مجلة البعث الأسبوعية

إنتاج مبّشر لموسم الزيتون هل يسهم بالحد من ارتفاع سعر زيته في ظل الفوضى وغياب المستلزمات ؟

البعث الأسبوعية – لؤي تفاحة

تشير التقديرات الأولية بأن إنتاج محافظة طرطوس من الزيتون للموسم القادم سوف تبلغ أكثر من \527156\ طن بحسب مديرية زراعة المحافظة , وعليه فإن جملة من الإجراءات قامت بها الدوائر المعنية من إرشاد ووقاية وغيرها هدفت لتقديم كافة الإمكانيات للمزارعين على مستوى مناطق زراعة الزيتون والتي تتعلق بتقديم وسائل المبيدات من أجل مكافحة الحشرات والفطور التي يعاني منها  هذا المحصول بما يؤدي لفتك بالموسم  في ظل عجز أو عدم القدرة على تأمين مثل هذه المبيدات نظرا لارتفاع أسعارها بشكل فاضح وحتى ما يحول حولها من شكوك بتدني فعاليتها  بحسب رأي كل من تحدث “للبعث” من مزارعين خبَرتهم الظروف الجوية والمناخية وغيرها وكذلك تعلقهم بهذه الشجرة المباركة مع  حزنهم الكبير لما آلت إليها أوضاع هذه الاشجار ولا سيما المعمرة منها جراء غياب الدعم من أسمدة وغيرها ومع ذلك فما زالت تعطي من خيرها الكثير ..!

 

في بساتين الزيتون

 

خلال جولة “البعث الأسبوعية” في قرية عزيت التي تشتهر بزراعة الزيتون حيث يشكل الزيتون  الموسم الوحيد لسكان القرية  ومن زيتها جاءت تسميتها كما يقول الأجداد.. كما أنه توجد فيها معصرة تعتبر من أقدم معاصر الزيتون في المنطقة بالرغم من تحديثها لمرات بدءا من العصر “عا البارد” وحتى آلية العصر الساخن  بواسطة الطرد المركزي واستخدام الفرازات العصرية . فيقول أبو علي من مزارعي الزيتون ويملك أكثر من \400\ شجرة مثمرة بالزيتون بشتى الأصناف ومنها الدعيبلي والصفراوي والخضرواي حيث  يعتبر  موسم الدعيبلي على أشده هذا الموسم  من كثرة الحملان مقارنة ببقية الأصناف الأخرى سيما وإن الدعيبلي من أصناف المعاومة  بخلاف الصفرواي أو الخضرواي  الذي نادرا ما ” يحرم ” كما يقال وأكد أبو علي بأنه ومع ذلك ورغم هذا الخير الوفير فأن أشجار الزيتون يتم حرمانها من الأسمدة المخصصة من قبل المصرف الزراعي مع غلاء الأسمدة المستجرة من القطاع الخاص حيث يصل سعر الكيس الوحد لأكثر من 125 الف ليرة وهذا يفوق طاقة المزارع بالإضافة لبقية المصاريف ومنها أجور الحراثة والتقليم وليس انتهاء بأجور اليد العاملة وغيرها بالإضافة لصعوبة التسويق وتحكم تجار الزيت بالسعر الذي يفرضونه بغض النظر عن تكلفة المادة أساسا ؟!

رطوبة عالية

بدوره أعتبر أبو سومر بأن الموسم  الحالي يبشر بالخير وكل ما يخشاه المزارع في القرية وهي قريبة من مستوى سطح البحر حيث الرطوبة العالية الأمر الذي يشكل فرصة لوجود الحشرات ومنها ذبابة ثمار الزيتون و عين الطاووس الفتاك حيث يسبب بخسارة فادحة لنا كمزارعين وأشار إلى أنه قام بتعليق المصائد منذ فترة لافتا إلى إن معالجة  هذه الحشرات تحتاج  لتعاون كامل من قبل  الجيران أصحاب البساتين مبينا بالوقت نفسه بأن الأمور تحت السيطرة لجهة حجم الإصابة بالذبابة ولا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة.خلال هذين الشهرين .

 

بدوره شدد المهندس الزراعي سمير قاسم إلى أهمية مكافحة مرض عين الطاووس وكذلك ذبابة الزيتون نظرا لما تسببه هذه الإمراض من مخاطر حقيقية تهدد موسم كامل ولا سيما بالنسبة لأشجار الدعيبلي بسبب  كون الكتلة الشحمية للثمرة  ذات قطر أكبر مقارنة ببقية الاصناف  حيث تجد هذه الحشرات في ثماره  مكانا مناسبة للبيوض التي تزداد بسرعة كبيرة وتضع يرقاتها بكثرة مما  يلحق بالأذى بالموسم لافتا إلى أهمية برنامج الادارة المتكاملة لمكافحة عين الطاووس وتعليق المصائد بالنسبة لحشرة الذبابة وتحديدا مع بدء شهر أيار وتستمر لموسم القطاف مبينا بان الوحدات الارشادية تقوم بتوزيع المواد  الجاذبة مجانا للأخوة المزارعين كما تقوم بتقديم كافة الخدمات الارشادية وغيرها للمزارعين لافتا إلى إن الموسم في مرحلة نضج شبه كاملة ومخاطر تعرضه لبعض الاصابات مرهون بقدرة الحشرات المشار إليها من عين الذبابة وعين الطاووس على التكيف مع الظروف المناخية المستجدة أو الطارئة علما بإن هذه الحشرات لا تستطيع التكيف مع درجة حرارة مرتفعة حيث الحرارة العالية تقضي علي بيوضها   مع أهمية قيام المزارعين بحملات الرش وكذلك تعليق المصائد المتعلقة بمكافحة حشرة الذبابة.

إدارة متكاملة

 

ويؤكد مدير زراعة علي يونس  بأن المساحة البالغة لمكافحة الذبابة حتى تاريخه باستخدام المصائد الجاذبة أكثر من 250 هكتاراً على مستوى المحافظة  علماً أن الموسم الحالي يتميز بالموسم الجيد من الناحية الإنتاجية وحرصاً على مصلحة الفلاحين للوصول إلى إنتاج سليم  ووفير تقوم دائرة الوقاية  في مديرية الزراعة  بمجموعة  من إجراءات الإدارة المتكاملة  لبعض الآفات  التي تصيب أشجار الزيتون  في هذه المرحلة  وخاصة الآفات الرئيسية في محافظتنا مثل ذبابة ثمار الزيتون وعتة الزيتون وما  ينتج عنها من تساقط  الثمار ورداءة نوعية المنتج

 

 استغراب فلاحي

بدوره وأشار رئيس اتحاد فلاحي طرطوس محمد حسين إلى مخاطر عدم توفر الأسمدة للمزارعين للعام الثاني على التوالي  وارتفاع  سعر المادة في الأسواق السوداء مبينا استغرابه عن كيفية توفر المادة في هذه الأسواق وعدم القدرة على توفيرها في المصارف الزراعية !؟.

وقال حسين إن الموسم الحالي جيد ويبشر بالخير سواء لجهة تزويد الأسواق المحلية وتأمينها بالأسعار المناسبة وإمكانية تصديره أو تسويقه من قبل المؤسسات المعنية بما يسهم بتعويض المزارع بعضا من خسائره وتكاليف الإنتاج الباهظة ،مبيناً أن الظروف الجوية التي سادت خلال فصل الشتاء من خلال تساقط الأمطار على امتداد فصل الشتاء والربيع بالإضافة لتوفر عدد كاف من ساعات البرد التي  يحتاجها الزيتون والتي تصل لحوالي 150 ساعة وكذلك ارتفاع حرارة مناسبة جميعها ساهمت  إلى حد كبير بهذه الإنتاجية المتوقعة والمبشرة.

وشدد حسين ضرورة تعاون المزارعين مع الوحدات الإرشادية ودوائر وقاية النبات  من اجل القيام بحملات الرش والمكافحة وغيرها من الإجراءات المطلوبة بما يضمن عدم ضياع هذا الموسم وتعبهم طيلة الموسم مشددا إلى إن غياب جبهات التسويق وعدم التدخل بتحديد سعر متوازن لمادة الزيت سوف يؤثر سلبا على واقع الفلاحين والمستهلكين معاً.

غياب استراتيجية

وبحسب الكثيرين من المزارعين على امتداد ريف المحافظة  فإنه في ظل غياب إستراتجية واضحة المعالم لحماية هذا المحصول وتأمين مستلزمات إنتاجه من أسمدة ومبيدات وكذلك عدم فتح جبهات للتصدير سوف يكون كحال بقية المحاصيل المظلومة من حمضيات وتبغ وغيرها في ظل إصرار الجهات الوصائية على عدم اعتبارها من المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والقطن .

وفي ظل فوضى وفلتان أسعار الزيوت النباتية المستوردة وارتفاعها أسعارها  حيث لسان حال  منتجي زيت الزيتون  يردد جملتهم المعروفة :  إذا زيت “الاونا  المكرر”  أو المهدرّج  والخفيف بهذه الأسعار الكاوية  فلماذا  يبقى سعر زيت الزيتون الأصلي أرخص وعلى حساب تعبنا ورزقنا  ؟؟!