المغرب يسرع وتيرة التطبيع مع “إسرائيل”: صفقات أسلحة وإقامة مستشفيات واستقدام عمالة بناء وتمريض
الأرض المحتلة – متابعات
وقع المغرب وإسرائيل اتفاقية لتنفيذ مشروع بناء وتجهيز خمسة مستشفيات، بمساهمةٍ ماليةٍ من شركةٍ إسرائيليّةٍ تقدر بنحو خمسة ملايين دولار أمريكيّ، لتضاف هذه الاتفاقية إلى مذكرة تفاهم عسكرية كانت وقعت في 24 تشرين الأول الماضي، الأمر الذي مهد الطريق لمبيعات وتعاون عسكري بين الجانبين اللذين رفعا مستوى علاقاتهما الدبلوماسية العام الماضي.
وكشفت مصادر رفيعة في كيان الاحتلال إنّ أول مرحلة تشمل تشييد 5 مستشفيات مجهزة بـ 1000 سرير، موضحة أنّه خلال زيارة وزيرة الداخليّة الإسرائيليّة، آييليت شاكيد، التي صرّحت بأنّ “الفلسطينيين ثعابين يجِب إبادتهم”، إلى المغرب الأسبوع الفائت، طرحت على مُضيفيها المغاربة طلبا للتعاون بين تل أبيب والرباط يقضي باستجلاب عُمّال مغاربة إلى إسرائيل للعمل في فرع البناء، وأيضا في فرع التمريض، كما وجّهت دعوة للمهندسين المغاربة بالقدوم إلى دولة الاحتلال والعمل في فرع التكنولوجيا المُتطورّة، وذلك في إطار الاتفاقيات الثنائية للتعاون المُشترك المُوقعّة بين إسرائيل والمغرب، على ما قالت المصادر الإسرائيليّة.
وتمّ التوقيع على مذكرة تفاهم عسكرية في الرباط بين المغرب وإسرائيل، وذلك بعد لقاء وزير الأمن الإسرائيليّ، بيني غانتس، مع عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلّف بإدارة الدفاع الوطني، في إطار أول زيارة رسمية يقوم بها وزير أمنٍ إسرائيليٍّ إلى المملكة.
وتشمل الاتفاقية تعاونا في المجالات الأمنية والاستخباراتية، تقضي بعقد صفقات أمنية وبيع معدات أمنية وعسكرية وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة. وقال غانتس في مقطع فيديو نُشر على حسابه على تويتر “هذه خطوة مهمة للغاية وستسمح لنا بتبادل الأفكار والدخول في مشاريع مشتركة وفتح الباب للصادرات الإسرائيلية إلى المغرب”.
وذكر موقع “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي أنَّ وزير الأمن الأسبق عمير بيريتس، وهو من أصولٍ مغربيّةٍ، سيتولى عمليات التسويق التي ستقوم بها شركة “IAI” للصناعات العسكرية في المغرب، وهي المرّة الأولى التي يتولى فيها رئيس مؤسسة تابعة للحكومة الإسرائيليّة عمليات التسويق بنفسه من أجل المساهمة في بناء أهداف جديدة لمستقبل الشركة، كما نقل الموقع عن مصادر سياسيّةٍ عليمةٍ في تل أبيب.
وجاء هذا التطوّر بعد أنْ تحدثت تقارير إسرائيلية عن أنّ المغرب وقَّع مع شركة “IAI” صفقة بقيمة 22 مليون دولار من أجل اقتناء طائراتٍ بدون طيارٍ انتحارية مسيَّرة عن بُعد من نوع “هاروب”، كما أنَّها تأتي في الوقت الذي يُخصِّص فيه المغرب ميزانياتٍ بهدف إنشاء مصنع لهذا النوع من الطائرات على أراضيه بشراكة مع وزارة الأمن الإسرائيليّة.
ورأى مركِز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ بجامعة تل أبيب أنّ”المغرب يُسرّع من وتيرة التطبيع مع إسرائيل بعد حصوله على تأكيداتٍ من واشنطن بسيادته على الصحراء الغربيّة.
كما أعلنت إسرائيل رسميا دعمها للمغرب في قضية الصحراء الغربيّة، وكان وزير خارجيّة إسرائيل، يائير لبيد، عبر خلال زيارته للمغرب في تشرين الأول الماضي عن قلق دولة الاحتلال من التقارب بين إيران والجزائر، ودور الجزائر في شنّ حملةٍ ضدّ قبول إسرائيل في الاتحاد الإفريقيّ، وفق تعبيره.
وقد حذّرت منظمة العدل والتنمية لدراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من شنّ إسرائيل لحرب سيبرانية واسعة تستهدف الجزائر بعد تصريحات لبيد خلال زيارته للمغرب، وأكّد المتحدث الرسمي للمنظمة والباحث السياسي زيدان القنائي في بيان أنّ إسرائيل تعتزم شنّ حربٍ سيبرانية تستهدف الجزائر لمحاولة تدمير البنية التحتية للدولة، وتستهدف إغلاق شبكات الكهرباء والطاقة بالجزائر أوْ استهداف وسائل الإعلام ومحطات التلفزيون، وكذلك شنّ هجماتٍ إسرائيليّةٍ قد تستهدف البنوك الجزائرية والبورصات، على حدّ تعبيره.