نبض رياضي.. تجربة متوسطية ناجحة ولكن!
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
بحصيلة وافرة من الميداليات عادت رياضتنا من مشاركتها في دورة ألعاب البحر المتوسط التي استضافتها مدينة وهران الجزائرية بمشاركة قياسية من أكثر من 6000 رياضي من 26 دولة، حيث نجح رياضيونا في ألعاب الفروسية والملاكمة ورفع الأثقال وألعاب القوى في حصد 7ميداليات منها أربع ذهبيات.
هذا الكم من الميداليات لم يكن مفاجئاً بل كان المنتظر أن تصعد ألعاب أخرى كالمصارعة والجودو على منصات التتويج لكن عوامل عدة منعت ذلك، وبالعودة للوراء نجد أن رهان القيادة الرياضية قبل سفر البعثة كان على تحقيق ميداليات عدة وبالفعل لم يخيب منتخب الفروسية الآمال، واستطاع الثنائي العالمي معن أسعد ومجد الدين غزال إثبات علو كعبيهما في اختصاصين صعبين (رفع الأثقال، الوثب العالي)، كما حصد الملاكم أحمد غصون ثمرة اجتهاده ليحافظ على ذهبيته المتوسطية للنسخة الثانية على التوالي.
الأكيد أن المشاركة المتوسطية كان النجاح عنوانها العريض، لكن المشكلة هي في تفاصيل هذه المشاركة وتشكيل البعثة ابتداء من كثرة الإداريين ومروراً باختيار الألعاب والمقاييس التي وضعت وانتهاء بغياب أي عنصر أنثوي عن البعثة كلاعبات، ومع هذه التفاصيل يفترض أن نسمع عن جردة حساب لكل اتحادات الألعاب خصوصا تلك التي فضلت أن تتهرب من المشاركة خوفاً من افتضاح سوء تحضيراتها وتقصيرها.
لكن الأمر الأكثر لفتاً للأنظار كان غياب أي وجه جديد عن تحقيق بصمة في المتوسط، فمعن أسعد ومجد الدين غزال وأحمد غصون هم أبطال على مستوى عال منذ سنوات طويلة وسبق لهم تحقيق إنجازات عدة قارياً وعالمياً، ليبرز سؤال مشروع عن حصيلة عمل المكتب التنفيذي خلال سنتين ونصف من عمله وعن سبب عدم وجود استراتيجية واضحة لإعداد أبطال وبطلات في مختلف الرياضات.
وهذه الاستراتيجية ليست تكلفا أو من باب الدعاية والبهرجة بل ضرورة قصوى، في ضوء عدم وجود بديل من الممكن أن يسد الفجوة التي سيتركها اعتزال هؤلاء الأبطال، فمن ينظر بعمق لواقع اتحاداتنا يدرك أن الطفرات التي كان الاعتماد عليها هو السائد لم تعد موجودة وبالتالي لا تبدو المؤشرات المستقبلية مشجعة في هذا الإطار.
تجربة المتوسط كانت نافعة لرياضتنا وكشفت الكثير من الإيجابيات التي يجب أن يبنى عليها خاصة تلك المتعلقة بضرورة دعم الألعاب الفردية، كما أنها قرعت جرس إنذار بأن بعض الاتحادات بحاجة لتغيير في طريقة عملها وفي القائمين عليها أيضاً.