المهندس عرنوس: الدراما صناعة مشتركة بين القطاعين العام والخاص
دمشق – أمينة عباس:
حرص رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس على حضور فعاليات اليوم الثاني من ورشة “الدراما السوريّة.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية” برفقة وزير المالية د.كنان ياغي.
وبيّن في بداية لقائه بالمشاركين صباح اليوم الإثنين في الورشة أنه من دواعي سروره أن يلتقي مع المسؤولين والمعنيين بواحد من أهم قطاعات التنمية البشرية في البلد وهو قطاع الإعلام، وعلى وجه التحديد قطاع الدراما لما له من دور حيوي في إدارة الحملة المفروضة على سورية، مبيّناً أن ظروفَ وبيئة العمل في السنوات الأخيرة لم تكن مثلى للعطاء والإبداع، وأن الحكومة تقدّر هذا الظرف الصعب، مؤكداً أنها لن تألو جهداً في تقديم الدعم الممكن للعاملين في الدراما لضمان ريادتها واستمراريتها وتميّزها على المستوى الإقليمي، ومشيراً إلى أن الدولة السورية اهتمّت بصناعة الدراما إدراكاً منها لأهمية هذا النشاط الفكري بأبعاده الاجتماعية والثقافية والوطنية، وإذا كانت الدراما صناعة فإن لكل صناعة مقومات نجاح ورواجٍ لا بدّ من رعايتها وحمايتها وتقديم الدعم اللازم لها، ولعل أهم عنصر برأيه من عناصر ومدخلات هذه الصناعة هو رأس المال البشري الذي يمثل ثروة وطنية كبيرة تحرص الحكومة على استثمارها وإطلاق طاقاتها القائمة والكامنة، معرباً عن ثقته بأن النجاح سيكون باهراً، وإن كان الطريق لا يزال طويلاً وشاقاً للوصول معاً إلى مبتغانا في صناعة الدراما، وموضحاً أن ثمة صعوباتٍ تعتري العمل الإعلامي بشكل عام والدراما بشكل خاص، آملاً أن تكون ورشة العمل هذه فرصة حقيقية لمواكبة هذه الصناعة وتحديد أهم الصعوبات التي تعاني منها وتقديم مقترحاتٍ لتجاوزها بشكل موضوعي وعملي وفق خطة عمل واضحة وشفافة، فصناعة الدراما برأيه مسؤولية مشتركة بين القطاعين العام والخاص، حيث لا بد من التشاركية الحقيقية بين كل الأطراف المعنية بها بعيداً عن أي حسابات ضيّقة تكون سبباً في عرقلة تعافي ونمو هذه الصناعة، مبيّناً أن الإنتاج الدرامي لا يجب أن يكون حكراً على المؤسسات الحكومية، والحكومة حريصة على أن يكون الدعم المقدم لهذه الصناعة حالياً ومستقبلاً شاملاً لكل العاملين في القطاع العام والخاص لهذه الصناعة التي هي ثروة وطنية لا تملكها جهة وحيدة دون أخرى، وهي لا بد أن تكون متكاملة ومتناغمة، لا متنافرة ومتضاربة، متمنياً أن تكون الورشة فرصة لوضع معالم ميثاق وطني للإنتاج الدرامي يكون كفيلاً بتلبية طموح العاملين فيها ويلحظ من الهواجس الوطنية الحرص على أن يكون الإنتاج الدرامي ملتزماً ومسؤولاً تجاه القضايا الوطنية، وليس مجرّد تجارة تحكمها حسابات ربح وخسارة مادية بحتة من خلال استعراض الخلل بهدف إصلاحه وتجاوزه واستعراض الصواب بهدف ترسيخه وتعزيزه، لأن المتاجرة بالمشاعر وإنتاج المشاهد الاستعراضية على حساب الأمن المجتمعي ليست من أخلاقيات الإنتاج الوطني في شيء، فالهوية الوطنية والانتماء الأصيل يجب أن يكونا منارة لكل منتج درامي مسؤول، مع تأكيده ضرورة واقعية الطرح بحيث تساير الدراما الواقعَ القائم وتعكس همومه ومشاغله، والحرص على الإبداع والتجديد في الطرح في عصر التطوّر والمعلوماتية والتواصل التقني السريع، كما لا بد أن يتحمل النص الدرامي هواجس الجاذبية والتنافسية، فالمشاهد العربي، والسوري على وجه التحديد ذواق للفن، ومن الأهمية بمكان الاستجابة لذوقه.
وأكد المهندس عرنوس أمام الورشة أن الحكومة منفتحة على التفاعل مع كل الهواجس، وهي على استعداد دائم لمتابعة مخرَجات الورشة، سواء من خلال مراجعة الصكوك التشريعية والقوانين الناظمة لقطاع صناعة الدراما لجعلها في خدمة تطوير هذا القطاع، أم من خلال تشكيل فريق عمل من الجهات المعنية في إيجاد الصيغة المؤسساتية والإدارية المثلى التي يتم الاتفاق عليها من هذه الجهات الإدارية لإدارة شؤون القطاع، مع إيجاد التغيير القانوني المناسب من خلال البحث في كل التسهيلات المالية لخفض تكاليف الإنتاج وتعزيز التنافسية للمنتج الدرامي في السوق المحلي والخارجي، سواء من خلال الإعفاءات الجمركية والمالية أم تقديم تسهيلات مالية ومصرفية مناسبة، بالإضافة إلى تقديم جميع التسهيلات الإدارية واللوجستية.
واقع أفضل لصناعة الدراما
وختم د.بطرس حلاق وزير الإعلام فعاليات الورشة بكلمة له أشار فيها إلى أن كل المؤشرات التي ظهرت في جلسات الورشة تؤكد أن الجميع يبحث عن حل، وحضور رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس دليل على الاهتمام بإيجاد حلول لواقع الدراما السوريّة، إلى جانب النقاشات والحوارات التي دارت بين المشاركين، ولم يخفِ د.حلاق أننا أمام قضية شائكة لأننا نحتاج إلى صناعة نحافظ فيها على الفكر والمال ومصالح الدولة ومصالح العاملين في الدراما، مؤكداً أن الحلول لا بد أنها قادمة، وأن الدراما السورية وإن ذهبتْ بعيداً خلال السنوات العشر الماضية إلا أنها ستعود وسيكون الجميع معها، مؤكداً أن جلسات الورشة لن تُقدّم حلولاً سحريةً لأن الأمر يحتاج إلى جهد وتشريع والتشارك في إيجاد الحلول، مشيراً إلى أن كل التوصيات التي تخرج عن الورشة ستكون على طاولة النقاش، وداعياً الجميع إلى التفكير الهادئ والخطاب العقلاني لكلّ الأطراف المُشاركة في صناعة الدراما، ومثنياً على اقتراح التشاركية بين القطاع العام والقطاع الخاص في سبيل الخروج من بعض الأزمات التي تعاني منها الدراما، ورأى أن الورشة هي خطوة بحاجة إلى خطوات أخرى من أجل واقع أفضل لصناعة الدراما في سورية.