اللمسة الأخيرة التي تفتقدها رياضتنا تحبط آمال التتويج
ناصر النجار
المتابع لمشاركاتنا الخارجية الأخيرة يجد أن رياضتنا تفتقد اللمسة الأخيرة، فبعد أن ترفع معنوياتنا الرياضية المنهارة، وبعد أن تزرع الأمل الغائب من جديد، تحدث النكسة والهزيمة التي تعيدنا إلى الوراء، وإلى حزننا الصامت، وهذا ما حدث مع ناشئات السلة، وناشئي كرة القدم، ومع منتخب السلة الأول باللقاء مع البحرين.
الملاحظ أن منتخب الناشئين بكرة القدم لقي دعماً إعلامياً لم يسبق له مثيل، وطال المدح والثناء من رئيس البعثة حتى حامل الكرات، وبعد الخسارة مع الأردن، تغيرت المواقف، وتبيّن أننا نفقد اللمسة الأخيرة في المواقف الصعبة، وكانت هذه اللمسة في الإعداد النفسي قبل أي شيء، وربما هناك أمور أخرى ستظهر قريباً.
وفي ناشئات السلة أيضاً، المدح والإطراء على أشده، ثم تغيرت بعض المواقف بعد الخسارة الأخيرة، لنسمع المعنيين بعد حين يقولون: كنا بحاجة إلى مدير فني؟ وما دام أنكم تدركون ذلك، فلماذا أضعتم البطولة على السلة، وأفقدتم الناشئات اللمسة الأخيرة؟ وباللقاء مع البحرين كان كل شيء أكثر من ممتاز، صالة حضارية، وجمهور متدفق توّاق للفوز، ومدرب أجنبي، ودعم غير محدود من القيادة الرياضية، لكن اللمسة الأخيرة التي ترسم لوحة كاملة مضيئة مشرقة غابت بالخسارة غير المتوقعة، والحق على الطليان!.
في المتوسط ضاعت على رياضتنا ذهبية مضمونة بعد أن حل مجد الدين غزال بالمركز الثاني، ولم تسعفه الإصابة ليحقق رقمه الشخصي الذي تأهل من خلاله إلى بطولة العالم قبل أيام وقدره 226 سم، ولو حققه لنال الذهب براحة تامة لعدم وجود منافسين على هذا الرقم!.
الحق هنا ليس على الغزال الذي فشل بالحفاظ على ذهبية الدورة السابقة ولم يستطع تحقيق رقمه الشخصي، إنما الحق على الإصابة التي تعرّض لها وكانت سبباً بمنعه من التحليق نحو الذهب، أما اللمسة الأخيرة في قضية الغزال فتكمن بضعف الدعم المقدم له، فكما نتابع في كل البطولات التي يشارك بها الغزال نلاحظ أن اللاعبين المنافسين يرافقهم طاقم إداري وفني وطبي، ونجد العناية الكاملة والدعم الضروري، بينما غزالنا مطلوب منه كل المهام الفنية والإدارية وتحصيل الميدالية الذهبية.
ربما الإمكانيات المتاحة هي التي اختصرت الكثير من الدعم على الغزال، وأهمها وجود مدرب أجنبي مطور، لكن بنك المال المفتوح لألعاب أخرى مغلق أمام أبطال قادرين على تحصيل الذهب العالمي، وعلى سبيل المثال ما أنفق على الريشة الطائرة في العامين الماضيين تجاوز مئة ألف دولار، ومع ذلك لم نسمع بأية مشاركة خارجية على أي مستوى لهذه الرياضة، حتى البطولات المحلية غائبة، ولأن وضعها في مهب الريح لم نعد نسمع عنها خبراً، وهذا معروف لكل أبطال اللعبة الذين هجروها كرمى سوء الإدارة، وبفعل سياسة (التطفيش)، ولو وضعت هذه الأموال المهدورة بتصرف الغزال لنال الذهب، وربما نال بطولة العالم.