جنرال فرنسي: روسيا ستنتصر.. وفرنسا ستسقط
هيفاء علي
أكد الجنرال الفرنسي المتقاعد، دومينيك ديلاواردي، إن العملية العسكرية الخاصة التي تخوضها روسيا في أوكرانيا لحماية إقليم دونباس، جارية على قدم وساق مكللة بالنجاح حيث تخوضها بـ 15 ألف جندي، مع السيطرة التامة على الأجواء منذ اليوم الأول. وحتى هذا اليوم لم تصدر أي تعليمات للتعبئة في روسيا ولو جزئياً، فلديها احتياطيات هائلة.
ومن خلال بث مقطع فيديو يشرح فيه خارطة المعارك الجارية في أوكرانيا، لفت الجنرال الفرنسي الى وجود مرحلتين منذ بدء العملية العسكرية: الأولى تبدأ من 24 شباط حتى 19 نيسان، حيث شهدت هجمات متعددة الاتجاهات أجبرت القيادة الأوكرانية لنظام كييف على الاحتفاظ بقوات كبيرة في منطقتي كييف وخاركوف، بينما انتشر الجزء الأكبر من فيلق القتال الأوكراني في مواجهة دونباس. وفي الوقت عينه، سيطرت القوات الروسية على القسم الجنوبي من أوكرانيا، وأنشات ما يعرف بالمصطلحات العسكرية تواصلا واستمرارية برية بين دونباس والقرم، علماً أن هذا الاتصال لم يكن موجوداً قبل العملية العسكرية الروسية، وهو الذي عمل على تسهيل الإمداد اللوجيستي الروسي للجبهة الجنوبية، وجعل الأمر أكثر تعقيداً بالنسبة لـ الغربيين الذين يمدون القوات الأوكرانية عن طريق البحر حيث لم يتبق لهم سوى ميناء أوديسا.
أما المرحلة الثانية، فتبدأ من 19 نيسان حتى 19 تموز الحالي. في هذه المرحلة، تركز القوات الروسية معظم مواردها على استعادة دونباس من سيطرة فيلق القتال الأوكراني، بدأ التقدم بطيئاً، لكنه فعليا ليس بطيئاً، مع الأخذ في الاعتبار أن الأوكرانيين كان لديهم 8 سنوات للاستقرار دفاعياً، والروس ليس لديهم نسبة 3 ضد واحد، وهو أمر مرغوب فيه عند الهجوم. لذلك، أدت المدفعية الروسية دورها على أكمل وجه في مواجهة فيلق القتال الأوكراني، وإلحاق الهزيمة به قبل تقدم جنود التحالف الروسي الجمهوري. ومن المحتمل أن تستمر هذه المرحلة لعدة أسابيع و “يمكن” أن تمتد غرباً مع سيطرة القوات الروسية على أوديسا وخاركوف.
وفيما يتعلق بالحرب الاقتصادية التي شنها الغرب على روسيا بغرض عزل روسيا فقد أخفقت إخفاقاً ذريعاً. صحيح أن روسيا تنفصل بشكل واضح ودائم عن الغرب الأوروبي، لكنها تحظى وتحتفظ بدعم العديد من أصدقائها وحلفائها في دول البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وعملت على تطوير وترسيخ روابطها التجارية مع هذه البلدان الصديقة والكثيرة العدد، كما استبدلت مورديها الغربيين بالتحول إلى دول أكثر صداقة أو عن طريق تطوير منتجاتها الخاصة.
فقد سبق وأن تمكنت روسيا من التغلب على العقوبات الغربية الجائرة المفروضة عليها منذ عام 2014، حيث واجهت العديد من المشكلات، لكنها استطاعت حلها وتذليلها. وها هو مهندس الطيران ورجل الأعمال الروسي، خوسيه ج. جوزيف، يدلي بشهادته عام 2019 بشأن روسيا ويقول: “من المتوقع أن تتفوق روسيا على سجل حصاد الحبوب المطلق في عام 2022، على الرغم من أن قانون العرض والطلب، الذي تأثر بالعقوبات الغربية، سيؤدي إلى انفجار أسعار السوق ويولد صعوبات ومجاعات واضطرابات اجتماعية في العديد من البلدان، ومما لا شك فيه أن روسيا ستعطي الأولوية لإطعام حلفائها وأنصارها التقليديين. أما بالنسبة للغربيين الذين سيعانون من الآثار المرتدة لعقوباتهم الجائرة، فقد يواجهون مشاكل حقيقية قبل نهاية هذا العام 2022 و2032”.
النبأ السار هو أن عام 2022 والحرب في أوكرانيا سيكونان بمثابة نهاية للهيمنة الأمريكية بلا منازع على هذا الكوكب، والنبأ السيئ هو أن فرنسا بقيادة فريقها الحاكم السيء، المخلص والخاضع لقادته في أمريكا وحلف شمال الأطلسي وأوروبا، سوف تسقط، جنباً إلى جنب مع أولئك الذين اختارت اتباعهم بشكل أعمى، على الجانب الخطأ من القصة.
العجلة تدور، وفرنسا لا تتجه نحو العولمة السعيدة التي ما زال مناضلو الجمهورية يحلمون بها، والذين يعدون اليوم بـ “النهضة” قبل نهاية العام، لكن نحو أي نوع من “النهضة” ستتطور فرنسا وتحت أي ظروف ستأخذ “مرحلة” مجراها؟ يختم الجنرال كلامه.