مجلة البعث الأسبوعية

البحث عن مورد مالي معضلة تواجه أغلبية أنديتنا… والحل متأرجح بين الرعاة والشركات!

البعث الأسبوعية – منير الأحمد

إذا كان ممارسو الرياضة من الهواة يستطيعون تحمل تكاليف ممارسة رياضة فردية فإن تنظيم الأنشطة الرياضية يتطلب الكثير من المال لذا جاءت فكرة التسويق في المجال الرياضي ودخول الاستثمار إلى الأندية وتحويلها إلى شركات كما الحال في معظم الدول، لتكون مطلباً ملحاً من كوادر رياضتنا للتخلص من حالة التسول التي سادت هذه الأندية التي أرهقها الاحتراف وضريبته المدفوعة من دون عناية أو دراسة.

رئيس نادي النواعير السابق القاضي عبد الحميد السيد أكد لـ” البعث الأسبوعية” أن الاحتراف يعني المال، ولا يمكن أن نتحدث عن إنشاء منظومة رياضية محترفة إذا لم نوفر لها الدعم المالي السخي لأن الرياضي بمنظومة الاحتراف يتحول من هاوي يمارس الرياضة للترفيه إلى محترف تصبح الرياضة مصدر رزقه الوحيد لذلك وبعد أن تم إقرار نظام الاحتراف للعبتين الشعبيتين ” القدم والسلة” وعدم تحقيق النتائج المرجوة بدأ الحديث على أن نظام الهواية هو الأنسب لرياضتنا، مبيناً أن الاحتراف لم يأت على رياضتنا بالخيبات كما يروج عنه وإنما كان تطبيق الاحتراف بشكل خاطئ فالأندية وجدت نفسها ملزمة بتطبيق نظام الاحتراف في رياضة أساس منظومتها الهواية ، ففي كل دول العالم التي طبقت نظام الاحتراف والذي من خلاله حققت رياضة تلك الدول قفزات نوعية باتت الأندية فيها تدار من قبل منظومات إدارية محترفة تابعة لشركات ومؤسسات رياضية ذات طابع تجاري ربحي أو أنها أندية مملوكة لأشخاص تعمل بنظام البحث عن الربح وهو ما جعل تلك الأندية التي تدار بعقلية محترفة يوزع فيها العمل بين الاشخاص الإداريين بتسميات جديدة مثل “رئيس مجلس إدارة ومدير تنفيذي ومدير تسويق” كما أصبحت تلك الأندية تمتلك ملاعب رئيسية وملاعب تدريبية وصالات وأصبح شعار النادي سلعة تسوق باحترافية ليدر على النادي ريوع خيالية.

وأضاف السيد: أمام واقع احترافنا علينا أن نسأل المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، ماهي الصلاحيات التي منحها لمجالس إدارات الأندية؟ وما هي الهبات والمعونات التي قدمها للأندية؟، كما علينا أن نتساءل كم ناد عندنا يمتلك ملعبه الخاص وصالته الرئيسية ؟،الجواب أن أندية لا تتجاوز عدد الكف اليد الواحدة تمتلك صالات وملاعب خاصة، لذلك ليس من حقنا أن نوجه اللوم للاحتراف والذي ثبت نجاحه في أندية عربية وأفريقية وآسيوية ناهيك عن الأندية الأوروبية الأعرق بتطبيق نظام الاحتراف، وإنما علينا مراجعة تطبيق نظام الاحتراف مع إعطاء الأندية الرياضية شخصية اعتبارية.

من جانبه كشف رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي في حماة عبد الرزاق زيتون أن الاحتراف بحاجة إلى بنية تحتية قوية ومتينة من الملعب والشركات الراعية ومواقع الدعاية والإعلام والترويج لأنه بالأساس هو استثمار وهذا الاستثمار له عوائد اقتصادية وأرباح، لافتًا إلى أن الاحتراف بشكل عام هو بمثابة حمل ثقيل تم اسقاطه على أنديتنا التي بات المطلوب منها تأمين مواقع استثمارية ورعاة دون تجهيز مسبق.

وبيّن زيتون أنه كان من المفروض قبل تطبيق الاحتراف العمل على دراسة الإمكانية الاقتصادية لهكذا موضوع من حيث مقومات الأندية وقدرتها على تبني الاحتراف، ووجود فعاليات قادرة أن تسير بهذا الأمر، وهل هناك مواقع استثمارية وبنية تحتية لهذا الموضوع؟، داعياً إلى ضرورة الوقوف مطولاً عند هذا الموضوع لإن المعاناة كبيرة جداً كون أنديتنا واقعة في صراع ما بين الإمكانيات المحدودة جداً، وما بين متطلبات الألعاب المحترفة وجماهيرها التي تنتظر الكثير وهذا الشيء يجعلها تلجأ إلى حلول ليست مدروسة بشكل علمي فأحياناً يصل النادي لمرحلة التنازل عن القرار الإداري وأيضاً هناك الكثير من الألعاب الغير محترفة تضيع حقوقها كون الداعم لا يريدها فقراراته النافذة أغلبها تكون بعيدة كل البعد عن المؤسسة الرياضية.

وأوضح زيتون أنه في أندية محافظة حماة تم إلغاء فكرة الداعمين حيث طُلب من اللجان المؤقتة التي تم تشكيلها دراسة واقع استثمارات الأندية بحيث نعتمد كمجالس إدارات أندية على استثمارات النادي فقط بما يضمن الرجوع للمؤسسة الرياضية.

من جهته المدير الفني لكرة النواعير اسامة الشامي أكد أن فكرة وجود رعاة أو شركات راعية للأندية قديمة لكنها صعبة التطبيق في ظل احتراف خاطئ، كاشفاً ان أحد أندية حماة يتبع لمعمل الحديد الذي يتوجب عليه دفع أكثر من مائة مليون ليرة شهرياً للنادي دون أن يعود بالفائدة عليه، فما الفائدة من الحاقه بالعمل ليكبده خسائر مادية دون اي نفع؟

وأضاف الشامي: الاحتراف موجود بالاسم فقط فالأندية لا يحق لها أن تحصل على أي عائد مادي من النقل التلفزيوني وايضاً جميع الإعلانات على أرض الملعب لا يحصل منها النادي على ليرة واحدة ، وحتى الإعلانات على قمصان الأندية لا تفي بالغرض، فاحترافنا عشوائي وغير مدروس على الإطلاق، وإلحاق الأندية بالمعامل والشركات لن يفيد ابداً، لذلك يجب العمل على موضوع استثمار ما تملكه الاندية من منشآت بالشكل الصحيح خصوصاً أن بعض الأندية لديها مساحات كبيرة بحاجة لتخطيط استثماري ، فمثلاً نادي النواعير لديه قطعة أرض في أغلى منطقة في حماة لكنها تواجه مشاكل في الملكية والحل موجود بين أيدي القيادة الرياضية .