أسواق طرطوس.. جشع تجار وغلاء أسعار و”حماية المستهلك” سيمفونية وتكرار!
طرطوس- دارين حسن
سجلت أسواق طرطوس حركة تسوق ضعيفة بسبب القدرة الشرائية المتدنية وعدم تناسب الأسعار “الملتهبة” مع الرواتب وجشع التّجار الذين يرون المناسبة فرصة لاقتناص ما تبقى من رواتب وأجور المواطنين “المنهكين”، فجميع من يدخل السوق يخرج خالي الوفاض، يتفرج على كافة المعروضات من المنتجات والسلع ولا يتمكّن من اقتناء ولو جزءاً يسيراً منها، ويمرّ من جانب محال المأكولات الجاهزة التي تتنشر رائحتها في المكان كالشاورما والبطاطا المقلية والمعجنات دون أن يتذوقها، فالعين بصيرة واليد قصيرة، والحال لا يسرّ الخاطر، فالغلاء والاحتكار سيدا الموقف في ظل رقابة خجولة بل وعديمة الفعالية في المناسبات وغيرها!!.
الغريب أن وزارة التجارة الداخلية تتحفنا قبل كل مناسبة بإجراءاتها “المكثفة” في ضبط الأسواق وكبح جشع التجار من خلال تصريحاتها “الرنانة” التي تشعر المواطن بوجود من يحميه، لكن جميع تلك التصريحات تذهب هباء الريح و”تموت في أرضها”.
جولة “البعث” على بعض أسواق محافظة طرطوس “الشعبية وغيرها” أكدت لسان حال المواطن الذي عبّر عن امتعاضه من الحال التي وصلت لها الأسعار التي لا ترحم وتكوي الجميع بنيرانها المتصاعدة في كل حين ووقت، فلم يعد للفرح مكان ولا للعيد بهجة. التقينا بالسيد هادي يمسك بيد ابنه ذي العشر سنوات بعد أن جالا في الأسواق دون أن يشتري له شيئاً، قائلاً: أنا موظف وأعيش على راتبي الذي يتبخر في أول عشرة أيام من الشهر، كيف سأشتري لابني قطعة وسعر بوط الرياضة الولادي ٤٠ ألف ليرة، والكنزة القطن (نوع ثانٍ) يقارب الثلاثين ألف ليرة، والشورت يبدأ بـ٣٣ ألف ليرة، فاكتفيت بشراء قطعة بسكويت علها ترضيه. بالمقابل احتارت أم جابر ماذا تشتري لابنتيها، فالمبلغ الذي بحوزتها لا يكفي ثمن بنطال جينز والذي قارب سعره الـ٣٥ ألف ليرة، لذلك حسمت أمرها وتوجّهت إلى محال البالة لتشتري لهما وترضيهما بقطعة لكلّ واحدة منهما ولو كانت مستعملة، وذلك أفضل من حرمانهما، حسب تعبيرها، ولفتت السيدة نجود إلى أن سعر البلوز النسائي يبدأ بـ٣٥ ألف ليرة والحذاء الرجالي بـ٥٥ ألف ليرة، والكل يبيع على هواه دون حسيب أو رقيب، واصفة الأسواق والأسعار “بأسوأ حال”.
بالانتقال لأسعار الحلويات فقد حلقت هي الأخرى، حيث تشهد محال بيعها جموداً بعد أن وصل سعر كيلو المعمول بجوز إلى ٣٠ ألف ليرة، والمعمول بالتمر إلى ٢٥ ألفاً، والبتي فور ٢٤ ألفاً، والأقراص بحليب ٢١ ألفاً، وعزا أصحاب تلك المحال ارتفاع الأسعار إلى غلاء أسعار المواد الداخلة في صناعتها. بالمقابل التقينا في أحد الأسواق بأم علي التي فضّلت شراء الطحين والسميد لصنع حلويات منزلية أقل كلفة من الجاهز رغم الأسعار المرتفعة التي سجلتها تلك المواد، حيث وصل سعر كيلو الطحين إلى ٣٠٠٠ ليرة والسكر إلى ٤٥٠٠ ليرة، والسميد ٤٠٠٠ ليرة، والسمنة ٢٠ ألف ليرة.
ولم تكن أسعار اللحوم بمنأى عن الارتفاع الحاصل، حتى باتت تتدلل على مستهلكيها وتبتعد عن موائدهم التي اشتاقت لها حتى في الأعياد والمناسبات، بعد أن سجل كيلو لحم العجل ٣٥ ألف ليرة، والغنم ٤٠ ألفاً، وقارب سعر الصفيحة “أياً كان نوعها” الألف ليرة، وكيلو الفروج الحي ٨٥٠٠ ليرة، وبرّر التجار ارتفاع الأسعار لارتفاع أجور النقل وغلاء الاشتراك بالأمبيرات الذي وصل إلى ١٣٠ ألف ليرة شهرياً، وبالمقابل حققت أسعار الخضراوات أسعاراً مقبولة، لكن بعض الفواكه سجلت ارتفاعاً، فعلى سبيل المثال وصل سعر كيلو الدراق إلى ٥٠٠٠ ليرة والكرز قارب ٦٠٠٠ ليرة، هذه الأسعار على البسطة فكيف الحال بالمحال؟!.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس بشار شدود أفاد لـ”البعث”: في العيد نكثف دورياتنا، ولدينا دوريات مناوبة خلال العطلة ومتواجدون على الرقم ١١٩ ومن خلال رقم الواتس على صفحة المديرية /٠٩٣٩٤٥٨٥٠٣/ وعلى المواطن تقديم الشكوى دون ذكر اسمه لتعزيز ثقافة الشكوى التي تعالج مباشرة، مبيناً أن أي تقاعس من قبل الدورية تعاقب، وأنا، والكلام لشدود، جاهز لمعالجة أي خلل، وبلغت الضبوط خلال الشهرين المنصرمين /٨٠٠/ ضبط شملت محطات الوقود والأفران بنقص الوزن وسوء التصنيع، والبيع بسعر زائد والامتناع عن البيع، وعدم الإعلان عن الأسعار وعدم حيازة فواتير.