وزير الإعلام: الدراما لم تعد مجرد سلعة بل تحوّلت إلى سلاح
أمينة عباس
بيّن وزيرُ الإعلام د.بطرس الحلاق في افتتاح ورشة “الدراما السورية.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية” والتي بدأت فعالياتها صباح اليوم في فندق الشام أن وزارة الإعلام دعت لإقامة هذه الورشة بالتعاون مع لجنة صناعة السينما والتلفزيون لأن الدراما برأيه لم تعد اليوم مجرد سلعة بل تحوّلت إلى سلاح استُخدم ويُستخدم وسيُستخدم ضدنا، والورشة برأيه فرصة سانحة لإحراز تقدُّم على هذا الصعيد بشرط وجود خطاب عقلاني وواقعي.. من هنا طرح الحلاق مجموعة من النقاط التي رأى أنه يمكن التوسع بها خلال النقاش في الجلسات للوصول من خلالها إلى حل، ومن أهمها أن الدولة تعرّضت لشتى أنواع الحروب، وأن أخطر أنواع هذه الحروب حرب الوعي التي إذا خسرناها فسنفقد الانتماء والهوية.. من هنا فإن حرّاس الرأي والفكر والثقافة هم جنود في هذه الحرب التي أكد الحلاق أننا سنربحها لأننا نمتلك الحضارة والفكر والتاريخ والتجارب والصمود، مشيراً كذلك إلى ما استُخدم في السنوات السابقة من أساليب في الدراما تعمل على تهديم الدولة إما لأهداف سياسية أو ربحيّة، وأن الإرهاب لم يعد يُمارَس بشكله التقليدي، واليوم نعيش إرهاب الفكر والإعلام الذي يستهدف الشخصية من الداخل، معتبراً أن الدراما هي إحدى أشكال الخطاب الإعلامي وهي أكبر تأثيراً من أي خبر أو نشرة أخبار لأن الجميع في لحظة يتوحّد مع المشهد الدرامي، ولأن هناك شريحة من الرأي العام تعتبر الدراما حقيقة، في الوقت الذي تنظر إليها الأجيال الصغيرة على أنها واقع ليكون الخطر الأكبر المحدق بالدراما، الثالوث الخطير الذي تبنته الدراما (خطاب الكراهية، تعميم السلبيات، تزييف الحقائق) وختم وزير الإعلام كلمته بالتأكيد على أن الدراما صناعة، لكنها تحتاج إلى بيئة صحيحة ووجود طرق لجذب المستثمر لهذه الصناعة، وهذه ليست مسؤولية حكومية فقط بل مسؤولية الجميع، والورشة خطوة أولى في هذا المجال، متمنياً النجاح للورشة التي لا يراها كافية لإعطاء كل الحلول، وإنما هي خطوة أولى يجب أن تعقبها جلسات عمل للوصول إلى آلية للعمل الدرامي ولتصبح صناعة.
تصحيح مسيرة الدراما السورية
كما أشار علي عنيز رئيس مجلس لجنة صناعة السينما والتلفزيون في كلمته إلى أن الورشة ما هي إلا استكمال لما وضعه الرواد في مناقشة صنّاع الدراما وما هو متاح للمهنة والسبيل للارتقاء بهذه الصناعة الثقيلة والبحث في أسباب تدهورها، والإجابة على العديد من الأسئلة مثل: هل هناك مؤامرة على درامانا أم أن سياسة الاستسهال والتنازلات هي سبب هذا التدهور؟ وهل لبّى الموسم الدرامي عطش المتلقي إلى الدراما العائلية؟ أسئلة كثيرة يجب أن تُطرح في هذه الورشة للوصول إلى إجابات تكون البداية لإيجاد حلول لإيصال الدراما إلى مكانتها الصحيحة التي تليق برسالتها.. من هنا حان الوقت برأيه لتصحيح مسيرة الدراما السورية.
صناعة الدراما بين التعثر والنهوض
حضر افتتاح فعالية الورشة وزيرة الثقافة د.لبانة مشوح ورئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان أ.سمر سباعي ومعاونو وزراء ومديرون عامون لمؤسسات إعلامية وأعضاء مجلس الشعب، وعُقِدت جلستان، الأولى بعنوان “صناعة الدراما بين التعثر والنهوض” بإدارة أ.علي عنيز وتضمنّت ورقتي عمل، الأولى “صناع الدراما” قدمها أمين سر لجنة صناعة السينما والتلفزيون أ.أحمد رضا الحلبي، والثانية بعنوان “العلاقات التفاعلية والإشكالية بين الجهات المسؤولة عن صناعة الدراما في سورية” قدّمها نقيب الفنانين أ.محسن غازي، والجلسة الثانية بعنوان “العقبات التي تواجه الدراما الوطنية” بإدارة عضو مجلس إدارة لجنة صناعة السينما والتلفزيون أ.ديانا جبور، وتضمنت ورقتَي عمل، الأولى “النص الدرامي صناعة ثقيلة ومؤثرة في العقل الجمعي” قدمها السيناريست خلدون قتلان، والثانية “العقبات التي تواجه الفنيين العاملين في مجال الدراما” قدمها رئيس جمعية فنيي الدراما أ.محمد المصري وتتابع صباح الاثنين عقد جلساتها، حيثُ تعقد الجلسة الأولى بإدارة د.أكرم القش، وتضمّ ورقتَي عمل، الأولى بعنوان “دور القطاع العام في صناعة الدراما الوطنية” يقدّمها المدير العام للمؤسسة العامة للإنتاج والإذاعي والتلفزيوني أ.أحمد الخضر، وورقة العمل الثانية بعنوان “المشروطيّة الاجتماعية للدراما التلفزيونية السورية” تقدمها د.نهلة عيسى، في حين تعقد الجلسة الثانية بإدارة د.كريم أبو حلاوة، وستضم ورقتَي عمل أيضاً، الأولى بعنوان “العلاقة بين المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبين التأثيرات المحتملة للدراما على الهوية الثقافية ومصلحة الدولة العليا” ويقدّمها د.عماد فوزي شعيبي، والثانية بعنوان “الرسائل والقيم التي يفترض أن تعكسها الدراما في إطار ترسيخ الهوية الوطنية” ويقدّمها أ. سعد القاسم، تليها جلسة التوصيات.