انتخاب سورية نائباً للأمين العام لاتحاد الكتّاب والأدباء العرب.. استعادة لدورها الريادي
أمينة عباس
ما كان لاجتماع مجلس الاتّحاد العام للأدباء والكتّاب العرب الذي عُقد على مدار يومين تحت شعار “أدباء من أجل العروبة”، بحضور عددٍ كبيرٍ من الاتّحادات والروابط العربية، أن يكتفي بنجاحه في أن يُعقد في دمشق، إذ توّج أعضاؤه هذا النجاح وبإجماع الأصوات بانتخاب د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتّاب العرب في سورية بمنصب نائب الأمين العام للاتّحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، وذلك خلال الاجتماع الذي عقده مجلس الاتحاد في دمشق يومي 26 و27 تموز.
وقد عبّر الأدباء والكتّاب السوريون عن سعادتهم بهذا الفوز المستحق لسورية، حيث بيّن رئيس فرع دمشق لاتّحاد الكتّاب العرب د. إبراهيم زعرور أن انتخاب سورية ممثلةً باتّحاد الكتّاب العرب نائباً للأمين العام لاتحاد الكتّاب والأدباء العرب تأكيد على دور سورية المحوري في الوطن العربي في مواجهة الغزاة والمحتلين والإرهاب، وهو رسالة لكلّ الذين أرادوا الذهاب بسورية إلى دولة فاشلة من خلال المخطط الشيطاني الذي بدأ في العام ٢٠١١ وما زالت إلى اليوم في قلب الحرب ومواجهة أميركا والكيانين الصهيوني والتركي وكل القوى التي أرادت تفتيتها وتمزيقها على أساس ديني وعرقي وطائفي ومذهبي وسواه. وأكد زعرور أن اختيار سورية هو إقرار من الأشقاء العرب بأنها قلب العروبة النابض، وهي الأساس في محور المقاومة، لأنها حافظت على ثوابتها الوطنية والقوميّة على الرغم من حجم المخطط العدواني عليها، وأن سورية بهذا المعنى لا تدافع عن نفسها وعن أمتها العربية فحسب، إنما تدافع عن البشرية جمعاء في مواجهة الإرهاب العالمي.
دمشق استعادت عافيتها
وكان النجاح الكبير الذي حقّقه اجتماع مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب الذي انعقد في دمشق العروبة، وتوّج بانتخاب سورية لتشغل منصب نائب الأمين العام للاتحاد يعني أولاً برأي د. نزار بريك هنيدي أن دمشق استعادت عافيتها وعادتْ لتستأنف دورها التاريخي في احتضان الثقافة العربية ورعاية المثقفين العرب وتواصل دورها الطليعي الذي ما فتئت تقوم به منذ بدايات مسيرة التنوير والتحديث في الفكر العربي، مع الحفاظ على ثوابت الأمة وحراسة هويتها القومية وتعزيز تفاعلها مع الحضارات والثقافات الإنسانية. وأشار هنيدي إلى أن كلمات الوفود المشاركة، ولاسيما كلمة الأمين العام د. علاء عبد الهادي في افتتاح الاجتماع عبَّرت عن تقدير المفكرين والأدباء العرب في أقطارهم المختلفة للانتصار الكبير الذي حققته سورية في مواجهة قوى الظلام والعدوان الخارجي، ونهوضها شامخة لتقف مع الأشقاء المقاومين العرب في وجه كل محاولات التجزئة والتفتيت، ومناهضة كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، والعمل من أجل حشد كل القوى في سبيل تحقيق الآمال والطموحات العربية واستعادة الحقوق المسلوبة ونشر ثقافة الحق والمحبة والخير والجمال.
الحضور السوري
وأكد د. نذير جعفر أن انتخاب د. محمد الحوراني نائباً للأمين العام لاتحاد الأدباء والكتّاب العرب هو تعزيز لمكانة سورية الثقافية والأدبية والحضارية، وإجماع من الأدباء العرب على أهمية الحضور السوري في المحافل العربية والدولية، وتأكيد على دورها المركزي في صنع القرار الثقافي والسياسي المقاوم والرافض للتطبيع مع العدو الصهيوني الذي ما زال يحتلّ أرضنا ويمارس عدوانه المستمر على وطننا، منوهاً بأن الحوراني يجمع بين حماسة الشباب وحكمة الشيوخ، وهذا بدا واضحاً من خلال متابعة الكتّاب لما أنجزه وما وضعه من خطط طموحة تفعّل المشهد الثقافي والأدبي السوري، مؤكداً أن انتخاب الحوراني سيتيح المزيد من التفاعل الثقافي العربي والحضور المميز لسورية والمشاركة الواسعة في صنع مستقبل يليق بها وبمثقفيها، ويسهم في إعادة إعمارها واستعادة دورها المركزي على المستويات كافةً. كما أشار جعفر إلى أن الاجتماع في سورية اكتسب أهمية في تلاقح الأفكار وتبادل وجهات النظر من خلال الندوات المرافقة ومهرجان الشعر المرافق الذي كان تظاهرة كبيرة في دمشق العروبة، وهي استمرار لدور سورية السابق والمعهود، إذ أكدت الوفود المشاركة أن قلبها كان مع سورية وصمودها، وأن وجودها فيها تأكيد على خط العروبة والمواجهة، وتقدير لشهداء سورية الذين ضحوا بدمائهم.
تجليات انتصار سورية
وأوضح د. نزار بني المرجة أن انتخاب سورية لتولي موقع الأمانة العامة المساعدة للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب ممثلة بـالدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتّاب العرب في سورية يأتي في ختام أعمال واجتماعات المجلس العام للاتحاد وبمشاركة وفود شقيقة من معظم الدول العربية، ليشكل علامة بارزة في استعادة الدور الريادي لسورية في ميدان الأدب والفكر والثقافة، وهذا الفوز برأيه واحد من تجليات انتصار سورية في الحرب التي تخوضها منذ عقد ونيف في مواجهة قوى التكفير والإرهاب والاحتلال، ولتثبت للعرب والعالم أنها كانت وستبقى القلعة المنيعة التي تتحطم عليها مؤامرات أعداء الأمة والوطن والإنسان، وهذا الأمر تجلى برأي د. بني المرجة من خلال الأحاديث والنقاشات مع أعضاء الوفود المشاركة في هذا اللقاء العربي المهمّ في دمشق وعلى أرض سورية الحبيبة وطن العزة والانتصار والكبرياء.
الصواب عينه
وأشار أ. محمد حسن الحفري إلى أن الأغلبية لاحظت تحول مسار الاتحاد جذرياً في السنوات الأخيرة التي تسلّم فيها د. محمد الحوراني رئاسته، وقد أصبح في هذه الفترة خلية نحل تعمل ليلاً نهاراً، وهذا برأي الحفري ناتج عن وعي وتفهم قيادة الاتحاد الجديدة لمهمتها ودورها الثقافي والمجتمعي والحياتي، ونتيجة العقلية المنفتحة التي لا ترفض أي شيء بالمطلق، بل إن كل قضية عنده قابلة للحوار والنقاش والتفكير بجدواها وفائدتها المستقبلية، لذلك كان انتخابه نائباً للأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب هو الصواب عينه لأن لديه الكثير من الأفكار الوقادة والمشاريع التي يمكن أن تطور عمل الاتحاد بشكل عام واتحاد الكتّاب العرب في سورية بشكل خاص، والأهم برأيه أن لديه همّة الشباب العالية والطموحة والإرادة التي تؤمن بتجاوز العقبات والمصاعب بسبب ما يمتلكه من الصبر لتذليل ذلك في سبيل الكتابة والكتاب وعودة الثقافة إلى دورها الحقيقي في سموها ورفعتها.