بلومبيرغ: 220 مليار يورو أضرار توقف ضخ الغاز الروسي لألمانيا
البعث – وكالات:
نشرت وكالة “بلومبرغ” اليوم، مقالاً بيّنت فيه أنّ آفاق تقنين استخدام الغاز والركود تلوح بالأفق بالنسبة لألمانيا، التي أعربت سلطاتها عن القلق بشأن الاضطرابات الاجتماعية، إذا خرج نقص الطاقة عن السيطرة.
وأشارت الوكالة، إلى أنّ ألمانيا لا يمكنها حتى الاعتماد على فرنسا، التي تؤدّي فيها المفاعلات النووية المتهالكة إلى تفاقم الأزمة، وقد ارتفعت أسعار الكهرباء في أكبر اقتصادين في أوروبا إلى مستويات قياسية الأسبوع الماضي.
وتابعت “بلومبرغ”: إنّ “ألمانيا لم يَعُد لديها كثير من الوقت لتضيّعه لتجنّب نقص الطاقة، غير المسبوق بالنسبة لدولة متقدمة، هذا الشتاء. وعلى الرغم من أن جزءاً كبيراً من أوروبا يشعر بالضغط الناجم عن خفض روسيا لإمدادات الغاز الطبيعي، إلا أنّه لا توجد دولة أخرى معرّضة للخطر مثل أكبر اقتصاد في المنطقة، إذ يعتمد ما يقرب من نصف المنازل على الوقود للتدفئة”.
وأضافت “بلومبرغ”: إنّ صندوق النقد الدولي يقدّر أنّ ألمانيا معرّضة لخطر فقدان 4.8% من الناتج الاقتصادي إذا أوقفت روسيا إمدادات الغاز، وقد قدّر البنك المركزي الألماني الضرر المحتمل عند 220 مليار يورو. في حين أنه من المؤكد أنها سوف تكون ضربة مؤلمة، فإن الخوف في ألمانيا هو أن ذلك سيسبب خسارة هيكلية في القدرة التنافسية للبلاد.
ومن المرجّح أن تنجذب الصناعات الكثيفة الاستخدام للطاقة إلى مناطق ذات موارد طاقة متجدّدة موثوقة مثل الساحل الألماني، أو المناطق الغنية بالطاقة الشمسية على البحر الأبيض المتوسط، ما قد يؤدّي إلى تفريغ مناطق صناعية على طول نهر الراين وجنوب ألمانيا.
وبعد صدور أرقام تشير إلى توجّه الاقتصاد الألماني نحو الركود، خلال الفصل الثاني من السنة، يرى الخبراء أنّ “المشكلة لا تقتصر على وضع ظرفي، بل إنّ النموذج الاقتصادي للقوة الاقتصادية الأولى في أوروبا هو الذي يتعثر”.
وفي السياق ذاته، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أنّ “الصعوبات في تنفيذ إمدادات الغاز عبر التيار الشمالي، فرضتها العقوبات، وهناك القليل الذي يمكن أن تفعله غازبروم”.
وقال بيسكوف للصحفيين، رداً على سؤال حول اتهام شركة “غازبروم” لــ”سيمنز” الألمانية بالفشل في الوفاء بعقد لإصلاح أحد التوربينات، فضلاً عن الإخفاق في خدمة عدة وحدات أخرى: “لا توجد تعليقات إضافية، غازبروم حدّدت الوضع الحقيقي للأمور”.
وأضاف: “هناك أعطال تتطلب إصلاحاتٍ عاجلة، وهناك بعض الصعوبات المصطنعة التي نتجت عمّا يسمّى العقوبات، القيود غير القانونية. هذا الوضع يحتاج إلى حلحلة، وهناك القليل الذي يمكن للجانب الروسي القيام به هنا”.
يُذكر أن الضخ عبر خط غاز “السيل الشمالي 1” انخفض منذ منتصف حزيران الماضي، وهو يستخدم بنسبة 40 بالمائة فقط من طاقته القصوى، بسبب رفض شركة سيمنس إعادة توربينات الضخ بعد إصلاحها في مونتريال بسبب العقوبات الكندية ضد روسيا.