نادي الوحدة بلا إدارة.. المستقبل غامض والصراع كبير
ناصر النجار
أخبار غير سارة وأحوال ضبابية يعيشها نادي الوحدة، ولعل سيناريو الموسم الماضي سيتكرر اليوم ليعيش البرتقالي مرحلة مضطربة كما عاشها من قبل، لذلك بات الجميع يسأل: ماذا يراد لنادي الوحدة؟ وهل خراب هذا النادي الكبير والعريق يهون على رياضتنا؟
وبالعودة إلى شريط الذكريات، فإننا نجد أن نادي الوحدة تعرّض الموسم الماضي بالتوقيت ذاته إلى استقالة ستة من أعضاء إدارته، وتُرك النادي وحيداً، وبعد فترة طويلة تم قبول الاستقالات لتتولى اللجنة التنفيذية تسيير أمور النادي، ثم تقرر تشكيل إدارة جديدة قوامها خمسة أعضاء وكأنها لجنة مؤقتة.
الإدارة التي استقال ثلاثة من أعضائها بينهم رئيس النادي أنور عبد الحي قبل أكثر من أسبوع، لا يعرف أحد مصير هذه الاستقالات، لأنه على حد زعم اللجنة التنفيذية بدمشق أن المستقيلين لم يبيّنوا أسباب استقالاتهم، وأن رئيس النادي أغلق هاتفه ولم يتم التواصل معه أو مع غيره لقبول الاستقالات أو رفضها.
الموضوع برمته خاطئ، والبداية الخاطئة تؤدي إلى هذه النتيجة التي ستدمر نادي الوحدة، والخطوات السابقة لم تحل مشكلة الاهتزاز الإداري والمالي في النادي، والمخالفات السابقة لم تنته، وكل القضايا اليوم رهن التفتيش والتدقيق دون أن يحسم أي منها، ولو أن المكتب التنفيذي دعا إلى انتخابات بعد استقالة إدارة ماهر السيد لانتهينا اليوم من مشاكل كثيرة، لكننا وجدنا اليوم أن المشاكل زادت أكثر، والمخالفات أصبحت أكثر اتساعاً.
والإدارة الأخيرة المستقيلة لم تسر بالنادي إلى شواطئ الأمان، ووجدنا أنها لم تكن قادرة على قيادة ناد كبير بحجم نادي الوحدة، فلم نشهد من قبل أن رئيس النادي ينسحب من مباراة، ولم نسمع أن رئيس ناد يتهجم على الفرق المنافسة وجمهورها، والطامة الكبرى أن هذه الإدارة وقّعت عقداً مع إحدى الأكاديميات كان بمنزلة عقد بيع للنادي بثمن بخس، وها هي الأيام أثبتت ذلك، ولنا أن نتصور أن هذه الأكاديمية سافرت بفريق الناشئين إلى بيروت دون إذن أحد، وهي اختارت الفريق ومن تريد من الكوادر وكأن النادي لا علاقة له بفرقه من قريب أو بعيد!
قضية التأخير بمصير نادي الوحدة ليست في مصلحة النادي، وتحتاج إلى الحسم السريع، فالموسم الكروي بات على الأبواب، والأندية اجتهدت في أمور لاعبيها فجددت عقودهم وتعاقدت مع لاعبين جدد، بينما نجد لاعبي الوحدة يتسربون إلى أندية أخرى لعدم وجود إدارة، وهذا يعني أن النادي يسير خبط عشواء نحو الموسم الجديد، وقد يعيد سيناريو الموسم الماضي نفسه إن لم يكن أسوأ.
من خلف الكواليس سمعنا عن صراع كبير حول النادي الذي يملك استثمارات كبيرة، ولديه مطارح واسعة للاستثمار لم تدخل هذا الحيز بعد، ونأمل إن كان صحيحاً هذا الصراع أن يتدخل الاتحاد الرياضي العام بأسرع وقت لحسمه بما يعود على النادي بالفائدة.