً على التخفيف من القطع الأجنبي.
وأوضح أنه في ظل هذه الظروف لا خيار أمامنا سوى زيادة الإنتاج في كل القطاعات الإنتاجية ومضاعفة الجهود بما يسهم في تلبية الاحتياجات من خلال زيادة مصادر الدخل بأشكال متعددة، ولفت إلى أهمية المراسيم التي صدرت لربط العمل بالإنتاج وتحقيق منظومة أداء اقتصادي مرن للتعاطي مع الظروف والفترة القادمة.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الدعم مستمر بشكل مطلق للشريحة المستحقة له، وهذا أمر محسوم ولا نقاش فيه لأن ثوابت الدولة السورية وتوجيهات القيادة تؤكد أن الدعم سيبقى للشريحة المستحقة للمياه والكهرباء والتعليم والطبابة وغيرها.
وقرّر المهندس عرنوس منح ملياري ليرة إلى المحافظة، منها مليار لأعمال الخدمات والصيانة و٥٠٠ مليون لمجلس مدينة اللاذقية و٥٠٠ مليون لمجالس جبلة والقرداحة والحفة لدعم المشروعات الخدمية فيها.
وزير الموارد المائية المهندس تمام رعد بيّن في تصريح للصحفيين، أنّ محطة تصفية المياه مشروع حيوي مهم لدعم مدينة اللاذقية والتجمعات السكنية على المسار بحوالي ٨٦ ألف متر مكعب في اليوم وتتجاوز تكلفتها ١٧٠ مليار ليرة، ونسبة تنفيذ الأعمال ٣٥%، ولفت إلى أنه تمّ توريد قسم لا بأس به من التجهيزات الكهربائية والمائية للمشروع.
وأشار وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف، إلى أولوية عمل مجالس المدن والوحدات الإدارية في الأعمال والمشروعات الخدمية وتأمين الدعم لهذه المشروعات لانعكاسها على التجمعات السكنية.
وزير الكهرباء المهندس غسان الزامل أشار إلى الجهود المكثفة والأعمال الجارية بوتيرة كبيرة لإعادة تأهيل أعطال الشبكة الكهربائية والانتهاء منها خلال يوم الجمعة، مبيّناً الأضرار التي تعرّضت لها الشبكة نتيجة العاصفة.
من جهته، وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني أوضح أن أضرار العاصفة طالت منشآت السياحة الشعبية وعدداً من المنشآت الدولية ومنشآت تتبع للوزارة ويتم جردها ومعاينتها، وهناك لجنة للكشف على الأضرار، مبيّناً أن أغلب المنشآت استمر في عمله وعدداً منها توقف ٢٤ ساعة لاستكمال إجراءات الإصلاح، بينما هناك منشآت قيد التعافي والإقلاع خلال أيام قليلة ومعدودة ونقوم حالياً بتقييم الوضع.
وتحدث الرفيق هيثم إسماعيل أمين فرع اللاذقية للحزب عن تضافر جهود جميع الجهات العامة لإزالة آثار العاصفة بمتابعة حكومية ميدانية وإيلاء قضايا المحافظة كل الاهتمام وتقديم المساعدة للإخوة المزارعين المتضرّرين.
بدوره، محافظ اللاذقية المهندس عامر هلال عرض لأهم الاحتياجات الضرورية التي تدعم واقع المحافظة بما يخص المشتقات النفطية وتقديم الدعم لأعمال الصيانة والمرافق الخدمية العامة وإيلاء الاهتمام لمشفى جبلة الوطني لاستكمال أعمال إنجازه نظراً لأهميته.