منتخب سلة الرجال ودع كأس آسيا بأسوأ صورة…المسؤولية جماعية والأسباب كثيرة!
البعث الأسبوعية-عماد درويش
جاءت مشاركة منتخبنا الوطني لكرة السلة في كأس آسيا المقامة حالياً في إندونيسيا مخيبة للآمال، حيث تفاءل عشاق اللعبة بإمكانية تغيير الصورة التي ظهر بها في تصفيات كأس العالم، إلا أن ما قدمه المنتخب في الحدث القاري كان دليلاً على أن سلتنا أصابها الوهن ولم تعد قادرة على مقارعة أقوياء آسيا.
وقبل الحديث عن المنتخب ونتائجه في كأس آسيا وتصفيات كأس العالم، لابد من الذكر أن اللعبة متراجعة في مختلف مفاصلها بدءاً من الأندية التي تدعم المنتخبات الوطنية، بالإضافة للاتحادات التي تعاقبت على اللعبة، التي لم تواكب التطور الذي أصاب بقية الدول المجاورة، لذلك علينا أن نمعن النظر بالأسباب التي ادت لهذا التراجع وأهمها عدم وجود مدربين على مستوى عال.
الاهتمام بالقواعد
ومن أسباب تراجع اللعبة عدم الاهتمام بالقواعد ولذلك لم نعد نجد لاعبين على مستوى جيد، وعدم الاهتمام بتدريب القواعد التي هي أساس تطور اللعبة، فأغلب الأندية تسند مهمة تدريب القواعد لمدربين ليسوا على درجة عالية من الكفاءة، في الوقت الذي يجب أن يكون مدربي القواعد هم الأفضل وذوي مستويات عالية، فعدم الاهتمام بالقواعد يعتبر السبب الرئيسي في تراجع السلة السورية، وحتى تتطور اللعبة يجب أن يكون هناك برامج لتطورها ولفترات طويلة، ويجب أن يكون البرنامج شاملاً لعناصره كافة من الناحية الفنية والبدنية والمهارات الأساسية للعبة، فعدم البرمجة الصحيحة لعمل الأندية والفرق واللاعبين سيؤدي حتماً لتراجع اللعبة، وعدم ظهور مواهب جديدة، ويجب أن يكون هناك تخطيط سليم للارتقاء باللعبة، هذا الموضوع بدا بعيداً عن تفكير اتحاد السلة الحالي، والدليل النتائج السلبية التي حققها منتخبنا للناشئين في بطولة غرب آسيا الأخيرة، حيث تذيل ترتيب البطولة دون تحقيق أي انتصار والجميع شاهد عناصر المنتخب، في أسوء نسخة لسلتنا الناشئة.
دعم لا محدود
كافة كوادر السلة أجمعت على أن ما قدم لمنتخب الرجال في ظل الاتحاد الحالي من دعم مادي ولوجستي فاق كل ما قدم لمنتخباتنا الوطنية السابقة، ورغم ذلك فقد خيب منتخبنا الآمال التي عُقدت عليه، وخرج من الباب الخلفي في تصفيات كأس العالم وكأس آسيا ، كما دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأسوأ منتخب يتعرض للهزيمة بالنهائيات الآسيوية على مرّ تاريخ اللعبة، وأكثر منتخب يسجل في سلته ثلاثيات بواقع 27 ثلاثية في مباراة اليابان محطماً الرقم القياسي السابق وهو 25 ثلاثية، فالخسارة أمام اليابان جاءت مذلة لستنا وقبلها الخسارة أمام إيران، والجميع يتحمل المسؤولية بدءاً من اللاعبين ومدرب المنتخب واتحاد السلة والقيادة الرياضية.
خلاف خفي
المشاركة الآسيوية سبقها الكثير من الاضطراب والتخبط فوفق معلومات خاصة لـ”البعث الأسبوعية” فإن القيادة الرياضية كانت مصرة على عدم مشاركتنا بكأس آسيا ، حتى أنها لم تمنح لاعبي منتخبنا بطاقات الطائرة، ولدى معرفة أننا سنعاقب من قبل الاتحادين الدولي والآسيوي بالحرمان وبدفع غرامات مالية كبيرة، تمت الموافقة (على مضض) وبناء عليه سافر لاعبو منتخبنا والكادر الفني على دفعات.
كما أن قضية عدم مشاركة اللاعب الأميركي المجنس أمير جبار هينتون في البطولة لم تكن بسبب حجوزات الطيران بل نتيجة ما قام به اللاعب الذي رمى قميص المنتخب أمام المدرب وإداري المنتخب واللاعبين بعد مباراة إيران في تصفيات المونديال، ولم يتخذ حينها اتحاد اللعبة أي عقوبة في حقه.
الأمر المحزن في هذه المشاركة تمثل باستبعاد المدرب الوطني جورج شكر لأسباب لم يفصح عنها اتحاد السلة، لكن بعض المصادر أكدت أن سبب إبعاد المدرب يعود لسفر أحد أعضاء المكتب الإعلامي بالاتحاد، وأحد أعضاء لجنة الاحتراف بدلاً عن المدرب، للسياحة والسفر أي بمعنى آخر (تنفيعة).
اعتذارات بالجملة
سبق وقلنا أكثر من مرة، أنه إذا ما أردنا لستنا أن تتطور فلا بد من المشاركة بكافة البطولات الخارجية القارية أم العربية وبكافة الفئات، لكي نعرف حدودنا وموقعنا ومدى تطورنا ، لكن الاتحاد الحالي لا يهمه سوى البروظة الإعلامية وعقد المؤتمرات الصحفية الغير مجدية والتي لا تطور اللعبة، وبدلاً من عقد تلك المؤتمرات كان الأفضل للاتحاد المشاركة بالبطولات لا الاعتذار عنها، حيث سبق له أن اعتذر عن المشاركة في بطولة العرب للرجال بعدما ثبت المشاركة بها، كما اعتذر عن المشاركة ببطولة آسيا 3*3، وكأس العرب للشباب تحت 18 سنة.
وكل هذه الاعتذارات جاءت دون مبرر مقنع رغم أن تواجدنا فيها سيعطي نتائج فنية جيدة لمنتخباتنا وسيمنحها جرعة الاحتكاك التي تشتكي دائماً من نقصها.
ضعف التحضير
المدرب المختص أمين خوري أوضح لـ”البعث الأسبوعية” أن أسباب خسارة المنتخب في آسيا يمكن أن تتلخص بضعف التحضير لمثل هذه الاستحقاقات، فيجب أن يتواجد المنتخب مع المدرب المعتمد قبل ستة أشهر كحد أدنى لخلق توليفة وفهم واستيعاب طريقة وأسلوب المدرب.
وبين خوري أن عدم تطوير اللاعب نفسه وعدم مواكبة المهارات الفنية الحديثة في عالم كرة السلة من أسباب تراجع اللعبة، وهذا الموضوع يتطلب خطة تبدأ من اللاعبين بعمر ١٣ سنة وإعدادهم خلال ٥ سنوات.
وأضاف خوري: الأداء الفني كان ضعيفاً وأبرزه ملامحه بطء لاعبينا مقارنة مع سرعة باقي لاعبي الفرق الأخرى الهائلة وبدا ذلك جلياً، وافتقار لاعبينا لبديهيات كرة السلة من تمريرات خاطئة وتسديدات عشوائية، ورميات حرة ضائعة بشكل كبير جداً، وعدم القدرة على الارتداد الدفاعي أو حتى الهجومي، كما أن طرق الدفاع تحتاج لقوة بدنية ورشاقة بالملعب ومنتخبنا يفتقد لها ، وعدم قدرة المدرب خافيير على فرض رؤيته الفنية الأوروبية بمهاراتها العالية على اللاعبين لافتقارهم أساساً لمعطيات لا تنطبق عليهم تلك الرؤية، فكل لاعب يسدد بنمط مختلف عن الآخر ووفق ما اعتاد عليه، وهو بفئات عمرية صغيرة، رغم أن هناك مبادئ واضحة بطريقة التسديد ومنها الياباني أو الإيراني مثلاً، وظهر الفريق بإهداره لرميات حرة أو متوسطة وبعيدة المدى.
مقياس مختلف
واشار خوري إلى أن الفوز على فريق كازاخستان لا يعطي مقياساً ن تحسن في مستوى المنتخب خصوصاً أن الأداء غير ثابت، ومثال على ذلك أن لاعباً يسجل بمباراة كاملة نقطتين فقط وبمباراة كازاخستان ٢٠ نقطة، حيث لابد من مستوى أو معدل متوسط من النقاط يحافظ عليها، إضافة لمشكلة لاعب الارتكاز والمركز رقم ٤ فهو نقطة ضعف مقارنة مع لاعبي ارتكاز البطولة الآخرين، حتى أن فريق كازاخستان خسر مع كل فرق مجموعته، لذلك مع الأسف فريقنا مستواه غير ثابت وغير مطمئن، ولم يكن هناك جدية بالملعب وحماس وحيوية إلا بمباراة كازاخستان، ولو توفق الفريق الكازاخستاني برمياته الثلاثية كان وضع فريقنا صعب خصوصاً مع إهداره للرميات الحرة بكم هائل والتمريرات الخاطئة.