كلما تأخر الوقت ازدادت التكلفة!
حسن النابلسي
مؤشرات خطيرة بدأت باتخاذ منحى تصاعدي، وانهيار أخلاقي أخذ يتبلور في كثير من الزوايا المظلمة، لتطفو على السطح عناوين تلخّص واقع ما نعيشه، من قبيل: “أنا والطوفان من بعدي”، “تدبّر أمرك كيفما شئت”، “الغاية تبرر الوسيلة”، وأضحت هذه العناوين منهجاً يستوجب التدخل والمعالجة والتصويب على كل المستويات!
مظاهر غير مألوفة بتنا نراها يومياً لا تنم عن أخلاقيات مجتمع طالما تغنى بها، ولا ندري إن كانت الحكومة وجهاتها المعنية مدركة، أم لا، لهذا الأمر!
للأسف، لم تشتغل الحكومة الحالية ونظيراتها السابقات على الحيلولة دون الوصول إلى هذه المرحلة، وكانت النتيجة شيوع سياسات الترقيع، وغض الطرف، وتمرير صفقات مشبوهة لتجار من ذوي النفوذ، وتعطل المحاسبة.. إلخ!
وإذا ما حاولنا الخوض قليلاً في الأسباب والمسببات، فسنجد وجود أكثر من سعر صرف، وكذلك أكثر من سعر للمازوت والبنزين، ما أدى بالنهاية إلى استفحال الأسعار وخروجها عن السيطرة، وتركز الثروة بأيدي ثلة من المتمترسين وراء كواليس الاقتصاد، وتحكّمهم بانسياب السلع بأسعار توائم نهمهم للثروة، فضلاً عن تواطؤ بعض المفاصل التنفيذية مع من لديه أعمال مشبوهة!
هذا غيض من فيض أوجه الخلل الراهن دون أن تجتهد الجهات المعنية لاجتثاثه، ومن المتوقع أن يزداد وطأة في ظل التراخي واللامبالاة في التعاطي الجدي معه، علماً أن تكلفة المعالجة حالياً، مهما بلغت، أقل بكثير من معالجتها لاحقاً، ولكن يبدو أن لا حياة لمن تنادي!
من المهم حالياً استنفار كل الكوادر، وتوظيف كل الإمكانيات للتدخل والمعالجة الفورية، فالوقت يمر، وكلما طال التأخر ازدادت فاتورة التكلفة.
hasanla@yahoo.com