“مبادئ النقد ونظرية الأدب”.. كتاب جديد للدكتور ممدوح أبو لوي
تناول الدكتور ممدوح أبو لوي في كتابه الجديد الصادر عن اتحاد الكتاب العرب ودار سويد وحمل عنوان “مبادئ النقد ونظرية الأدب” كثيراً من أشياء النقد التي اختلف عليها الأدباء والنقاد، وذهب في بحثه إلى توخي الحذر في منهج الطرح لأن أكثر من تناولوا النقد اختلفوا في بعض المناحي كثيراً أو قليلاً، ولم يقتصر الباحث على العرب مثل ميخائيل نعيمة ومحمد مندور وعبد الرحمن بن خلدون وأحمد أمين وطه حسين والعقاد وغيرهم فتناول تولستوي وأرسطو، وأتى بشكل دقيق بالآراء التي استقر عليها هؤلاء.
وأشار الدكتور ممدوح أبو لوي إلى صفات الناقد الأدبية والتي كان أهمها أن يكون الناقد موهوباً ويمتلك ثقافة واسعة، ولابد من أن يتقن الناقد الجنس الأدبي الذي يتجه إليه، ويمتلك القدرة على إقامة التوازن بين الموضوعية والذاتية مستشهداً بما أتى به الدكتور شوقي ضيق ،كما لابد من أن يمتلك الناقد التواضع ليبتعد عن الادعاء ويتراجع عن الغلط وأن يتقن لغة أجنبية والأكثر أهمية الآن في وقتنا الحالي أن يتقن التعامل مع الحاسوب ويمتلك الأمانة العلمية والقدرة على الاستنتاج. ومما أتى به ما أثاره الدكتور طه حسين في شكه بالأدب الجاهلي وإنكاره لصحة ما جاء به التاريخ، وليس بالضرورة أن يكون طه حسين باعتقاد صحيح لأن طه حسين أيضاً هو في دائرة الشك بتخليه عن الانتماء وعن العروبة والمعطيات كانت كثيرة، التي تشير إلى بطلان شكه سيما أن كل ما تلقاه في الغرب هو ضد منظومة العروبة. وليس ضرورياً أن يكون من كتب هذه المعلقات هو شخص بعينه بل هي كتابات عربية تمتلك الجمال والقدرة على عبور الأزمنة فإن كان قد كتبها امرؤ القيس أو الخلف الأحمر أو المفضل الضبي فهي عربية ولا يمكن لطه حسين وتلاميذه إلى يومنا هذا أن يأتوا بمثلها.
وتفتقد الساحة الثقافية كثيراً من المكونات التي دعا اليها الباحث أبو لوي لأن تطبيق هذه المكونات يعني سلامة الأدب الذي يتابعه نقد بناء ومثقف. وما هو جدير بالوقوف عنده هي الجرأة التي يمتلكها كثيرون في شرف الطرح وتناول الأنقياء والشجعان المقاومين. فتفرد الآن بالكتابة عن الدكتور علي عقلة عرسان وما كتبه في المسرح فذكر مسرحية الفلسطينيات التي كتبت لتصور النكبة والتداعيات التي مرت في فلسطين، وهو أمر ضروري في زمن فقد الشجعان حقهم. وتعرض أبو لوي إلى المدارس الأدبية الإبداعية والإتباعية والرمزية والواقعية.. والواقعية الاشتراكية، وكان للمسرح أهمية كبيرة في بحثه إلى جانب الرواية فأتى برواية النص والكلاب للكاتب نجيب محفوظ والطوق والأسورة ليحيى الطاهر عبد الله وصخرة الجولان لعلي عقلة عرسان.
يعتبر الكتاب من أهم الكتب التي شملت دراسات كثيرة موضوعية في كل أجناس الأدب وأشكاله بشكل منطقي ويبتعد عن الانحياز إلى أي أديب أو باحث أو كاتب.
محمد خالد الخضر