دريكيش .. حركة سياحية خجولة وارتفاع أسعار وغياب رقابة وإهمال خدمي وسياحي!
البعث الِأسبوعية – دارين حسن
عن أي واقع سياحي نتحدث عندما ندرك أن مقوماته بالحد الأدنى غير متوفرة، فارتفاع الأسعار أرخى بظلاله الثقيلة على تفاصيل حياة المواطن، إذ أن المازوت والبنزين غير متوفران إلا بكميات محدودة في الوقت الذي تتواجدان به بكميات جيدة في السوق السوداء وبأسعار مرتفعة، والكهرباء غائبة، والمقدرة الشرائية ضعيفة، كما أن الواقع الخدمي ليس بالمستوى المطلوب، ففي مدينة الدريكيش أجمل المواقع الأثرية والقلاع والمغاور والحصون لكنها مهملة، كما يتأخر ترحيل القمامة في بعض الأحياء، وكورنيش المدينة الذي يعد وجهة السياح والزوار لم تجر له صيانة مع بداية الموسم السياحي، فمقاعده متخربة وجزء منها مكسر، والأرصفة متكسرة في بعض المواقع، في الوقت الذي تغيب فيه عمليات الرش ومكافحة البعوض والبرغش رغم دخولنا فصل الصيف، ما يفاقم انتشار الذباب والبرغش والقوارض والروائح النتنة، إضافة إلى أن صيانة الطرقات التي تمت في الآونة الأخيرة ليست بالمستوى المقبول، كما يرى المواطنون، لأنه سرعان ما تعود للحالة التي كانت عليها وأحيانا للأسوأ٠٠٠٠!
تبدد الفرحة
وأمام ذلك يشهد الواقع السياحي في الدريكيش ضعفا عاما إثر الوجع الذي يعايش يوميات الناس لجهة صعوبة تأمين أدنى مقومات ومستلزمات عطلة الصيف وسط توحش الأسعار وضعف الرقابة التموينية، الأمر الذي يبدد فرحة الناس ويؤجل أحلامهم بقضاء موسم سياحي إلى فصل قادم لعله يكون أجمل وأخف وطأة على النفوس التي سئمت انتظار الفرج ورحمة التجار وهدأة الأسعار، فعلى سبيل المثال وصل كيلو الشاورما إلى سبعين ألف ليرة وسندويشة الفلافل الشعبية قاربت الألفين وخمسمئة ليرة، كما أن سعر وجبة غداء لثلاثة أشخاص في جلسة شعبية يصل إلى أكثر من مئة وخمسين ألف ليرة٠!
فاقمت المعاناة
صاحب أقدم مطاعم المدينة للشواء أكد على ضعف الحركة والإقبال الذي قل بنسبة ٧٥ %، بعد إحجام العديد من المواطنين عن شراء اللحوم لارتفاع أسعارها وعدم تناسبها مع قدرة المواطن الشرائية، ونأي الزائرين عن المطعم والذين كان أغلبهم من مشتى الحلو وباقي المحافظات إثر أزمة البينزين وعدم توفره ما أثر على تنقل الناس، مشيرا إلى صعوبات العمل والتي تتجلى بضعف التغذية الكهربائية وقلة المحروقات مع صعوبة تأمينها وارتفاع أسعارها في السوق السوداء، حيث وصل سعر بيدون المازوت سعة ٢٠ لتر إلى ١٢٠ ألف ليرة، وفي المطعم ثلاث مولدات٠ ولم يتوقع صاحب المطعم ازدياد الحركة الشرائية لأن الراتب أصلا لايوازي الأسعار التي يحددها التموين، مبينا أن سعر الكباب المشوي ٤٠ ألف ليرة وكذلك الشقف.
إهمال متعمد
يرى المواطنون أن الدريكيش تعاني من عدم استثمار لرؤوس الأموال في الجانب السياحي، وعدم إيلاء المواقع الأثرية التي تزخر بها المنطقة الاهتمام والرعاية اللازمان، ففي المنطقة أجمل المغاور وأحلى القلاع والحصون كمغارة بيت الوادي وقلعة بيت الشيخ ديب ومغارة السواح والعاصيات، وقلعة حصن سليمان٠٠٠ وبرأي أستاذ التاريخ إبراهيم وسوف فإن الحركة السياحية في الدريكيش خجولة ودون المستوى المطلوب، ويعود ذلك إلى التنافس السياحي للمناطق المجاورة والتجارة السياحية ورؤوس الأموال والعروض السياحية المغرية، داعيا إلى تشجيع أصحاب رؤوس الأموال وتسهيل الإجراءات الإدارية، واعتماد السياحة الدينية وتشجيع استثمارها، وتأمين كافة الخدمات والدعاية والاعلان والتغطية الإعلامية٠
نسبة إشغال ١٠٠ %
في الدريكيش فندق وحيد نسبة إشغاله في المناسبات والأعياد تصل إلى ١٠٠% وفقاً لكلام المستثمر، الذي لفت إلى استقطاب الفندق ل ٧٢ ألف شخص العام الماضي، مبيناً أن لدى الفندق قدرة على تخديم ألفي شخص يومياً، وأن أكثر المرتادين له من حلب فدمشق، كما أن لأهل أرواد زيارة كل يوم جمعة للفندق الذي يتوسط غابة صنوبر والمصنف بسوية ثلاث نجوم.
الأسعار حسب التصنيف
ومع ارتفاع الأسعار الحاصل إذ يصل أجار ليلة في غرفة مزدوجة بالفندق إلى ٦٣ ألف ليرة، كما أن أجار غرفة بثلاث أسرة ٧٩ ألف ليرة، وأجار السويتات الكبيرة غرفتين وصالون/ ١٣٠ /ألف ليرة، ويصل سعر كل من وجبة الغداء أوالعشاء إلى ٤٥ ألف ليرة، في حين تتراوح وجبة الإفطار بين ٧٥٠٠_ ١٣ ألف ليرة.
وعزا المستثمر ارتفاع الأسعار إلى عدم استقرار أسعار السلع والمواد التي يتم شراؤها
صعوبات العمل
وعرض المستثمر الصعوبات التي يعاني منها الفندق، كباقي منشآت القطر، من حيث عدم توفر المحروقات وإتلاف بعض المواد كاللحوم بسبب سوء التخزين وعدم توفر الكهرباء وانقطاع المازوت أحيانا، ولتنشيط الواقع السياحي اقترح المستثمر زيادة عدد ساعات التغذية الكهربائية للمنشآت السياحية وزيادة عدد الفنادق في المنطقة لتخلق جو منافسة في العمل، وترميم الفنادق القديمة الموجودة بالمنطقة دون تشويه معلمها التاريخي، إضافة إلى تقديم قروض معفية من الضرائب لأصحاب الفنادق خارج الخدمة لتعود.
رقابة وأرقام
وللوقوف على عمل شعبة تموين الدريكيش أفاد رئيس الشعبة علاء الدين غانم أنه يتم متابعة المطاعم الشعبية الغير مصنفة سياحياً من حيث الإعلان عن الأسعار وسحب عينات غذائية، إضافة إلى تلقي الشكاوى، إذ تتم مراقبة المطاعم الشعبية من حيث استخدام الخبز التمويني، وبلغ عدد الضبوط للأشهر الثلاثة الفائتة ١٣ ضبطاً تنوعت بين عدم الإعلان عن الأسعار وعدم تقديم بيان تكلفة ونقص بطاقة المواصفات وتقاضي أجور بدل خدمات زائدة، إذ تم سحب ست عينات مواد غذائية مختلفة تبين أنها مطابقة للمواصفات.