هذه ماما في كل المخلوقات
أولاً وقبل كل شيء، تستيقظ صباحاً قبل الجميع، وعلى الفور تبدأ بالعمل لكي تؤمن الفطور، وكل ما يحبه كل من أولادها وزوجها، فهي تحفظ ماذا يحب كل منهم، فيذهب هذا إلى مدرسته ويذهب ذاك إلى عمله، أما هي فتذهب إلى متابعة عملها في منزلها لتأمين نظافة المنزل، وكل ما يلزم لوجبة الغداء للجميع، وخاصة ماذا يحب كل منهم، وماذا لا يحب، أو لا يرغب كل منهم. وهكذا فإن هذا يوصلنا إلى أن المرأة أكثر حرصاً وعدالة ومحبة وإخلاصاً في كل ما تعمل، فإذا كانت تحمل الشهادات العليا وكثيرات من النساء يحملن هذه الشهادات، وإذا كانت لديها خدمة في عمل رسمي لأكثر من عشرين سنة وربما لثلاثين سنة، وهي تعمل في هذا المجال، فلماذا لا تصبح وزيرة وحسب اختصاصها وهذا يعني ويؤكد أن المرأة يجب أن تكون مسؤولة وفي كل مجالات العمل في بلادها، خذوا أمثلة مما هو موجود في كثير من دول العالم، فحتى بإمكانها أن تكون وزيرة للدفاع أو للداخلية، وما الذي يمنع أن تكون كذلك وهي كذلك؟!. فإذا كانت الوزارات – كمثال – ثلاثين وزارة، فلماذا لا يكون للمرأة في كل هذه الوزارات نحو ثماني وزارت إلى اثنتي عشرة وزارة؟!.
والأهم هنا أن نعرف ما تفعله ماما في كل المخلوقات الأخرى، ولنبدأ بالحديث عن العصفورة فإن هذه العصفورة الصغيرة حين تشعر بأنها ستصبح أماً، تبدأ بالبحث عن العيدان الصغيرة وتجمعها لتبني عشاً صغيراً على غصن ثابت وقوي وبعيد عن الأنظار، لكي تستقبل أبناءها في هذا العش، وبعد ذلك تبدأ بالبحث عن الطعام لهم فتأتي بالطعام في فمها وتمضغه جيداً ثم تبدأ تطعم صغارها، وبعد أن تطعمهم تذهب وتملأ فمها ماء، ثم تأتي وتسقيهم الماء من فمها وبكل محبة وحرص وعناية، وتستمر في ذلك الإطعام والسقاية لأطفالها الصغار حتى يكبرون ويبدأون بالتعلم على الطيران وتحت إشرافها وتوجيهها وحرصها الشديد حتى يستيقظ صغارها أن يطيروا، ولن ينسى العصفور الصغير عشه وأمه على الإطلاق، وهكذا بدأنا نعرف ماذا تفعل الأم في كل المخلوقات الأخرى من النمل حتى الفيل، وهكذا تكون النصيحة اليوم: حبذا لو نتعلم ونقتدي بأخلاق ماما في كل المخلوقات ودائماً وباستمرار.
أكرم شريم