جائزة الدولة التقديرية.. الفنان محمد غنوم مكرماً
حصل الفنان الدكتور محمد غنوم على جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون لهذا العام. وقد سبق أن كرّمت الوزارة عدداً من الفنانين التشكيليين السوريين بهذه الجائزة في مجال الفنون، لكن أن تُمنح لأحد أعلام الفن التشكيلي الذي أبدع فناً استقى جمالياته من منابع حضارتنا وقدّم فناً عربياً خالصاً يحمل روح الثقافة العربية، هو فن الخط العربي وتكريم أحد أعلامه مثل الفنان غنوم، فهو تكريم واهتمام واضح من قبل الجهة المانحة بأهمية فن الخط العربي، ودفع لتطوير هذا الاتجاه من الفنون البصرية المشرفة للهوية العربية والإسلامية، وبالتالي تأكيد لسياسة الثقافة التشكيلية السورية المنفتحة على جميع التجارب المبدعة والتركيز على الاتجاهات التشكيلية ذات الخصوصية الحضارية مثل الخط العربي الذي يحتلّ المكانة المرموقة في المنتج الحضاري العربي، والذي بدأ يتقدم نحو مواقع عالمية، وأضحى فناً يُحتفى به في مدونات الأمم المتحدة الذي شهدت أروقتها الثقافية مطلع هذا العام احتفالية يوم الخط العربي كحامل للمعرفة والقيم الثقافية والحضارية، ولأهمية هذا الفن بدأت بعض الدول منذ سنوات طويلة، وسورية كانت السباقة في ذلك، بوضعه موضع الأولويات في خططها الثقافية والتربوية وأنشطتها الفنية المجتمعية، فقد أنشأت المعاهد المتخصّصة لتعليم هذا الفن العظيم الذي يعتبر فن العرب الأول الخالص، وقد رعت وزارة الثقافة المعارض والمهرجانات والمسابقات الخاصة بفن الخط العربي، وقدمت الدعم في هذا الاتجاه، وحصد الفنانون السوريون أهم جوائزها العالمية مما يؤكد حقيقة أن دمشق هي موطن هذا الفن وحاضرة الفنون عبر التاريخ.
حمل الفنان غنوم تجربته إلى عواصم العالم وأقام أكثر من 150 معرضاً فردياً في أوروبا والعالم العربي، وقدّم تجربته الطليعية في الأسلوب الحداثوي للخط العربي “الحروفية” التي أضحت مدرسة تشكيلية لها حضورها في المنتج التشكيلي العالمي، مدعومة بفيض من الدراسات النقدية والتاريخية، بل تجاوزت مفهوم الفن القومي أو الفنون “الشوفينية”، وتلاقت مع فنون الكتابة والرسم والتعبير بالتشكيل والخط من فنون الشرق الأقصى “الصين واليابان”، وتماهت مع متطلبات الفن المعاصر باختلاف أدوات التعبير ومدارسه.
وعن تجربته، قال الراحل فاتح المدرس: محمد غنوم في تجربته الجادة في مجال الفن التشكيلي يقف في مقدمة الفنانين العاملين لأجل الروعة الإبداعية عند العرب، وإن الموسيقى العميقة في عمله الفني حقيقة تجعلنا نقف باحترام أمام هذا الحدث الجمالي الرائع.
يذكر أن محمد غنوم خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق 1976 وحاصل على شهادة دكتوراه في فلسفة علوم الفن من المعهد العالي للفنون الجميلة التابع لأكاديمية العلوم الإوزبكستانية 1992، حاز على جائزة الشراع الذهبي 1981 الكويت، والجائزة الأولى لمهرجان الخط في طهران 1997، والجائزة الأولى في مهرجان الخط والموسيقا في فرنسا 2000، وتمّ تكريمه من قبل وزارة الثقافة السورية عام 2004 .
يعتمد الخط العربي عنصراً أساسياً ضمن لوحته الفنية، يرسم ويلوّن كلمات لوحته بإيقاعات بصرية متناغمة لتشكل لوحات تحمل روح الثقافة الشرقية.
أكسم طلاع