زكزوك الذكي ومسرح التعلّم بالفنّ
حلب – غالية خوجة
ما أجمل أن يجتمع الأطفال في العيد! وما أجمل أن تجمع المسرحيات الأطفال والعيد!
وهذا ما عهدناه في كل عيد من وزارة الثقافة السورية وأنشطتها المتنوعة الموجهة للأطفال، ومنها الأعمال المسرحية المفيدة والممتعة، وهذا ما عكسته حالة الأطفال في المركز الثقافي العربي بالعزيزية وهم يحضرون مسرحية العرائس والدمى “زكزوك الذكي”، فيغنون معها الأغاني المحببة عن الحواس وعن فرشاة الأسنان والمعجون، ويصورون الأغاني وبعض المقاطع.
فما أهم ما تميزت به هذه المسرحية التي قدمتها مديرية الثقافة بالتعاون مع إدارة تجمع مسرح حلب الوطني بقيادة الفنان أحمد مكاراتي؟
يلاحظ المشاهد كيف تم ّ توظيف التعليم بالفن، والتعلّم باللعب والأغاني والمسرح، من خلال التأليف وهو نص منى الأحمد، ومن خلال الإخراج الذي قدمه أحمد مكاراتي المعتمد على فنيات التشويق المستهدف للمعلومة وإيصالها بسهولة ومحبة للأطفال، ومنها حركات الدمى وأصواتها بين زكزوك الذكي، وهو الطفل الذي يبدأ بتلقّي المعلومات عن الحواس ليعرف وظيفة العين والأنف والأذن واللسان والأصابع، من خلال ما يدور بينه وأخته وأمه، لتتركز المعلومات، إضافة إلى ضرورة تعرفه على تنظيف الأسنان كي لا يصاب بآلام الأسنان، وكيف ينتبه لنظافته الشخصية والعامة.
وتبدو المسرحية موجهة للأطفال من 3 سنوات فما فوق، لذلك اجتذبت الأطفال من كافة الأعمار مع عائلاتهم، فاندمج الجميع مع عواملها وعناصرها البسيطة المناسبة من ديكور وإضاءة وموسيقا وأغنيات.
أمّا ما يؤخذ على “زكزوك الذكي” حضور العامية، خصوصاً اللهجة الحلبية، في زمن يستهدف فيه الجميع لغتنا العربية، لذلا، لا بد من تأسيس الجيل الجديد من خلال اللغة العربية الفصحى لأنها الهوية والانتماء، وستكون أقرب إليهم بكل تأكيد، وهذا ما تؤكده تجربة جيلنا والجيل الذي سبقنا.