دراساتصحيفة البعث

التسليح الأمريكي إناء ينضح بمحتواه

عائدة أسعد

على الرغم من أنها دبّرت الصراع بين روسيا وأوكرانيا، لا تزال لدى الولايات المتحدة الجرأة على التباهي بمشاركتها في العديد من الحوارات التفاعلية المتعلقة بوضع حقوق الإنسان في أوكرانيا. ومع الفوضى التي تجتاح أفغانستان بعد أن سحبت إدارة بايدن الجيش الأمريكي من البلاد، لا تخجل الولايات المتحدة من قولها إنها منزعجة من انتهاكات حقوق الإنسان في أفغانستان ونسبها لحركة طالبان!.

لو كانت الولايات المتحدة مهتمة حقاً بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان، لما غزت البلاد على حساب آلاف الأرواح، ولم تكن لترسّخ نظامها الدمية هناك، ولم يكن لتبتعد عنها ببساطة بعد أن وجدت أن تجربتها فاشلة، ولم تكن لترفض إعادة أصول الدولة الأفغانية التي كانت تملكها والبالغة 7 مليارات دولار، وخاصة بعد أن كانت البلاد بأمسّ الحاجة إلى الأموال لأغراض إنسانية بعد أن ضربها زلزال مدمر. بالإضافة إلى ذلك،لا يزال لدى الولايات المتحدة الجرأة لإدراج إدانة أوضاع حقوق الإنسان في الصين كأحد إنجازاتها في جلسة هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة على الرغم من عدم وجود أسباب للقيام بذلك.

لقد بات العالم على يقين أن تسليح حقوق الإنسان هو جزء من استراتيجية إدارة بايدن للصين، لكن مهما كانت الأوضاع، فإن الولايات المتحدة لم تفعل شيئاً سوى الإضرار بأوضاع حقوق الإنسان، وكما اعترف مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض جون بولتون لوسائل الإعلام بالقول: “لدى الولايات المتحدة سجل حافل في الانقلابات الهندسية في دول أجنبية، لكن يجب على الولايات المتحدة أن تعلم أن محاولة القيام بذلك في الصين غير مجدية”.