جامعة الفرات امتحانات هادئة في ظرف استثنائي وكليات بلا كوادر لأول مرة سكن للطالبات.. المسابقة المركزية لا يعول عليها..!
البعث الأسبوعية – وائل حميدي
يستمر طلبة جامعة الفرات بتقديم امتحاناتهم بعدما أنهت رئاسة الجامعة كافة تجهيزاتها لتسير العملية الامتحانية بالشكل الأمثل مع ما ترافق من تحضيرات واهتمام البالغ انعكس ارتياحاً بين الطلبة الذين أشار بعضهم من التقيناهم إلى الجو المثالي خلال ساعات الامتحان بما فيها وسائط النقل من وإلى كليات الجامعة، يتزامن هذا مع خطه عمل خاصة بمباني إنشائية والتي وُضع بعضها في الخدمة وما يزال بعضها الآخر في مراحل مختلفة بحكم الأولوية في ذلك ووفقاً للأهمية وضرورة انجاز هذا المشروع قبل ذاك. “البعث الأسبوعية” التقت مع رئيس جامعة الفرات الدكتور طه حمادي خليفة الذي أشار إلى اجتماعات تحضيرية عديدة تم عقدها سبقت موعد الامتحان ومناقشة كل ما يخص ذلك من قبل اللجان التحضيرية في مجلس الجامعة والذي انتهى بإصدار تعميم واضح يتضمن كل التعليمات الامتحانية التي تخص الطالب والمدرس معاً، وسبق هذا عقد ورشات عمل كثيرة لاستكمال كل النواقص في القاعات الامتحانية بما فيها تأمين المراوح والستائر والمقاعد وما إلى ذلك، وتزامن هذا مع جهود كبيرة بذلها عمداء الكليات لتكون الأسئلة الامتحانية جاهزة قبيل بدء الامتحان ومنها على سبيل المثال الأسئلة الخاصة بكلية الهندسة البتروكيماوية والتي أُنجزت قبل بدء الامتحان وبنسبة 95% تقريباً، وتزامنت هذه الجهود مع تجهيز كافة اللوائح الاسمية ولكافة طلبة الكليات وهذا ساهم إلى حد كبير بهدوء مثالي في سير الامتحانات ومعرفه كل طالب القاعة والمقعد المخصصين له.
20% فقط
ويضيف الخليفة بأن العملية الامتحانية كانت الحقيقة أمام عائق كبير وهو وفرة الكوادر الامتحانية، حيث أن كوادر الكليات لاتحقق نسبه 20% من الأعداد المطلوبة من حاجة الامتحانات، وهذا ما حدا بنا إلى اتخاذ قرار بتكليف كافة موظفي رئاسة الجامعة في أعمال المراقبة وبما لا يخلق خللاً في عمل مكاتب رئاسة الجامعة، وقد انعكس هذا القرار بشكل مباشر في تأمين أعداد المراقبين ومؤازره الكليات بما يلزم منهم، لنطوي بذلك الإجراءات المماثلة السابقة حين كانت الجامعة تلجأ إلى دوائر الدولة لتأمين الكوادر، ومع اليوم الأول للامتحانات قمنا بجولة اطلاعية إلى كافة الكليات وتبين لنا جدوى قرار الاعتماد على كادر مكاتب رئاسة لاسيما مع انخفاض نسبة تقارير المخالفات إلى أكثر من 60% قياساً على نسبتها في الفصل الامتحاني السابق وهذا يعني نجاحنا في زرع ثقافة الالتزام لدى الطلبة.
فرع الحسكة
يقول رئيس الجامعة فيما يخص امتحانات فرع الحسكة فإن الواقع لا يخفى على أحد من حيث الظروف الاستثنائية التي تمر بها محافظة الحسكة. بالتالي فرع الجامعة فيها من حيث تعرض مباني الكليات منذ ثلاثة أشهر للتدمير والتجريد والسرقة، وإفراغ بعض الكليات من مستنداتها وهذا انعكس بالطبع على العملية التدريسية والامتحانية على حد سواء، ورغم كل ذلك وكل تلك الظروف الصعبة استطعنا السير والتغلب على كل الظروف وتقديم كل ما هو مطلوب للفصل الدراسي الثاني من حيث دوام الطلبة وتقديم امتحاناتهم في الطريقة اللائقة وضمن الإمكانات المتاحة.
وسائط نقل متوفرة
تقع كليات جامعه الفرات خارج حدود مدينة دير الزور وهذا ما جعل من مسألة التنقل منها وإليها إحدى الهموم التي سعت رئاسة الجامعة وبالتنسيق مع المعنيين في المحافظة لتذليلها، وفي هذا يقول رئيس الجامعة بإن عدد باصات النقل الداخلي لم يكن يتجاوز الخمس باصات في كامل المحافظة وهذا ما صعّب من عملية الوصول إلى مباني الكلية، والحديث هنا عن الفصل الدراسي الماضي وبناءاً على ذلك وجهنا بتحريك آلياتنا على قلة عددها للمساهمة بتنقل الطلبة خلال ساعة الدوام الصباحي، ومؤخراً تمت زيادة عدد الباصات في المحافظة وقمنا بالتنسيق مع السيد المحافظ الذي وجّه بزيادة عدد الباصات العاملة على خط الجامعة خلال ساعات الذروة، وهذا ساهم إلى حد كبير جداً بتأمين تنقل الطلبة من وإلى الكليات، إضافة إلى التسهيلات التي تم تقديمها لسيارات النقل الخاصة وكل هذا انعكس بشكل ايجابي في تأمين تنقل الطلبة.
لأول مرة
رئيس جامعة الفرات وفي معرض رده عن سكن الطالبات وما تعانيه من مسألة تأمين سكن سواء خلال العام الدراسي أو خلال مده تقديم الامتحانات أشار إلى أنه تم تخصيص الوحدة السكنية الثانية للطالبات وخلال العام الفائت استطعنا تجهيز الطوابق العلوية في الوحدة المذكورة بعقد وصلت قيمته إلى 300 مليون ليرة، وفي خطة هذا العام تم تخصيص 300 مليون أخرى للوحدة السكنية الثانية والتي ستوضع في الخدمة قريباً ليكون سكن طالبات متاحاً ولأول مرة في القريب العاجل جداً، وتزامن هذا الانجاز البنيوي مع تخصيص 25 مليون ليرة لشراء كافه التجهيزات وبالتالي سيكون السكن متاحا للطالبات بالشكل الأمثل من حيث جاهزية البناء في الدورين الأول والثاني، ومن حيث تزويد هذين الدورين بالأثاث المناسب.
مشكلة الكوادر للوحدات
و تظهر مشكلة تأمين الكوادر الإدارية للوحدة السكنية المقرر تخصصها للطالبات، حيث علمنا أن أحد أكبر عوائق وضع الوحدة السكنية في الخدمة هو تأمين الكوادر العاملة فيها وبما لا يقل عن عشره موظفين، وفي هذا يوضح الدكتور طه خليفه أن مشكلة تأمين موظفين وضمن العدد المناسب هو العائق الأكبر حالياً لوضع الوحدة السكنية الخاصة بالطالبات في الخدمة، غير أننا نسعى بكل جهدنا لاستقبال الطالبات في الوحدة المذكورة خلال هذا العام، علماً أن الاستيعاب المبدئي لكل غرفه هو أربع طالبات وبمعدل حوالي 500 طالبة.
لم تؤتِ ثمارها.
وعن مسابقة المعيدين التي أعلنت عنها رئاسة الجامعة بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي لفت الخليفة إلى أن المطلوب في هذه المسابقة عدد كبير من المعيدين كي يتناسب وحاجتها إليهم، ومع ذلك لم يتقدم إلى المسابقة المذكورة سوى ثلاثة وأربعين شخص، واذا كان الشيء بالشيء يذكر فإننا لم نعول كثيرا على المسابقة المركزية التي جرت مؤخراً رغم الإشكالية التي نعاني منها في أعداد كوادرنا الإدارية حيث ما زالت الجامعة على ملاك عام 2006 وهو سنه أحداثه، وبناء عليه فإن أولى وأكبر معاناتنا هي نقص الكوادر، علماً أننا تقدمنا بأكثر من مراسلة بهذا الشان ومع ما أحدثته وزاره التنمية الإدارية من آلية جديدة وتوصيف جديد للوظائف كان نصيب الجامعة منها قليل جداً، حتى أن عدد المتقدمين على قلتهم لم يتقدموا للمسابقة لينتهي الأمر بأن نصيب جامعة الفرات من المسابقة المركزية بالكامل أقل من 20 موظفاً رغم أن حاجتنا حوالي 300 موظفاً، وللعلم كان لدينا بعض الموظفين تحت مسمى عقود تقدموا إِلى المسابقة المركزية للتعيين في جهات حكومية أخرى وهؤلاء أيضاً سنفقدهم، وربما سيخلقون خللاً إضافياً على مسألة تأمين الكوادر الإدارية اللازمة للجامعة.
متى تُفتتح كلية الطب ؟
يؤكد الدكتور طه الخليفة أنه ومع بداية الأزمة توقفت الكليات الطبيه نظراً لتغير الظروف التي كانت تسمح باستمرار افتتاحها قبل الحرب، وبناء عليه تمت استضافة طلبتها لدى الجامعات الحكوميه الأخرى وحسب رغبة الطالب ذاته ولكنه بقي من حيث القيود تابعاً لجامعة الفرات، مع الإشارة إلى النقص الكبير في الكوادر الطبيه لمشافي محافظة دير الزور وبالتالي فإن مسألهة عوده افتتاح الكليات الطبية ما زال عسيراً للغاية رغم أنها باتت ضرورة مُلحه جداً، لكن الواقع الحالي وبكل صراحة لا يسمح نظراً لشبه استحالة تأمين أعضاء هيئه تدريسية في الكليات الطبية، ويعود السبب بحسب رأيه هو افتتاح الجامعات الخاصة التي تمكنت في أجورها العالية الممنوحة للكوادر الاختصاصية من استقطابهم واغرائهم، وهؤلاء وجدوا في الجامعات الخاصة مكاناً ملائما أكثر من الجامعات الحكومية قياساً على الأجور فيها، وهنا باتت الجامعات الخاصة عبئاً واضحاً على الجامعات الحكومية، ولا بد من إيجاد الحل، وبدورنا كرئيس في جامعة الفرات ومن خلال مسابقة المعيدين الحالية تم تخصيص مقاعد الكليات الطبية وعددها 13 مقعد لكن للأسف الشديد لم يتجاوز عدد المتقدمين خمسه فقط.
نقص في الآليات
تعاني جامعة الفرات من نقص شديد في أعداد الآليات التابعة لها، فبعد أن وصلت إلى 117 آلية قبل الحرب انخفضت إلى 11 آلية وكشف الدكتور طه خليفة أن عمداء كافة الكليات في جامعة الفرات غير مخصصين بآلية أسوة بباقي الجامعات، وخلال زيارة السيد رئيس مجلس الوزراء الأخيرة لمحافظة دير الزور قمنا بطرح هذه المشكلة أمامه، وبدوره قام بتزويدنا بأربع آليات من الجامعات الأخرى، وهي آليات بمستوى فني جيد،
خطة بالكامل
مدير التخطيط والتعاون الدولي في جامعة الفرات ماجد العاني وفي معرض سؤالنا عن المباني الجديدة أو التي أُعيد تأهيلها أو تجهيزها أشار إلى أن نسبة انجاز خطة العام الجاري تجاوزت 40%، ومن المؤكد سيتم تنفيذ كامل الخطة قبيل او نهاية العام الجاري، وبحسب العاني فإن المشاريع البنائية المقررة للجامعة تندرج ضمن أولويات الأهمية والحاجة لها، وأهمها المدينة الجامعية أو السكن الطلابي، وبناء كلية العلوم الجديد وذلك من موازنة إعادة الأعمار التي تم تخصيصها للوحدات السكنية، ويشير مدير التخطيط إلى البدء بمشروع أتمتة العمل الجامعي بالتزامن مع إقرار مشروع مخبر لكلية الهندسة الميكانيكية، وهذه المشاريع ستصبح في الخدمة مع نهاية العام الجاري إضافة لمشروع اتمام التجهيزات المخبرية لزوم كلية الهندسة المدنية، ومثله أيضاً لكلية الهندسة الزراعية، ومن المقرر انجاز مشروع خدمة الطالب وهو مشروع أشبه بالنافذة الواحدة لتقديم كافة الخدمات والبيانات الخاصة بالطلبة، وهذا المشروع على وشك الانتهاء بعد دخوله في المرحلة الرابعة والأخيرة وبكلفه 50 مليون ليرة، وقد تقرر إنشائه ضمن بناء
مجمع كلية الآداب.
مدير الشؤون الهندسية في جامعة الفرات المهندس محمود العبد الله تحدث عن واقع المشاريع البنائية والإنشائية مذكراً بواقع الحال في كافة الكليات بعد فك الحصار عن مدينه دير الزور نهاية عام 2017، وبأن كافة الكليات قد خرجت عن الخدمة باستثناء مبنيين هما مبنى كلية الزراعة الذي كان وضعه الإنشائي جيد ومبنى كلية الآداب التي تعرضت للسرقة والتجريد، وبدمار نسبي في إحدى زواياها ونسبه 75%، وبناء عليه تم رصد الميزانيات لعودة العمل وإقلاع كافة الكليات المتضررة سواء من موازنة إعادة الاعمار أو الميزانيتين الاستثمارية والجارية لعام 2018، حيث تم وضع خطة لبدء العمل في جامعه الفرات بدءاً من العقد الخاص بالقسم المتضرر من كلية الآداب وبمبلغ قدره 190 مليون ليرة، إضافة لتخصيص مبلغ 40 مليون لتأهيل كل من كلية الزراعة والوحدة السكنية الأولى، كما تم تخصيص مبلغ 20 مليون لتأسيس 11 مكتب لعمداء الكليات وبمثل هذا المبلغ لاستكمال أثاث مكاتب شؤون الطلاب، أما في عام 2019 فقد اتجهت الميزانية نحو دعم مبنى كلية العلوم الذي تعرض للسرقة بشكل كامل، ولكون المبلغ اللازم لعودة البناء إلى ما كان عليه هو مبلغ كبير جداً فقد تم تقسيم العمل إلى ثلاثة مراحل بدءاً من تأهيل الكتلة الغربية بمبلغ 210 مليون ليرة بما فيها البنى التحتية للمخابر والمكاتب الادارية بشكل كامل، ومن ثم توجهنا لتأهيل البنى التحتية للسكن الجامعي الخاص بالوحدتين الأولى والثانية وبكلفه وصلت إلى 300 مليون ليرة، وبهذا أصبحت المباني شبه جاهزة وقادره على استيعاب الطلبة، ويأتي هذا بالتزامل مع احداث مجموعة من المخابر العلمية ومنها على سبيل المثال نواة مخبر الفيزياء والكيمياء وعلم الحياة والجيولوجيا في كلية العلوم، إضافة لاستكمال تأهيل الوحدة السكنية الثانية، كما أنفقنا مبلغ 45 مليون لتأسيس الوحدة السكنية الأولى واستكملنا تأثيث 146 غرفة وباستيعاب أربعة طلاب في كل غرفة، ومع بداية عام 2021 تم رصد مبلغ 300 مليون ليره لإتمام العمل في الوحدة السكنية الثانية في الأدوار العلوية ليشهد عام 2022 استكمال كافة الأعمال التي شملت الأدوار الأرضية في الوحدة السكنية الثانية، علماً أن المبلغ المرصود لتأسيس الوحدة المذكورة وصل إلى 250 مليون ليرة سورية.
مليار ونصف
يذكر أخيراً وفي إطار الحديث عن الموازنات الاستثمارية الخاصة بجامعة الفرات فأن الميزانية الاستثمارية لعام 21 بلغت مليار و600 مليون ليرة سورية، تم تنفيذ عدة مشاريع أهمها المخابر والأثاث ومركز خدمه الطالب وتجهيزات مخبريه في بعض الكليات.