زاخاروفا: جولة بيلوسي الآسيوية “مغامرة عسكرية وسياسية خطيرة”
البعث- وكالات:
يتخبّط الساسة الأمريكيون في محاولاتهم المحمومة لصرف انتباه المواطنين الأمريكيين عن الواقع المزري الذي بدؤوا يعيشونه على خلفية سياسات الحكومة الأمريكية الفاشلة في الداخل والخارج، فالتضخم الذي بلغ مستوى غير مسبوق في الولايات المتحدة الأمريكية، مضافاً إليه غلاء أسعار الغذاء والوقود وارتفاع معدلات البطالة والفقر، وانتشار الجريمة المنظمة والعنف وفوضى السلاح، كل ذلك بدأ يقضّ مضاجع المشرّعين الأمريكيين الذين يحاولون الهروب من الأسباب الحقيقية التي أفضت إلى هذه المشكلات من خلال صناعة أزمات جديدة يوجّهون من خلالها الرأي العام الأمريكي في اتجاه آخر، وذلك لأنه لا يستطيع أحد إيجاد تفسير للتركيز الأمريكي الحالي على تايوان، وبالتالي فتح مشكلة جديدة مع الصين على غرار ما فعلوه مع روسيا، غير أن الإدارة الأمريكية تتخبّط في محاولة إخفاء فشل سياساتها الداخلية والخارجية عبر صناعة أزمة جديدة تكون حسب تفسيرها مخرجاً لها من أزمتها الحالية.
وفي محاولة لمقاربة ذلك، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا جولة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي المقررة إلى عدد من الدول الآسيوية بأنها “مغامرة عسكرية وسياسية خطيرة”.
وكتبت زاخاروفا عبر تلغرام: “أودّ أن أصف رحلات بيلوسي بالمغامرة العسكرية والسياسية الخطيرة، ومن ناحية أخرى هي رحلات بين المنام والواقع”، في إشارة إلى احتمال زيارة بيلوسي لتايوان رغم تحذيرات الصين.
وأضافت زاخاروفا: “كل ما يحدث في السياسة الأمريكية غير ملائم وسوريالي”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان أكد، أنه ستكون هناك إجراءات مضادة حازمة ضد الولايات المتحدة إذا ما تحدّت الخط الأحمر للصين، وأنه على الجانب الأمريكي تحمّل جميع العواقب الناجمة عن الزيارة المحتملة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان.
من جهة ثانية، قال ماثيو كرونيغ الأستاذ بجامعة جورج تاون في واشنطن: إن رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي ارتكبت خطأ بالكشف مسبقاً عن احتمال قيامها بزيارة لتايوان.
وفي مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي”، وافق كرونيغ على أن ما يدور حول رحلة بيلوسي المحتملة إلى تايوان “أزمة لا داعي لها”، لكنه أضاف: “الكونغرس ليس هو من يلقى اللوم عليه. إنها مسؤولية الصين. لا يقرّر الحزب الشيوعي الصيني إلى أين يمكن للأمريكيين أن يسافروا”.
واعتبر الخبير أنه “كان من الخطأ أن تنشر بيلوسي خططها على الملأ. كان ينبغي لها أن تظهر (في تايوان) فجأة، مثلما فعل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في زيارته المفاجئة إلى كييف”.
وأشار كرونيغ إلى أن بيلوسي وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يمكنهما التراجع، لأن ذلك سيعني الخضوع لإرادة بكين.
وقال: “سيكون ذلك علامة على الضعف وسيعطي إشارة إلى الحزب الشيوعي الصيني بشكل أساسي أن لديه حق النقض على جداول سفر المسؤولين الأمريكيين”.
واعتبر الخبير أنه يجب على واشنطن التمسك بسياسة “صين واحدة”، لكن في الوقت نفسه عليها الانتقال من “الغموض الاستراتيجي” إلى “الوضوح الاستراتيجي”، بمعنى إبلاغ الجيش الصيني بشكل صريح أن البنتاغون سيدافع عن تايوان إذا تعرّضت للهجوم”، مضيفاً: من حيث المبدأ، هذا الموقف لا يتعارض مع سياسة “صين واحدة”.
وذهبت بيلوسي في جولة آسيوية، ستزور خلالها اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة. وأفادت تقارير بأنها تنوي زيارة تايوان أيضاً، لكن بيلوسي نفسها رفضت التعليق على هذه المعلومات، متعللة بمتطلبات أمنية.
وحذّر الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الأمريكي جو بايدن في مكالمة هاتفية الخميس من “التدخل الخارجي” في تعامل بكين مع الجزيرة التي تعدّها الصين جزءاً من أراضيها.
وتقول الصين: إن تايوان ليس لها الحق في إقامة علاقات خارجية. وترى زيارات المسؤولين الأمريكيين على أنها تشجيع للجزيرة لجعل استقلالها الفعلي منذ عقود أمراً رسمياً.
وحذرت الدفاع الصينية واشنطن هذا الأسبوع من السماح لبيلوسي، التي تعادل بايدن في رتبته حيث ترأس أحد الفروع الثلاثة للحكومة، من زيارة تايوان. وقال متحدّث باسم جيش التحرير الشعبي: إن جيش التحرير الشعبي سيتخذ “إجراءات قوية” غير محدّدة لوقف النشاط المؤيد للاستقلال.
وقام الجيش الصيني بنقل أعداد متزايدة من الطائرات المقاتلة والقاذفات بالقرب من تايوان وأطلق في الماضي صواريخ على ممرات الشحن إلى الجزيرة.