مقتل الظواهري في غارة أمريكية على أفغانستان.. محاربة الإرهاب أم تعويض لشعبية بايدن؟
عواصم – وكالات
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قتل في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة في أفغانستان يوم السبت، مضيفا أنه لا أحد من عائلة الظواهري أصيب في الضربة ولا ضحايا مدنيين، وأن أجهزة المخابرات حددت مكان الظواهري في وقت سابق هذا العام.
وفي كلمة ألقاها، بعد الإعلان عن مقتل الظواهر، قال بايدن: “أخبرت حلفاءنا بالعملية”. وأضاف: “بعد النظر بحذر إلى مكان وجود الظواهري، أُعطِي الإذن بقتله. لم يصب أحدٌ من أفراد أسرته أو المدنيين في العملية”. وقال: “قتلنا الظواهري في أفغانستان. وقد تحققت العدالة، ونفذنا المهمة بنجاح”، على حد تعبيره.
كذلك، علّق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على عملية قتل الظواهري، قائلاً إنّ حركة طالبان “انتهكت على نحوٍ صارخٍ” اتفاق الدوحة من خلال استضافة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وإيوائه.
ودوى انفجار قوي في كابول في وقت مبكر من صباح الأحد. وقال عبد النافع تاكور المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، إنّ “منزلاً أصيب بصاروخ في شيربور، ولم تقع إصابات لأنه كان خالياً”.
وقد شرح مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن تفاصيل عملية قتل الظواهري في ضربة أميركية في أفغانستان، تعتبر أكبر ضربة يتلقاها للتنظيم منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن عام 2011.
وقال المسؤول إنّ “الظواهري كان مختبئاً منذ سنوات، وعملية تحديد مكانه وقتله كانت نتيجة عمل دقيق ودؤوب لمجتمع مكافحة الإرهاب والمخابرات”.
وأوضح مسؤولون أمريكيون إن الظواهري لقي حتفه في غارة بطائرة مُسيرة شنتها وكالة المخابرات المركزية في أفغانستان، في أكبر ضربة للتنظيم المتشدد منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في 2011.
وذكر أحد المسؤولين، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن المخابرات الأمريكية شنت غارة بطائرة مُسيرة في العاصمة الأفغانية كابول يوم الأحد.
وأكد المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان وقوع الضربة وأدانها بشدة باعتباره انتهاكا “للمبادئ الدولية”.
وكانت صحيفتا “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” وشبكة “سي ان ان” من بين وسائل الإعلام الأميركية التي كشفت هوية هذا الهدف نقلا عن مصادر لم تسمها.
وتولى الظواهري زعامة القاعدة عام 2011 بعد مقتل أسامة بن لادن الذي يعد العقل المدبر لهجمات أيلول 2001 في الولايات المتحدة.
ودبر الظواهري، مع أعضاء آخرين بارزين في القاعدة، هجوماً في 12 تشرين الأول 2000 على سفينة البحرية الأميركية كول في اليمن، ما أدى إلى مقتل 17 بحاراً أميركياً وإصابة أكثر من 30 آخرين.
والظواهري هو أهم المطلوبين لدى واشنطن. وُجّهت إليه اتهامات في الولايات المتحدة لدوره في تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في 7 آب 1998، والتي أدت إلى مقتل 224 شخصاً وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين، وأيضاً لاتهامه بالمشاركة في هجمات 11 أيلول في نيويورك.
ويتساءل الخبراء عما يمكن أن يضيفه مقتل الظواهري أو بقاؤه على قيد الحياة، بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية الآن. سوى أن الإدارة الأمريكية أدخلت نفسها في مشكلة مع حركة طالبان التي تسيطر على أفغانستان وضربت مصداقية الاتفاق بينها وبين الحركة التي تم بواسطة وتنسيق مع مشيخة قطر، والذي ينص على امتناع الولايات المتحدة عن شن غارات على أفغانستان مالم تتعرض لخطر داهم ومباشر. وطالما سارعت حركة طالبان للتنديد باستهداف الظواهري واعتبرته اعتداء على سيادة البلاد، فان ذاك الاتفاق المعروف باتفاق “الدوحة” بات على المحك وقد ينتهي من طرف حركة طالبان.
والاستنتاج المباشر لخلفية هذه العملية يؤشر الى رغبة إدارة بايدن استعادة هيبتها وترميم صورتها بعد الانسحاب المذل والفوضوي من أفغانستان. والاستفادة من هذا الإنجاز أمام خصومه مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس حيث تراجعت شعبية الرئيس بايدن، ما جعل أغلب الخبراء يتوقعون هزيمة بينة للحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة.
لكن يبدو أن الإدارة الأمريكية بحثت عن الرمزية والضجة الإعلامية وصورة النصر والإنجاز، باعتبار أيمن الظواهري الزعيم الروحي للتنظيم العالمي، ومن القيادات التاريخية لتنظيم القاعدة. هذا الإنجاز قد يعتقد الرئيس بايدن بأنه التعويض المعنوي عن فشل جولته الأخيرة في الشرق الأوسط،
خاصة وأن التنظيم فقد الكثير من فعاليته ونشاطه الخارجي أاوقف كليا عمليات الاستهداف للمصالح الأمريكية.