الأدباء والكتّاب العرب: سورية بخير وما زالت قلب العروبة النابض
أمينة عباس
لبى الأدباء والكتّاب العرب الدعوة وكلهم شوق لدمشق عاصمة الياسمين، فتكبدوا عناء الحصار على سورية وأتوا من أماكن بعيدة ليكون اجتماع مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب على أرضها، وليؤكدوا للعالم أن سورية بخير وهي ما زالت البوصلة التي يهتدي بها العرب، وأنها اليوم تحتضن أبناءها من الأدباء والكتّاب العرب والمفكرين كعادتها.
سورية قوية
وعبّر د. علاء الدين عبد الهادي رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب لـ “البعث” عن سعادته بوجوده في دمشق التي نجحت في استضافة 13 اتّحاداً عربياً لتؤكد أن سورية ما زالت قوية واستطاعت بفضل صمودها وثقافة المقاومة الانتصار على كل من حاول أن يمسها بشرّ، مشيراً إلى أن إصرار الاتحاد على الاجتماع على أرض دمشق في هذه المرحلة ما هو إلا أمر شديد الأهمية لتعود إلى سابق عهدها، وكانت أولى الخطوات إقامة هذا الاجتماع والخروج بتوصيات تضع النقاط على الحروف وتؤكد موقف المثقف ومحافظة أعضاء الاتّحاد على ثوابتهم التاريخية وثوابت الضمير الثقافي العربي.
فك الحصار
ورأى مراد السوداني الأمين العام للأدباء الفلسطينيين أن وجود الوفد الفلسطيني تحديداً في دمشق هو فعل الواجب الذي عليهم أن يؤصلوه دائماً ليقولوا أنه لا يمكن إلا أن يكونوا في صف المثقفين المقاومين لتبقى الراية عاليةً في صدّ كل الاستراتيجيات المعادية ومحاولات طي الوعي العربي الفلسطيني الذي لا يمكن أن يمر، وأن حضور الاتحادات في هذه اللحظة الفاصلة من تاريخ الأمة في دمشق ما هو إلا تأكيد على حضور القضية الفلسطينية التي ترفع “لا” كبرى كما ترفع دمشق “لا” لصفقة القرن التي تسعى لتفكيك المنطقة، مبيناً السوداني أن قدوم 13 اتحاداً إلى دمشق هو لفكّ الحصار عن دمشق التي تصدّ وتردّ على كل الذين يريدون النيل من صمود شعبها الذي لم يدافع عن دمشق بل عن الأمة العربية جمعاء.
تحديات وأخطار
وأشار د. أكرم الزعبي رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين إلى أهمية اجتماع المثقفين والكتّاب العرب في دمشق في ظل ظروف ملتهبة على الصعيد الدولي والإقليمي وفي ظل حروب وتشظيات تعاني منها الأمة العربية للتأكيد من قبل الاتحادات المشاركة أن الأمة واحدة بوعيها وثقافتها وتاريخها من خلال مسؤوليتها الثقافية والأخلاقية تجاه ما تواجهه هذه الأمة من تحديات وأخطار جمة عبر العمل على رفع الوعي الثقافي لدى الناس جميعاً للوقوف في وجه كل من يريد بالأمة شراً.
قلب العروبة النابض
ورأى عمر قدور رئيس منظمة الاتحاد القومي للأدباء والكتّاب السودانيين المساعد للأمين العام للأدباء والكتّاب العرب أن هذا الاجتماع يختلف كثيراً عن كل الاجتماعات السابقة للاتحاد العام لأن عقده في دمشق يؤكد أن سورية بخير وما زالت قلب العروبة النابض ومنارة الفكر العربي، ومن حقها على الاتحادات من خلال كتّابها الوقوف إلى جانبها لتحقق ما تسعى إليه وتتمناه.
عاصمة الياسمين
وأوضح الشاعر الليبي جمعة الفاخري أن سورية تنتصر على الإرهاب وتعود إلى حضن الأمة العربية، وأن اتحاد كتّاب ليبيا بما فيه من كتّاب وأدباء حرصوا كبقية الأدباء العرب على المشاركة في كل فعاليات الاجتماع محبة ومؤازرة للشعب السوري الذي برهن على إرادته العظيمة التي لا تتفتت في مقاومة الإرهاب، معبّراً عن سعادته بوجوده في عاصمة الياسمين بين أهلها الطيبين وفي حاراتها، شاكراً حسن الضيافة ومتمنياً للشعب السوري بالمحبة والأمن والسلام.
الثقافة العربية ناقصة دون سورية
ولم يتردد مختار عيسى نائب رئيس النقابة العامة لاتّحاد كتّاب مصر في الإشارة إلى أن الوحدة العربية ووحدة الثقافة هي السبيل لمقاومة كل ثورات التخلف، وهي السبيل الأوحد للانتصار على كل الخيانات التي يمثلها عدد كبير من الزعامات العربية التي تخضع للأميركي والتي لم تستطع أن توقف مقاومة حرّاس الأوطان الذين يملكون في وعيهم وضمائرهم أوطاناً لا يراهَن على فقدها مهما تكالبت واجتمعت عليهم جيوش العالم ومهما حاول تجار السلاح في صورة ثقافة نشر الديمقراطية الكاذبة على وقع الدبابات والقذائف.. من هنا أكد عيسى أن الثقافة العربية تبقى ناقصة دون سورية بحضارتها وتاريخها ومثقفيها، وهذا ما يستقر في عقل وقلب كل الأدباء الشرفاء الذين توافدوا إلى سورية التي اشتاقوا إليها كثيراً.
الحاضنة العربية
وبيّن عبد الغني الجوهر نائب السفير العراقي أن دمشق هي الحاضنة العربية لجميع الثقافات العربية المختلفة والمتنوعة، وستبقى موئلاً للكتّاب والأدباء من جنسيات مختلفة، منوهاً إلى أهمية تكريس دور الكتّاب والأدباء للوقوف في وجه الهجمات الشرسة، وتوحيد العرب وخلق لغة مشتركة بينهم، وهي مهمة نبيلة سعى وتسعى إلى تحقيقها الاتحادات العربية، وما الاجتماع اليوم إلا جزء من مهمته في رفع الحيف عن سورية ومحاربة الإرهاب مهما تنوعت أشكاله وسبله.