التعاقدات الكروية بدأت … نصف الأندية حددت هدفها في المنافسة على اللقب ونصفها الأخر سيلعب على تفادي الهبوط
البعث الأسبوعية-ناصر النجار
ينشغل الشارع الكروي في هذه الأيام بالتعاقدات الكروية التي تجريها الأندية استعداداً للموسم الكروي الجديد، حيث جهزت بعض الأندية أوراقها بشكل مبكر وخصوصاً تلك التي ستشارك بما تبقى من مباريات كأس الجمهورية لكرة القدم.
اتحاد كرة القدم فتح باب الانتقالات الصيفية على أن تغلق بنهاية الشهر السابع وهو الموعد الأخير للأندية لإجراء التعاقدات، أما بالنسبة للاعبين المحترفين من خارج سورية فستجري عليهم المواعيد نفسها التي تتلاءم مع مواعيد الانتقالات الدولية، مع العلم أن أنديتنا لم تفتح هذا الباب ولم نسمع أن نادياً واحداً بدأ يفكر بموضوع اللاعب الأجنبي حتى الآن على الأقل.
الأندية بدأت تعاقداتها مع المدربين وأغلب الأندية اتجهت إلى تغيير طواقهما الفنية باستثناء نادي الجيش الذي أبقى على مدربه رأفت محمد ونادي الطليعة الذي حافظ على مدربه فراس قاشوش.
فريق الجيش بدأ الموسم بهدوء ويسعى للحفاظ على مجموعة لاعبيه وتعزيزهم بآخرين واستغنى عن بعض اللاعبين الذين عادوا إلى أنديتهم بعد نهاية عقودهم، مسؤولو الكرة بنادي الجيش يسيرون بخطا ثابتة في تهيئة الفريق وقد جددوا الثقة بالمدرب رأفت محمد الذي بدأ استعداده بشكل فعلي.
ومن الأندية التي سارعت إلى إبرام العقود بشكل مبكر كان نادي الفتوة الذي أسند مهمة التدريب إلى ابن النادي ضرار رداوي وتعاقد مع مجموعة جيدة من اللاعبين من أندية مختلفة وأعلن صراحة أنه ينوي المنافسة على اللقب هذا الموسم، ومن خلال متابعة التعاقدات وكيف تسير الأمور في النادي يشعر المراقبون أنه سيكون للفتوة شأن كبير في الموسم الجديد.
على الطرف الآخر نشعر أن نادي أهلي حلب سيدخل الدوري القادم بزخم كبير وقد أعد العدة للمنافسة على اللقب من خلال تعاقدات متميزة وأسند المهمة الفنية إلى المدرب ماهر البحري الذي سيستمر معه موسماً آخر، والملاحظ بتشكيلة الأهلي الجديدة أنها تضم العديد من المواهب الشابة من أبناء النادي وهذا هو الطريق الصحيح نحو إعادة بناء المدرسة الأهلاوية من جديد لتستعيد ألقها وبطولاتها السابقة.
تشرين بطل الدوري اهتز مطلع سوق الانتقالات بسبب الرعاية المالية وغياب الدعم ما جعله يخسر بعض اللاعبين في البداية وما لبث أن استعاد توازنه فعاد إليه الحارس أحمد مدنية وهو مركز ثقل بالفريق وجدد لأغلب لاعبيه إضافة لبعض التعاقدات المحرزة، يبقى تشرين من أكثر الفرق حظوظاً بالمنافسة على اللقب نظراً للحالة الإدارية المستقرة التي يعيش بها النادي، الجديد بالفريق هذا الموسم تعاقده مع المدرب عمار الشمالي قادماً من الوثبة.
فريق الوثبة الذي حل بمركز الوصيف يسعى ليكون بين كوكبة المنافسين على اللقب، الفريق خسر بعض اللاعبين الذين غادروا الفريق وتعاقد مع لاعبين جدد وحافظ على العمود الفقري لفريقه، وعزز صفوفه بعدد لا بأس به من اللاعبين الشباب من أبناء النادي في خطوة اعتبرها رئيس النادي ضرورية لبناء فريق المستقبل من أبناء النادي، التشكيلة الأولية للفريق تشعر أنها قادمة نحو المنافسة، الوثبة سيدربه في الموسم الجديد فراس معسعس.
فريق الطليعة لسان حاله يقول: لا جود إلا بالموجود، وحسب الأخبار الصادرة عن النادي فإن الأحوال المالية لا تساعد على إجراء تعاقدات مهمة لدعم صفوف الفريق، لذلك سيكون الهدف القادم البقاء بالدوري والثبات بمواجهة الشدائد والأزمات المالية، وبناء عليه فإن إدارة النادي ستعتمد بالدرجة الأولى على أبنائها وقد يكون عنوان الفريق في الموسم القادم (المشاركة بمن حضر) ولا شك أن النادي يملك مجموعة جيدة من اللاعبين المواهب الشبان وعلى مبدأ (مكره أخاك لا بطل) سيضطر النادي للاعتماد على أبنائه ومواهبه بعيداً عن الاحتراف الأعوج الذي أكل أخضر أنديتنا ويابسها.
حال حطين ليس بأفضل بكثير من حال الطليعة على صعيد رعاية كرة القدم والداعمين، وتحاول الإدارة تدبر أمورها المالية وإن كان الوضع حتى الآن ليس على ما يرام على الصعيد المالي، وفي المرحلة الأهم تحاول الإدارة الحفاظ على نخبة لاعبيها من التسرب خارج النادي، مع دعم صفوف الفريق بلاعبين مؤثرين والحفاظ على مجموعة المواهب الواعدة التي بدأت الموسم الماضي مع الفريق وأثبتت وجودها وتحتاج إلى المزيد من الرعاية والعناية، هدف الفريق هذا الموسم الابتعاد عن مواقع الخطر بعد أن أنقذته نقطة واحدة من الهبوط في الموسم الماضي، وهو اليوم يسعى نحو الاستقرار الإداري والفني ليتمكن الفريق من السير قدماً نحو الأمام، تعاقد النادي مع المدرب أحمد عزام لكن شهر العسل لم يدم طويلاً بسبب إصرار المدرب على تعيين الطاقم المساعد من فنيين من خارج اللاذقية وهذا أمر لم توافق عليه إدارة النادي نظراً للنفقات المالية الكبيرة التي ستكلفها التعاقدات ليستقر الخيار لاحقا على المدرب مصعب محمد.
الكرامة بدأ يتنفس الصعداء مع صدور قائمة الإدارة الجديدة التي ضمت الكثير من الداعمين، مشكلة نادي الكرامة أنه يرزح تحت الديون الكثيرة التي خلفتها مشاركة الموسم الماضي، لذلك فإن مهمة الإدارة الجديدة خلق توازن في الناحية المادية ما بين تسديد الديون وإجراء صفقات الموسم الجديد، بعض المقربين من إدارة النادي أبدوا تفاؤلهم بالإدارة الجديدة وأغلب الظن أن الإدارة الجديدة ستسعى جهدها للثبات في الموسم القادم بين الكبار والعمل على بناء فريق جيد يلبي طموح جماهير الكرامة، المهم أن تجد الإدارة الجديدة من يساندها كي تتمكن من أداء مهامها على أكمل وجه.
الغموض يكتنف نادي جبلة الذي كما أعلن رئيس النادي أنه وحيداً أمام العاصفة، حتى الآن لا يوجد أي خطوات ملموسة في النادي، والأحوال تسير نحو المزيد من الخوف على ناد يحمل الألقاب والانجازات الكروية، ويخشى إن استمر الحال على هذا المنوال أن يغرد الفريق خارج السرب أو أن يعتمد على مجموعة لاعبيه وشبابه للدخول في زحمة الدوري ومنافساته.
الوافد الجديد إلى الدوري فريق المجد بدأ يعد العدة الأسبوع الماضي للدخول في إعداد الفريق والتعاقد مع اللاعبين، وكانت البداية عبر تعيين الطاقم الإداري والفني للفريق وقد أسندت إدارة النادي مهمة التدريب إلى ابن النادي هشام شربيني، المعلومات عن الأمور المالية ضبابية وحتى الآن لم يتم التصريح عن الكتلة المالية التي سيدخل بها الفريق في الدوري الممتاز، والأخبار الواردة أن النادي يبحث عن عقود الإعارة أكثر من غيرها لتدبر الواقع المالي، وإضافة لذلك فإن بعض المشاكل البسيطة حدثت داخل النادي من خلال بعض الكوادر التي استبعدت ولم تجد لها مكاناً وهذا الأمر وإن كان بسيطاً إلا أنه يُخشى أن يتطور ويصبح ككرة الثلج يوماً ما.
الوافد الثاني إلى الدوري فريق الجزيرة وضعه صعب للغاية والنادي مفلس تماماً وعلى ضوء هذا الواقع الأليم قدمت إدارة النادي استقالتها، والأحوال لا تسر أبداً، من الممكن أن يلعب الفريق في الدوري بلاعبيه الموجودين، لكنه حتماً سيدخل الدوري بلا أي استعداد وسيعتمد على حماس لاعبيه وإخلاصهم بعيداً عن أي كلام يتحدث عن استعداد وجاهزية ومراكز وما يلزم أي فريق لدخول معترك منافسات طويلة، ويخشى المقربون من النادي أن يعيد الفريق قصة مشاركته الأخيرة التي كانت مخيبة للآمال وانتهت بالهبوط بعد نتائج سيئة للغاية.
هذا هو التصور الأولي لفرق الدوري الممتاز، ونلاحظ أن الدوري في صورته هذه ينقسم إلى قسمين، الأول غني يملك الدعم والموارد الكبيرة وسيدخل على خط المنافسة الواسع على لقب الدوري، والثاني فقير سيدخل منافسة شرسة منذ البداية للهروب من شبح الهبوط.
الملاحظة الأهم أن الأندية اليوم اختارت مدربيها براحة وعن قناعة وثقة بهؤلاء المدربين وتركت لهم الباب مفتوحاً لاختيار اللاعبين، لذلك نأمل من إدارات الأندية أن تمنح الفرص الكاملة للمدربين ليكملوا الموسم وألا تتدخل في عملهم وفي كل شاردة وواردة وألا تسعى لإقالتهم مع أول نتيجة سلبية، ومع بقاء حوالي الشهرين على بدء الموسم الجديد فإن ملامح عمل المدربين سيظهر ضمن هذه الفترة والنادي الذي لا يجد أن مدربه مناسباً فليقم بتبديل المدرب قبل بداية الموسم وهو قرار سيكون أكثر ايجابية من تبديله أثناء الموسم.
كل الآمال أن نجد موسماً مستقراً على المستوى الفني على الأقل وألا تعمد إدارات الأندية للتغيير والتبديل دون سبب وجيه أسوة بالدوريات العربية والعالمية، مع العلم أن من أهم صفات الدوري الضعيف عدم استقرار المدربين فيه.