أنشطة تثقيفية متنوعة في المخيمات الشبيبية
حلب – غالية خوجة
تتفتّح عقول الأجيال الشابة مع الأنشطة التثقيفية التوعوية الفنية المختلفة المنطلقة مع المخيمات الصيفية الشبيبية التربوية، والتي تندرج ضمن خطة منظمة اتحاد شبيبة الثورة وبرنامجها التنفيذي بالتعاون مع مديرية التربية، من أجل تنمية مهارات الشباب وبناء شخصياتهم واكتشاف مواهبهم وصقلها من خلال ما يقدمه المختصون في كافة المجالات، ومنها الرسم، الكتابة، الموسيقا والرقص الفلكلوري، التنمية البشرية، البيئة، الرياضة، الإعلام.
توزعت الفعاليات في عدة مراكز منها علي درويش، عز الدين القسام، شبيبة الثورة، الثانوية الصناعية، مصطفى كدرو، عران- ريف الباب، وصالة معاوية بالجميلية التي تجوّلت فيها “البعث” لتستطلع لكم الأجواء.
حال دخولي، كان الصبايا والشباب يستعدون لتشكيل حلقة من أجل ممارسة مواهبهم في الدبكة، وبعيداً عن الباحة، تماماً، في الطابق الأعلى توزّعت الاختصاصات والمجالات على القاعات الصفية، والتقينا هناك بالكاتبة التشكيلية ناديا سعيّد، فسألناها عن العلاقة بين البيئة والرسم؟.
فأجابت: الهدف من المعرض البيئي الذي سيُقام في آخر يوم من أيام المخيم هو إيصال المفهوم العلمي للبيئة وأقسامها، ولكلّ طالب الحرية في التعبير عن القسم الذي سيحقق له حلمه بلوحة جميلة، متطرقة إلى تعريف الذكاء وأنواعه، ومنها الذكاء المجرد، والاجتماعي، والإبداعي، وكيف يظهر في مجالات عديدة منها الرسم، فتفاعلوا مقتنعين أن الفنون هي الغذاء الروحي للإنسان.
وتابعت: لقد سألتهم في البداية: ماذا تعرفون عن البيئة؟ وكانت إجاباتهم مختصرة على التربة والشجر والهواء، أي البيئة الطبيعية، لذلك، شرحت لهم مفهوم البيئة علمياً، وعرفتهم بأنه كل ما يضمّ المجال الحيوي المحيط بالإنسان دون استثناء، ويشمل الغلافين الجوي والمائي واليابسة، ثم انتقلت معهم إلى أقسام البيئة وتعريف كل قسم، وأولها البيئة الطبيعية وما تشمله من عناصر، والقسم الثاني البيئة الاجتماعية وهي كلّ ما يضمّ المحيط الداخلي للإنسان من أسرة ومحيط خارجي اجتماعي، والقسم الثالث وهو البيئة البيولوجية وما تتضمنه من موضوع التكاثر بين الكائنات الحية والعامل الوراثي، والقسم الرابع الذي استحدثه الإنسان وهو البيئة الحضارية وتتضمن كل ما عمّره الإنسان وصنعه وزرعه، وما نتج عنه، وضمن هذه الأقسام للطالب اختيار القسم الذي يجده مناسباً له للتعبير فنياً بلوحة.
مفاتيح الثقة
وفي قاعة أخرى، التقينا بالمدرّسة عروبة حريري- دبلوم علم اجتماع، وهي تقدم حصة إرشادية تثقيفية حول اهتمامات الشباب، مثل الصداقة، النجاح، الثقة بالنفس، مهارات التواصل، التعبير عن المشاعر. وعن مشاركتها، قالت: لقد خيّرت الطلاب بين 6 مواضيع، فاختاروا الصداقة، وبدأنا بتوزيع مفاتيح الثقة، وكل مفتاح يتضمن جملة حكيمة، منها: تقبّل الأخطاء والتجارب، التخلّص من جلد الذات وعدم لومها، بل مراجعتها وتطويرها، عدم المبالغة في التوقعات كي نكون واقعيين ولا نصاب بالصدمة، وضرورة اللجوء إلى الاستقلالية والاعتماد على النفس، إضافة إلى التخلّص من الأشخاص السلبيين والأفكار السلبية.
الروح الجماعية
أما كيف يرى الطلاب التفاعل مع هذه المخيمات؟ وهل تساعدهم على تطوير ذواتهم والثقة بها من خلال التعامل والتعلّم؟.. فقد اتفق الشباب والصبايا على أهمية هذه الأنشطة لأنها تضيف المزيد من الوعي والتعرف على الذات والآخرين، وهذا ما عبّر عنه طالب الحادي عشر أحمد حج محمد– مدرسة جرير: تنمّي الروح الجماعية بين الطلاب، كونها مناشط اجتماعية ومعرفية وعلمية وثقافية، وتعرفنا على فئة جميلة من المجتمع، وتجعلنا أكثر وعياً بالوجود والتصرف مع الحياة بطريقة ذكية أكثر.
أتعرف إلى مهارات جديدة
وبدورها، قالت طالبة الحادي عشر هبة جمعة، من مدرسة الفنون النسوية: تعلّمت الكثير من الأشياء في المخيم، ولديّ مهارات أساهم في تنميتها إضافة إلى تعرفي إلى مهارات جديدة وأناس جدد، وأكتب معبّرة عن ذاتي، لأبتعد عن الكآبة، وأجعل نفسي قوية لا تتأثر بالانتقاد، أحبّ الرسم والإعلام والتصوير، لكنني أتمنى أن أكون مهندسة ديكور في المستقبل.