كـ “أم العروس”.. اتّحاد الكتّاب يتحضّر لاجتماع الأمانة
دمشق – نجوى صليبه
بالتّوازي مع التّغييرات المعنوية والفكرية والتّنظيمية والاجتماعية لأعضائه، يعمل رئيس اتّحاد الكتّاب العرب الدّكتور محمد الحوراني ومعه المكتب التّنفيذي على “نفض وتعزيل” الاتّحاد من حيث الشّكل أيضاً، فمن يزور الاتّحاد هذه الأيام ستستقبله رائحة الدّهان من بعد، وفور دخوله البناء ستطالعه “كراكيب” لا فائدة منها كانت مخبأة هنا وهناك أو منسية في خزائن المطبخ لحاجة لم تأتِ منذ أربعين عاماً، أمّا ما سيلفت النّظر أكثر فهو أنّ قاعة المحاضرات – التي كثيراً ما قاطع وقع أقدامنا صوت المحاضر وشوّش عليه – تخضع لعملية إعادة تأهيل شاملة قرّرها وبدأ تنفيذها الحوراني منذ فترة قصيرة، مع العلم أنّها كانت ضمن خطّته مذ استلامه رئاسة الاتّحاد، لكن على ما يبدو حان الوقت لذلك، ولاسيّما أنّ الاتّحاد سيستضيف في الخامس والعشرين من هذا الشّهر اجتماع الأمانة العامّة لاتّحاد الأدباء والكتّاب العرب.. يوضّح: لا يمكننا القول لماذا تأخرنا ولماذا بدأنا الآن، يجب أن نكون سعداء بشكل أو بآخر لأنّنا فعلنا ذلك.. يليق باتّحاد الكتّاب أن يكون فيه قاعة للمحاضرات لا تقلّ عن غيرها في المراكز الثّقافية مثلاً.. لقد كانت القاعة بائسة جدّاً، ولا يوجد فيها تجهيزات كافية والآن نشتغل على إعادة تأهيلها لتليق بالفعل الثّقافي والمثقفين الذين يمكن أن يقدّموا فعّالياتهم وأنشطتهم.. مع الأسف عندما نتحدّث عن أي فعل ثقافي يجب أن يكون هناك تجهيزات وبنية تحتية، وهذا ما لم يكن متوافراً في الاتّحاد بالشّكل اللائق، مبيناً: عمر هذه القاعة أربعين عاماً ولم يتمّ صيانتها ولا مرّة!
أيّام قليلة وتكون قاعة المحاضرات جاهزة لاستقبال وفود عربية للمشاركة في الاجتماع الذي توقّف مدّة سنتين بسبب جائحة كوفيد-19 “كورونا”.. يوضّح الحوراني: اجتماع الأمانة العامّة لاتّحاد الأدباء والكتّاب العرب يفترض أن يكون دورياً، لكن بسبب ظروف وباء كورونا تمّ تأجيله ولم يعقد منذ سنتين، واعتذرت دول عن استضافته مع العلم أنّه كان من المفروض أن يكون الاجتماع فيها، فكانت لدينا المبادرة بالتّنسيق مع الأمين العام بأن يعقد الاجتماع هنا في دمشق، وفي الحقيقة معظم الدّول العربية لبّت هذه الدّعوة وهي مستعدة للمشاركة ويتراوح عددها بين العشر والثّلاث عشرة دولة، بينها مصر وعمان وليبيا ولبنان وموريتانيا وفلسطين وتونس والجزائر، وسيحضر أيضاً الأمين العام لاتّحاد الكتّاب العرب الدّكتور علاء عبد الهادي.
ويبيّن الحوراني أهمية استضافة الاجتماع في دمشق في هذه الفترة بالقول: في فترة من الفترات كانت الأمانة العامّة بيد سورية في عام 2005 وقبل ذلك أيضاً، لكن هذا الأمر يتبع للانتخابات الدّورية، لذلك انتقلت الأمانة إلى مصر والإمارات لاحقاً، وعقد فيها أكثر من اجتماع لكن في السّنوات الأخيرة وبسبب ظروف الحرب لم نستضفه سوى مرّة واحدة، وتأتي أهميته -اليوم- من كونه يضمّ أكبر حضور ثقافي من دول عربية.
يرافق الاجتماع مهرجان شعري يشارك فيه عدد من الضّيوف وندوات فكرية وسياسية حول الأدب المقاوم وتعزيز الهوية الوطنية والإرهاب والتّطبيع الثّقافي، يضيف الحوراني: سيكون هناك بيان ختامي وتضامني مع سورية للمطالبة برفع الحصار والوقوف معها ونداء للمنظمات والمجتمع الدولي للمطالبة بوقف العدوان الصّهيوني على سورية، وتأكيد حضور القضية الفلسطينية في وجدان الشّعب العربي عموماً وشعوب المنطقة، كما سيتضّمن البيان رفض التّطبيع بكلّ أشكاله ليس فقط الثّقافي، جميعنا يعلم أنّ هناك حملة ممنهجة من أجل تكريس التّطبيع الثّقافي بعد فشل السّياسي على المستوى الرّسمي، ونعلم أنّ بعض الدّول العربية أقامت علاقات مع الكيان الصّهيوني، لكن هذا الكيان يريد أكثر من ذلك، يريدها علاقات شعبية، ما يجب علينا العمل عليه هو تعزيز الفعل والفكر والأدب المقاوم في مناهجنا وجميع الأجناس الأدبية.
وبحسب الحوراني، قد تكون بعض الوفود في دمشق قبل الاجتماع بأيّام، وذلك حسب حركة الطّيران، وبالسّؤال عن معوّقات استقبال هذا العدد من الضّيوف الذي قد يصل إلى الثّلاثين ضيفاً، يجيب الحوراني: الأمور تسير بشكلٍ جيّد، لكن المشكلة الأساسية مادية، فالاتّحاد لا يتلقّى أي دعم حكومي بل يعتمد على استثماراته، ونحن في هذه الدّورة نشتغل على الاستثمارات وتطويرها، واستحداث مشاريع أخرى جديدة يمكن من خلالها تطوير الفعل الثّقافي وصناعة الكتاب والمشهد عموماً، لدينا معاناة مثلاً في إقامة الوفود وتأمينها وتمويلها لأنّها مكلفة جدّاً وللاتّحاد أولوياته، وعلى الرّغم من كلّ شيء لن نسمح لأي سبب بأن يفشل الاجتماع بل على العكس لن ندّخر جهداً لإنجاحه والفعّاليات المرافقة له.